No Script

مشاهدات

الكويت عز وفخر

تصغير
تكبير

في مثل هذه الآونة من كل عام وتحديداً في شهر فبراير وبتاريخ 25 - 26 أنعم المولى عزّ وجل علينا بنعمتين لا تقدران بثمن وهما نعمة يوم الاستقلال والأخرى نعمة يوم التحرير من الغزاة وعودة الكويت وشرعيتها حرة ولله الحمد والشكر.

ونستذكر تلك الأحداث المُؤلمة لنرويها للأجيال القادمة كي يعي أبناء وطننا الأعزاء ماذا جرى خلال تلك الجريمة الكبرى - احتلال الكويت - والتي روّعت أهلها في فجر يوم الخميس الأسود 2 /8 /1990.

فبين ليلةٍ وضُحاها، انقلب الحالُ من سِلمٍ إلى حربٍ، ومن استقرار إلى تشتت في أرض الله الواسعة، ومن حالة الأمن والأمان إلى حالة الخوف والذعر... مصابنا كان كبيراً، عانينا لمدة 7 شهور متتالية، حدث فيها الكثير من الأحداث والقصص المؤلمة، فلقد كانت طعنة بالظهر من جار مسلم، يصعب علينا نسيانها، ولم يتمكن الغزاة أبداً بأن يضعفوا جبهتنا الداخلية، والتنكيل لم يفتّ في عضدنا، ولم يُدخل الضعف على قلوبنا، بل بالعكس ازداد تماسكنا وتلاحمنا وتكاتفنا، وكنا كالأسرة الواحدة نساعد ونساند كل منا الآخر.

منذ اليوم الأول من الغزو الغاشم انتفض الشعب الكويتي قاطبةً نساءً ورجالاً، شباباً وأطفالاً ونزلوا إلى الطرقات رافعين أعلام الكويت صور الأمير الراحل الشيخ / جابر الأحمد وولي العهد الراحل الشيخ / سعد العبدالله، طيّب الله ثراهما، منددين بالغزاة ورافضين الاحتلال وغير مبالين بالموت فالشهادة في سبيل الوطن عز وفخر.

فالشعب الكويتي سطّر أروع ملحمة من التضامن والتعاون، والوحدة الوطنية، في تلك الظروف الصعبة، ورصّ صفوفه ضد الغازي المحتل، ووقف كالسد المنيع ضد كل من حاول بث الفتنة بيننا، ملحمة مليئة بالأحداث البطولية والحزينة، فيها تجلت المقاومة والبطولة في سبيل الحرية، وكتبت أحداثها بدماء شهدائنا الأبرار، وبصرخات اليتامى والأرامل، والثكالى، ممن فقدن أبناءهم وأقرباءهم وأحباءهم.

في فترة الغزو الغادر غادرت جميع العمالة الوافدة البلاد عائدين إلى أوطانهم (ذلك من حقهم) خوفاً على أرواحهم فتوقف جميع الأعمال في مؤسسات الدولة، انتفض الكويتيون الصامدون والذين أثبتوا للجميع أصالتهم رجالاً ونساءً وشباباً أنهم أقوياء بكرامتهم وعزتهم، ظهر معدنهم المشرف خلال ما واجهوه من ظلم وطغيان، واشتدت عزيمتهم والتفوا حول قيادتهم الشرعية في مشهد من النادر حدوثه وقاموا بجميع الأعمال المختلفة الصغيرة والكبيرة والإنسانية والحيوية بالرغم من خطر مواجهة الغزاة، وبفضلهم استمرت الحياة في الكويت المحتلة دون أن تغيب عنها الخدمات العامة والأساسية طيلة 7 شهور، وثبت خلالها إن - ابن الوطن هو الركيزة والأساس الذي يعتمد عليه في الأزمات-.

- الكويت عز وفخر -

نحتفل في إحياء هذه المناسبات الوطنية بمشاركة أبنائنا وأسرهم والمقيمين الشرفاء على أرضنا الطيبة، وكم هو جميل الروح والحس الوطني والولاء للكويت، فالمواطنون المخلصون للكويت والمقيمون المحبون لهذا الوطن الغالي يشاركوننا الأفراح بكل سعادة ومحبة لتعم مظاهر الفرح في قلوب جميع من يعيش على هذه الأرض الطيبة.

اتخاذ القرار الحازم:

ندعو رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ / محمد الصباح، إلى تطبيق الآلية السابقة لإحياء هاتين المناسبتين الغاليتين على قلوبنا فبدلاً من انتهاج الفوضى بالاحتفالات، ورمي البالونات المليئة بالماء والحصى والثلج والمواد الضارة، ما تتسبّب بإصابات مباشرة خطرة على الإنسان وكذلك تتسبّب في أضرار مادية بتلف المركبات، بالإضافة إلى انتشار المخلّفات على طول الطرقات العامة.

وخيراً فعلَ رجال الأمن بمخالفة وتجريم هذه الأفعال السيئة ومنع المظاهر المشوهة على احتفالاتنا الوطنية، والتعامل الحازم والفوري مع مخالفي قانون حماية البيئة خصوصاً رمي وتقاذف بالونات الماء واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم، والحد من أي سلوكيات وظواهر سلبية.

بل يجب اتخاذ القرار الحازم بالقضاء على هذه الظواهر الشاذة التي تشوب الاحتفالات المشوهة والدخيلة على مجتمعنا، فذلك سلوك مشين خارج عن الآداب العامة، واتخاذ القرار الصائب بالعودة لإحياء الاحتفالات المنظمة اعتباراً من السنة المقبلة بإذن الله بعمل احترافي منظم تشارك فيه جميع وزارات ومؤسسات النفع العام للقطاعين العام والخاص، وذلك بإقامة الكرنفال العام المنظم كما كنا نفعل فى السابق، مسيرة تقام على امتداد شارع الخليج العربي بمشاركة مختلف مؤسسات الدولة العامة والخاصة، وبمشاركة طلاب وطالبات المدارس، إضافة إلى مشاركة الفرق الشعبية باستخدام الشاحنات المزينة بديكورات ومجسمات جميلة، وتكون أماكن تواجد الأسر على جانبي الطريق وهم يشاهدون ويتابعون تلك الاحتفالية الغالية على قلوبنا جميعاً باطمئنان وأمان ومن ثم يتبع المسيرة عرض الطائرات الحربية والاستعراضية وتختتم الفعالية بإطلاق الألعاب النارية، وكانت الاحتفالات تتميز بمدى رقيها وتنظيمها، بالإضافة إلى الفعاليات التي تقام فى كل محافظات الكويت، الأعياد الوطنية في السابق كانت تمتاز برونق خاص وكانت تحمل مغزى ومعنى حيث كنا نستشعر بالروح الوطنية الحقة في أعماقنا في ذلك الزمن الجميل.

ختاماً:

رحم الله أبطال التحرير ورموز الوطن

الشيخ / جابر الأحمد الصباح

الشيخ/ سعد العبدالله الصباح

الشيخ / صباح الأحمد الصباح

الشيخ / نواف الأحمد الصباح

الشيخ / فهد الأحمد الصباح

الشيخ / سعود الناصر الصباح

وندعو المولى عز وجل بالشفاء

للشيخ / جابر خالد الصباح

ولن ننسى شهداءنا الأبرار، من رجال وشباب، ونساء وفتيات، وما قدموه من تضحيات جليلة للوطن العزيز، سائلين الله عز وجل، بأن يتغمّدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته، وينزلهم منازل الشهداء.

كم يا أغسطس كنت قاسيا

وكم يا فبراير كنت حانيا

بالوحدة الوطنية والحرص على تكاتفنا وتعاوننا في ما بيننا، والسعي نحو العمل الجاد تظل الكويت - عز وفخر - ومنارة الخير بحكامها وشعبها الوفي.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي