No Script

أبعاد السطور

أيها المدرسون... «استحوا شوي»!

تصغير
تكبير

منذ أول اعتصام وظيفي في التاريخ الإنساني في العام التاسع والعشرين من حكم الملك الفرعوني رمسيس الثالث، إلى هذا العام 2024 الذي نحن نعيش فيه الآن، لم اقرأ ولم أشاهد ولم أسمع عن مثل الاعتصام الذي قام به «شوّية «معلمين زعلانين من تطبيق نظام البصمة الإلكتروني للحضور والانصراف من أماكن عملهم!

بعض المدرسين المعترضين قاموا بـ»هيصة وزمبليطة» وتهديد ووعيد لوزير التربية ووزارته إن لم يتراجع عن قرار تطبيق البصمة فوراً!

وبعض المدرسين المعترضين طالب الوزير أن يمنحهم فرصة 4 أشهر فقط، ومن بعدها يعود من جديد لتطبيق نظام البصمة! فما سر تلك الأربعة أشهر!

وهناك عدد من الفيديوهات التي سجلها بعض المدرسين والمدرسات الساخطين من تطبيق البصمة، قالوا فيها كلاماً يندى له الجبين، ولا يدل على الحكمة عندهم!

ولقد برز اثنان على وجه التحديد من المدرسين هما الأكثر إنزعاجاً من ذلك القرار، حيث خرجا أكثر من مرّة في أماكن مختلفة عدة وهما يفتحان فميهما بالكثير من التدليس والكلام غير المنطقي أبداً، وتضخيم بعض الأمور للناس، من أجل أن يكسبا تعاطف البعض معهما!

والمضحك هُنا أن أحد هذين المُدرسيّن كثير السفر! ولديه فيديوهات كثيرة سجلها وهو خارج البلاد! وقيل إنه ليس لديه في جدوله الاسبوعي إلا عدد قليل جداً من الحصص!

ومما يذكر أن ذلك المدرس الذي تولى كبرها، سجل فيديو لنفسه، وهو جالس ويدخل عليه أحد الطلبة، فيطلب منه أن يزيد رصيد درجاته المُتدني، بعد أن قال له شطراً من الشِعر:

«خل نفسك عزيزة دوم بالك تذلها»

فرد عليه ذلك المدرس بأن أكمل الشطر الثاني من البيت ذاته، وقال: «ولا تطلب الحاجات إلا من أهلها».

فيكمل ذلك المدرس المشهد بتأثره الشديد ويهز رأسه، ثم يقوم برمي دفتر الدرجات أرضاً نحو ذلك الطالب وهو يقول له بحماس: «وأنا من أهلها». ثم يطلب من الطالب أن يكتب لنفسه الدرجة التي يريدها! فأي أسلوب رخيص هذا الذي يتبعه ذلك المدرس ؟!

أيها الأحباب... كلنا نعلم ونفهم لماذا وكيف وصل التعليم في الكويت لتلك الدرجة من الضعف والسخف، حيث إن من أهم تلك الأسباب هي تلك النماذج من بعض المدرسين، الذين هم لا يهتمون في تبرئة ذممهم في تأدية تلك الأمانات التي في رقابهم من طلبة وحصص ومنهج دراسي.

أنا من الذين يشدون على يد معالي وزير التربية والتعليم، ومن الذين يطالبونه بالاستمرار على مبدأ الجد والحرص ومحاربة جميع أشكال التعفن التعليمي في مدارس وكليات الدولة.

كلمة أخيرة، في أُذن أولئك المدرسين الذين عرّاهم تطبيق نظام البصمة وأغرقهم في حُمى الثرثرة الإعلامية التي لم ولن تنفعهم، أقول: إن الذي ليس حريصاً على نفسه بأن يأكل حلالاً فإنه لن يكون حريصاً أبداً على تعليم أولاد الناس كما يرضي الله تعالى.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي