No Script

قيم ومبادئ

يا دارنا يا دار

تصغير
تكبير

كل إنسان في جوانب هذه الأرض الواسعة يأوي إلى هذه الأُخوة الإنسانية حيث شاء وحين شاء... هكذا أعلنها القرآن الكريم دعوة عامة منذ 1445 سنة، وهكذا أعلنها الرسول، صلى الله عليه وسلم، فدان بالدين الجديد أناس من جميع أمم الأرض والسُلالات والأعراق، وبعد مضي القرن الثالث الهجري كان في عداد المسلمين آريون وحاميون وطورانيون وساميون وعرب وفرس وصينيون وأفريقيون... وهذه ميزة انفردَ بها الإسلام عن بقية الديانات التي كانت قائمة على العصبية القومية.

فالموسوية قصُرت دعوتها على العبرانيين أو اليهود، والبرهمية ديانة هندية عنصرية أنتجت لنا البوذية والمسيحية حوّلت إليها الرومان البيزنطيين من الغربيين أو الشرقيين إلى وثنية ما كان يعرفها أتباع المسيح عليه السلام... أما الإسلام فقد حوّل إليه على خلاف ذلك أعرق الأمم في الحضارة والإيمان، فأسلمت فارس وأسلمت بلاد القبط (مصر) وهما في ذاك الزمان أعرق الأمم في تاريخ الحضارة.

هذه الحقيقة خليقة أن تُذكر على الخصوص في عصرنا الحديث وفي الكويت خصوصاً أننا نعيش ذكرى الأيام الوطنية الشامخة ذكرى (الاستقلال عن بريطانيا والتحرير من الغزو العراقي الغاشم) وتزداد هذه الحقائق ثبوتاً ووضوحاً كلما استعرضنا تاريخ أمراء وحكام الكويت منذ 1770 تقريباً ومآثرهم التي خلّدها التاريخ منذ صباح الأول، إلى صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، كلها صفحات مشرقة في علاقة الحاكم بالمحكوم لم يعكّر صفوها يوماً يومٌ عصيبٌ ولا تغيّر الحال.

حيث تميّز نظام الحُكم بالمزج بين النظام البرلماني والنظام الرئاسي الذي حفظ للمقام السامي مكانته وهيبته إلى جانب السمع والطاعة والوقوف صفاً واحداً خلف القيادة الحكيمة في نظام فريد، كما تألقت الكويت في المحافل الدولية من خلال إطلاق المبادرات الإنسانية لإغاثة المنكوبين والمستضعفين في العالم والدعوة إلى إسقاط الديون على الدول الضعيفة ونصرة الشعب الفلسطيني ودعم قضاياه العادلة.

وخلال هذه الفترة من حكم آل الصباح الكرام، كانوا وما زالوا قريبين من الشعب، فتحوا أبوابهم ومجالسهم لحل مشاكل الشعب وأداروا شؤون الحكم والبلاد، فبنوا السور الأول لحماية البلاد من الأخطار الخارجية آنذاك 1760، في عهد الشيخ عبدالله بن صباح، وعددها ثلاثة أسوار وقد هُدم آخرها عام 1957 نتيجة التوسع العمراني، كما أقاموا (الناطور) و(حرس الأسواق) الذي يحرس ليلاً ويتجوّل لكي يراقب أي شيء غريب حول الممتلكات أو البيوت والعمارات المكلّف بحراستها وينتهي عملهم مع الفجر... كل ذلك لحماية الكويت من الأخطار الداخلية ولله الحمد...

فالتّبرُ في برّها

والدرُّ في بحرها

والحبُّ في صدرها

نبع من الآثار

والشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حامي الحمى والجار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي