قبل الجراحة
الخوف الخفي
من المقولات التي يكثر ترديدها قبل أي انتخابات بالبلد ويتم توجيهها للناخبين «احسنوا الاختيار»، والنتائج تأتي كما شاهد الجميع بالطبع بعد ان خرج كل من أدلى بصوته وهو على قناعة تامة انه احسن الاختيار من وجهة نظره.
علم النفس لديه العديد من النظريات ومنها «انك مهما حاولت ان تغير الشريحة التي لها الحق بالمشاركة بالانتخاب فإن النتائج لن تتغير»، ولشرح ما سبق نأخذ مثالاً بسيطاً، لو فرضنا ان الدولة قررت ان من يحق لهم الانتخاب والادلاء بأصواتهم بالانتخابات يجب أن يكونوا من حملة الشهادة الجامعية (بالطبع غير المزورة) فإن نتائج الانتخابات بالغالب لن تتغير.
لأن عملية اتخاذ القرار تتم في غياب الوعي العقلي ما يجعل الخوف الخفي المسيطر على اتخاذك للقرار وانت داخل لجنة الانتخابات.
فالانسان يسيطر عليه خوفه على طائفته ومذهبه وديانته، وأيضاً يسيطر عليه بشكل اكبر خوفه على موقع ومكانة قبيلته وعائلته، وحتى انتماؤه العرقي له سيطرة على القرار الذي سيتخذه بغض النظر عن قناعته مَن هو الأصلح للبلد...
ومن الأمور التي لها تأثير على نتائج أي انتخابات نسبة العمل التطوعي بالبلد، فكلما قل العمل التطوعي بالبلد فان العوامل السابقة تزداد قوة سيطرتها على القرار الذي سيتخذه الانسان عندما يغيب الوعي العقلي، فالعمل التطوعي يزيد نسبة الإيثار لدى الانسان ما يجعله اقل تأثراً بمشاعر الخوف والأهم أقل انحيازاً لقبيلته وعائلته وتقل نسبة السيطرة المذهبية والطائفية عند اتخاذه لقراره داخل لجنة الانتخابات أو عند اتخاذه لأي قرار...
