ظاهرة الـ Spitting في التاريخ السياسي !

تصغير
تكبير

يعد الرومان القدماء من أوائل الأمم التي استخدمت البصق لأغراض عديدة، منها لدرء الحظ السيئ في حالة مقابلة أعرج، أو لطلب المغفرة عبر البصق في الحضن، أو البصق في الحذاء الجديد لطلب الحظ السعيد، أو البصق في العين لمعالجة الرمد، أو البصق ثلاث مرات لمضاعفة مفعول الدواء.

البصق السياسي ظاهرة ليست مقتصرة على المجتمعات العربية أو الشرقية، ولكنها أيضاً منتشرة في أوساط المجتمع السياسي الغربي. لذلك، يبدو أن البصق على الآخر أو بوجهه له جذور تاريخية تلفها حكايات كثيرة قديمة وحديثة.

في الدول العربية انتشر البصاق السياسي في العراق بشكل كبير حتى وضعت له قوانين جزائية رسمية وعشائرية. ومن الحكايات الحديثة ان المجرم صدام، قد بصق بوجه طارق عزيز، في أول لقاء بينهما بعد القبض عليهما. كما انتشر البصق على شاشة التلفزيون عندما كان صدام، يظهر بالأخبار ولكي يتم تفادي العقوبة يقوم بعضهم بمسح الشاشة بعد البصق عليها وكأنه يريد تلميعها كي تكون الصورة واضحة في إسقاط واضح للكوميديا الصفراء.

وفي دول الخليج أيضاً، يستخدم البصق كنوع من العقوبة والتوبيخ السياسي، فكم من مسؤول قد بصق بوجه آخر والعكس ولا داعي لسرد القصص لانها كثيرة ومثيرة وبعضها مضحك ومعاصر.

كما هو في الماضي، فالحاضر يشهد بأن البصق السياسي انتشر في أوساط الكثير من السياسيين في العديد من الدول العربية والخليجية. فكم من واحد قد قام رئيس الدولة أو رئيس الوزراء بالبصق على وجهه وتوبيخه كعقوبة له دون ان يعرضه للمحاكمة! في هذه الحالة تكون البصقة عقوبة معنوية كبيرة.

في السابق، كان المسؤول الكبير إذا رأى انحرافاً من أحدهم يغضب عليه ويبصق بوجهه ويقول له لا تعيدها. وعادة يكون ذلك درساً قاسياً له لا ينساه ما يجعله يحذر من الخطأ مرة ثانية، أما اليوم فالبعض قد تشبَّع وجهه من البصاق لدرجة أن يعتبره كماء الورد من كثرة النفاق السياسي الذي مر عليه عبر خدماته السياسية التي يؤديها في مقابل مصالح مادية دون أي اعتبار للكرامة، ولا داعي للتكملة...!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي