طالبوا بالاستثمار في الكفاءات الوطنية
تقنيون: أنصفوا العاملين في «نظم المعلومات»
دعا مختصون تقنيون شاركوا في ندوة «تحديات قطاع نظم المعلومات في الكويت» التي أقيمت مساء اول من أمس في ديوان سعود الحيان بمنطقة صباح السالم، إلى ضرورة إنصاف العاملين في قطاع نظم المعلومات في الجهات الحكومية، مطالبين بالاستثمار في الكفاءات الوطنية التي تعمل في هذا المجال الحيوي.
وقال رئيس الجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات قصي الشطي «لدينا من الكفاءات الوطنية من ذوي المهارات ممن أثبتوا تميزهم» مؤكدا ان العمل الحكومي يتخلله العديد من السلبيات التي تدفعهم الى عدم الإنجاز والتميز، ولعل أبرزها أن الترقيات تتم بحسب الاقدمية، فمن يعمل ومن لا يعمل هم في النهاية تتم ترقيتهم، دون الاخذ بمعيار الكفاءة والانجاز والمهارة.
وبيّن الشطي انه «في الولايات المتحدة الأميركية، تم اتخاذ قرار الموافقة على تعيين أصحاب الخبرات والمواهب من خلال اشتراط الشهادة في نفس التخصص وكذلك الخبرة والموهبة بنسبة 50 في المئة لكل منهما، وهذا أمر جيد ويتيح المجال للمميزين من غير حاملي الشهادات ذات التخصص من الاستفادة منهم»، لافتا الى ان العمالة الوطنية في القطاع الخاص هم أفضل من العمالة الوافدة وهي الاوفر ماليا والاستثمار بهم أفضل كونهم سيعملون لإثبات انفسهم.
من جانبه، دعا مدير ادارة المركز الآلي بوزارة الكهرباء والماء والطاقة المتجددة سعود الحيان إلى ضرورة إنصاف العاملين في هذا القطاع كون عملهم ليس عملا إداريا، لافتا الى ان حملة «انصفني» بدأت بعد المعاناة التي وقعت على العاملين في هذا المجال وعدم إنصافهم في العديد من القطاعات وأماكن عملهم من خلال الفروقات المالية بين الموظفين.
وأشار الحيان إلى ان الكويت كانت سباقة في مجال تكنولوجيا المعلومات وكانت من اوائل الدول التي استخدمت الانترنت، مؤكداً ضرورة الاستثمار في التعليم والتدريب والتوعية في هذا المجال الذي أصبح يسيطر على كافة مناحي الحياة.
من جهته، قال رئيس لجنة الأمن السيبراني باتحاد الاعلام الالكتروني محمد الرشيدي، إن الدولة مسؤولة عن حماية حدود المعلومات والامن السبيراني كما تحمي الحدود السياسية والجغرافية، مؤكداً ان دولة عربية في عام واحد تعرضت لـ 623 مليون هجمة سبيرانية تمت والمتضررون من هذه الهجمات تجاوز عددهم 900 الف شخص والخسائر بلغت 7 مليارات دولار مما يؤكد أهمية هذا القطاع وضرورة الاستثمار فيه والاهتمام به ودعمه، مستغربا من عدم وجود احصائيات في الكويت عن مثل تلك الهجمات والخسائر التي تقع، ومن هي الجهة التي من المفترض ان تقوم بهذه الإحصائية كون هذه الاحصائيات يترتب عليها أمور مهمة جدا.
وأضاف الرشيدي «يجب على الدولة مع التطور التكنولوجي تنظيم دورات تدريبية في كيفية التعامل مع الانظمة كون اغلبها تحول الى الالكتروني»، مؤكداً ان الاختراقات تكون صعبة على النظام، لكنها تتم بسبب الموظفين عديمي الخبرة والوعي من خلال فتح الروابط او الايميلات التي تصل إليهم.
وأشار الى ان العزوف عن العمل في هذا القطاع لأسباب عديدة لعل أبرزها عدم التقدير المادي والمعنوي بالإضافة الى عدم استشعار أهمية ما يقومون به من جهد وعمل للحفاظ على المعلومات على مدار الساعة، لافتا الى ان الكويت مقبلة على ثورة تكنولوجية في ظل التخصصات الجديدة التي أدرجت في الجامعة والتي تتعلق بالذكاء الصناعي والامن السبيراني وتقنية المعلومات وغيرها، ومن المتوقع ان تحصد ثمارها بعد خمس سنوات.
بنية الكويت مهيأة لتكون مركزاً عالميا للذكاء الاصطناعي
كشف الرشيدي ان البنية التحتية للكويت مهيأة لتكون مركزا عالميا للذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط لما تتمتع به من تشريعات وحرية وعدم تجسس وكل هذه الأمور تساعد بشكل او بآخر على أن تكون الكويت مركزا عالميا في الذكاء الاصطناعي وتقنية المعلومات، متوقعا ان يزور الكويت قريبا الملياردير الأميركي، إيلون ماسك.
الاعتماد على الشباب
قال المستشار في الأمن السيبراني حسين النكاس، إن رؤية الكويت تدعو الى تمكين الشباب ودفعهم الى النهوض بالدولة من خلال الاعتماد عليهم في التحول الرقمي، كون هذا من ركائز برنامج العمل الحكومي ورؤية الكويت 2035 والتي اشارت بشكل مباشر الى الشباب وانهم الركيزة الأساسية، لافتا الى انه في ظل الطفرة التكنولوجية في استخدام التطبيقات والتي ستساهم بشكل كبير بتغير الوظائف المطلوبة حيث بدت الاعمال متداخلة مع بعضها من خلال نظم المعلومات وغيرها وليس محتكرا على المهندسين فقط او على نظم المعلومات فقط.
تحقيق قفزة في تشريعات «الرقمنة»
أشاد الشطي بدور اللجنة البرلمانية المختصة بتمكين التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والتي سعت الى سن العديد من التشريعات، ويمكن لهذه اللجنة تحقيق قفزة توعية من خلال وضع تشريعات وضوابط الذكاء الاصطناعي وتطبيق سياسية الكويت للتحول الرقمي.
