اقرأ ما يلي...

احتفالات سلمية

تصغير
تكبير

سابقاً، كان يرفض الكثير من الكويتيين الخروج من المنزل في الأيام الوطنية، خاصة بعد أن عانوا من التصرفات الخاطئة من العديد من الأفراد برمي البالونات المائية والتي تعرض الكثير وقتها من إصابات، وكل سنة نسمع عن شجارات تحدث جراء تلك الأعمال، فاكتفت العائلات بالاحتفال في المزارع أو الشاليهات أو حتى داخل المنزل حفاظاً على أرواح أطفالها والآخرين.

بعد اختفاء المهرجانات التي تستعرض فيها الشركات الخاصة والمؤسسات والمدارس في شارع الخليج العربي وحضور الناس المستمتعين بتلك العروض، واختفت الفعاليات العديدة وشح الصرف في هذه الأيام على مظاهر البهجة الوطنية. ابتدع العديد من الناس أساليب للاحتفال بطرقهم الخاصة المختلفة مبدأها الإثارة وايذاء الآخرين بحجة الاستمتاع والترفيه، وبدأ الموضوع برش الفوم على السيارات إلى أن شعروا بالضجر وأرادوا تطوير أسلحة الايذاء تلك برمي البالونات المعبأة بالماء، فزادت السيارات المشاركة في التجمعات تلك.

وزادوا من «التطور» في الإيذاء بوضع كريم مزيل الشعر في تلك البالونات ورميها مباشرة بوجه الناس، إضافة إلى وضع أقذر الأشياء داخل البالونات ورميها (دون أن نتطرق لتلك الأشياء احتراماً للقارئ)، فالجرأة بفتح باب سيارة أي عائلة والتعرض لأفرادها، أي نوع من الشر هذا الذي يحرّض على إيذاء الناس، لقد رسم في عقل الطفل أن تلك الأعمال هي أجمل تعبير عن حب الوطن ورد جميله.

كانت الأيام الوطنية هي أسوأ وقت للإجرام فكثير من الشكاوى والمصابين في المستشفيات جراء تلك الأعمال التي يهدفون منها إلى (الوناسة) وتحولت الأعياد الوطنية لمهرجان الماء، تماماً كالمهرجانات التي يرمي الناس بأنفسهم بين قرون الثيران بطرق انتحارية الغرض منها الاستمتاع.

سألت العديد من الناس الذين شاركوا هذا العام بالمسيرات التي أطلقتُ عليها مسمى المسيرات السلمية الخالية من الأسلحة المائية (البالونات)، أسعدتني وأحزنتني الردود في الوقت ذاته، فنسبة كبيرة منهم عبروا عن سعادتهم بأنهم أخيراً احتفلوا بالشكل الصحيح دون إيذاء أو خوف، وشعروا بالراحة لتواجد أفراد الشرطة في كل مكان مطبقين القانون وحريصين على سلامة الجميع وخاصة الأطفال. وفي الوقت نفسه، تذمر العديد من القرارات التي اتخذها وزير الداخلية ضد كل من يخالف سلامة التجمعات تلك، لأننا نملك حرية الرأي والتعبير والتصرف.

ما يهمني الآن، هو تطبيق القانون كل عام في الأيام الوطنية حتى نغلب العادات السيئة، ويعتاد الناس على التجمعات السلمية النظيفة الخالية من المخلفات المائية والأوساخ، أيضاً أرجو أن تعود المسيرات القديمة المليئة بالعروض الجميلة وزيادة الميزانيات، فالكويت تستحق بأن تكون بحُلة العروس في تلك الأيام، ونفرح أيضاً بمشاركة العديد من الجاليات في تلك الأيام للتعبير عن حبهم أيضا لهذا البلد وتعزيز مبدأ الأُخوة والترابط بين الدول وبين الكويت الحبيبة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي