آلاف المدنيين الجياع انتظروا المساعدات فأتتهم القنابل... تل أبيب تُبرّر وبن غفير يُشيد

«مجزرة الطحين» في غزة... مئات الشهداء والجرحى

فلسطينيون ينقلون ضحايا «المجزرة» قرب دوَّار النابلسي (رويترز)
فلسطينيون ينقلون ضحايا «المجزرة» قرب دوَّار النابلسي (رويترز)
تصغير
تكبير

- غزة تحصي أكثر من 30 ألف شهيد وسط خطر المجاعة
- بايدن هاتف السيسي واستبعد وقف إطلاق نار بحلول الاثنين
- غريفيث: الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة
- «طيور الخير» لإسقاط المساعدات شمال القطاع

في وقت يواجه سكان قطاع غزة وضعاً إنسانياً مأسوياً وخطر المجاعة، وحيث ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من 30 ألفاً، ارتكبت القوات الإسرائيلية، أمس، «مجزرة مروعة» بحق «آلاف المدنيين الجياع»، بينما استبعد الرئيس جو بايدن، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة «حماس» بحلول الاثنين، الموعد الذي كان قد توقعه في وقت سابق هذا الأسبوع.

وأعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، أن فريقاً ميدانياً تابعاً له وثَّق إطلاق الدبابات النيران «بشكل مباشر» تجاه «آلاف المدنيين الجياع» جنوب غربي مدينة غزة.

ووصف ما حدث بأنه «مجزرة دامية» وقعت فجراً عندما أطلقت القوات الإسرائيلية النار والقذائف باتجاه آلاف المدنيين الذين كانوا ينتظرون منذ ساعات وصول شاحنات المساعدات قرب دوَّار النابلسي على شارع الرشيد.

وتابع أن «عملية إطلاق القذائف والنار استهدفت المدنيين بمجرد وصول الشاحنات التي تقل المساعدات»، مضيفاً أن العشرات سقطوا بعد صعودهم على الشاحنات لمحاولة أخذ كيس طحين، وأن العشرات استُهدفوا وهم يحملون كيس طحين أو كرتونة معلبات «لإطعام أفراد أسرتهم الذين أنهكهم الجوع».

وذكرت قناة «الجزيرة» أن «آليات الاحتلال جرفت عدداً من جثث الشهداء».

وأفاد الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة عن «ارتفاع حصيلة مجزرة شارع الرشيد إلى 109 شهداء و760 إصابة برصاص قوات الاحتلال الذي استهدف تجمع المواطنين الذين حاولوا الحصول على الطعام أثناء وصول شاحنات المساعدات المحملة بالدقيق عند مفترق النابلسي غرب مدينة غزة».

ووصفت «حماس» الحادثة بأنها «مجزرة مروعة».

وذكرت في بيان أن «المواطنين ذهبوا للحصول على الغذاء بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان منذ 146 يوماً».

ولوحت بوقف المفاوضات، مؤكدة أن «المحادثات التي تجريها قيادة الحركة ليست عملية مفتوحة على حساب دماء الشعب».

بدورها، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية «المجزرة البشعة»، معتبرة أنها «جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الشعب».

وقال مدير قسم التمريض في مجمع الشفاء، حيث نقل الضحايا، إن «ما نشهده يذكرنا بمجزرة المستشفى المعمداني، حيث استقبل المستشفى مئات الجرحى إثر القصف الإسرائيلي على دوار النابلسي حيث كان يحاول الغزيون الحصول على مساعدات من أكياس الطحين».

وأضاف أن في مجمع الشفاء 3 غرف عمليات صغيرة فقط تعمل بإمكانيات محدودة لإسعاف مئات الجرحى.

وأظهرت صور تكدس الجثامين على أرضية المستشفى لعدم وجود أماكن في ثلاجات الموتى.

وأعربت منظمة «أوكسفام» الخيرية عن صدمتها إزاء المجزرة. وأكدت «أن خطر الإبادة الجماعية بات حقيقة».

وذكرت مصادر إسرائيلية، لـ «فرانس برس» أن جنوداً أطلقوا النار على حشود اقتربت من شاحنات مساعدات إنسانية بعدما شعروا بـ «تهديد».

وقال الناطق باسم الحكومة آفي هيمان «في مرحلة ما، كان (الناس) قد تزاحموا حول الشاحنات وقام الأشخاص الذين يقودون الشاحنات، وهم سائقون مدنيون من غزة، بالاندفاع وسط الحشود ما أدى في النهاية إلى مقتل عشرات الأشخاص، حسب ما فهمت».

ونقلت صحيفة «معاريف» عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير «علينا دعم مقاتلينا الأبطال العاملين في غزة وتصرفهم الممتاز ضد حشد من الغوغاء حاولوا إيذاءهم».

30 ألف شهيد

كما أعلنت وزارة الصحة في غزة، أن «عدد الشهداء تجاوز الـ30 ألفاً» بعدما وصل إلى المستشفيات ليل الأربعاء - الخميس «79 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ».

وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة «إكس»، «تجاوزت حصيلة القتلى في غزة 30 ألفاً، غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال. أصيب أكثر من 70 ألف فلسطيني. يجب أن ينتهي هذا العنف والمعاناة. أوقفوا إطلاق النار».

ونددت السعودية، باستهداف قوات الاحتلال، للمواطنين المدنيين العزل في شارع الرشيد.

وأكدت في بيان رفض المملكة القاطع لانتهاكات القانون الدولي الإنساني.

وأعلن منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أمس، أنّ «الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة بسرعة تبعث على الرعب».

بايدن

وفي واشنطن، قال بايدن إنه ينظر في «الروايات المتضاربة» عن إطلاق النار أثناء توزيع مساعدات في غزة، ويعتقد بأن الحادث الدموي سيعقد المحادثات بشأن وقف إطلاق النار.

وأضاف الرئيس الأميركي، الذي أجرى اتصالاً هاتفياً بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي، أن «الأمل لا ينضب»، وإنه تحدث إلى قادة المنطقة بشأن وقف لإطلاق النار، مضيفاً «لكنه لن يحدث على الأرجح بحلول الاثنين».

«طيور الخير»

وأمس، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع الإماراتية انطلاق عملية «طيور الخير» لإسقاط المساعدات الإنسانية والإغاثية بطائرات تابعة للقوات الجوية بالشراكة مع طائرات تابعة للقوات الجوية المصرية، على شمال غزة «سعياً لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين جراء الحرب، ولمساعدتهم على تجاوز الظروف الصعبة التي يمرون بها»، وفق «وكالة وام للأنباء».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي