ضمن فعاليات «القرين الثقافي 29» فوق خشبة «عبدالحسين عبدالرضا»

إدواردو فيرنانديث... أبحر في رحلة مع أنغام البيانو

تصغير
تكبير

9 مقطوعات موسيقية على نغم آلة البيانو، وبإبداع ومرونة يدي العازف الإسباني إدواردو فيرنانديث، كانت كفيلة بأن تأخذ حضور مسرح عبدالحسين عبدالرضا إلى عالم من الانسجام التام والتناغم النفسي. كيف لا، وهو أحد أفضل عازفي البيانو الإسبان في جيله، والذي يتميز بشكل خاص بعمق ونضج وتفرّد تفسيراته الموسيقية.

فيرنانديث، الذي أحيا مساء أمس، حفلاً موسيقياً ذا نغم وشجن ضمن فعاليات مهرجان «القرين الثقافي 29» الذي يُنظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، كان بحضور الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد محمد الزامل، والسفير الإسباني لدى الكويت ميغيل مورو أغيلار، وعدد من السفراء وأعضاء السلك الديبلوماسي، وحشد كبير من متذوقي الفن والموسيقى.

الأمسية، التي اختُتمت بتكريم الزامل للعازف الإسباني، كانت قد انطلقت بإطلالة عريف الحفل المذيع عثمان سليمان، الذي ألقى كلمة ترحيبية بالحضور، بعدها قدم نبذة عن الأمسية المميزة، ليفسح المجال بعد ذلك أمام السفير الإسباني الذي شكر المجلس الوطني على إتاحة هذه الفرصة أمام أحد فناني إسبانيا، مشدداً على أهمية التبادل الثقافي والفني بين البلدين، ومشيراً في السياق ذاته إلى نجومية وموهبة فيرنانديث الذي هام لاحقاً في عالمه الخاص، فأبدع وأمتع.

نجم الليلة، اختار أولى المقطوعات، والتي تعود للمؤلف الموسيقي وعازف البيانو الإسباني إسحاق ألبيز، بعنوان «استحضار»، ثم أتبعها بأخرى للمؤلف ذاته وحملت عنوان «ميناء»، فحظيتا بتصفيق حار من الحاضرين.

وأتت المقطوعة الثالثة ذات طابع شرقي، والتي تعود لعالم الموسيقى وعازف البيانو والملحن الإسباني إنريكي غرانادوس، كما انتقى الرابعة لغرانادوس أيضاً وكانت ذات طابع أندلسي.

بعدها، عاد مجدداً إلى روائع ألبيز قاطفاً من بستانه وردته وتحفته الفنية «البيسين» التي ألفها بين عامي 1905 و1909، إذ تعتبر واحدة من أكثر الأعمال تحدياً في البيانو، فهي تتألف من أربعة كتب كل واحد منها من 3 قطع.

ومن باب التنويع، قفز إلى أرشيف غرانادوس وانتقى مقطوعته الشهيرة «الضعيف» التي تنتمي إلى مجموعة «جويسكا»، العمل الذي رسّخ المكانة الدولية له، وتتألف من 6 قطع مستوحاة من مشاهد «غويا» التي تسلط الضوء على قوة المرأة على الرجل.

وإلى ألبيز وموسيقاه المليئة بإيقاعات وعطور إسبانيا، عاد مسرعاً ليبدع في عزف رائعته «الميريا» من مجموعة «إيبيريا»، وهي عبارة عن يوم موسيقي في حياة ميناء بحري صاخب، واستحضار لرقصات وأغاني موطن ألبينيز الأصلي، وكذلك جوهرته «تريانا» التي تحكي عن الحي الغجري في مدينة إشبيلية الإسبانية مع تقاليد الفلامنغو. ليأتي ختام هذه الأمسية مع مقطوعة ألّفها في العام 1919 عازف البيانو مانويل دي فالا بعنوان «الخيال الأندلسي»، إذ استحضرت مقاطعة بايتيس الرومانية القديمة في جنوب إسبانيا.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي