البيان المجهول

تصغير
تكبير

تناقلت وسائل التواصل الاجتماعى بياناً مجهولاً مصدره، ويبدو أن وراء الأكمة من هذا البيان المجهول المصدر ما وراءه، والذي يحاول فيه أن يُبرّر تصرفات أعضاء مجلس الأمة بالسليمة لما قاموا به من إجراءات التصويت ومحاولة إلقاء اللوم والمسؤولية على أعضاء الحكومة.

بداية، نرى أن القارئ لهذا السرد من البيان المجهول والذي لا يحمل توقيعاً ولا اسماً سينخدع من سيناريو الأحداث الذي سيق من خلال البيان، والذي يوحي بأن ما حدث في الجلسة من إجراء الدعوة للتصويت هو إجراء سليم دستورياً، علماً بأن الذي كتب البيان المجهول قد أغفل متعمداً الفرق بين النطق السامي لصاحب السمو أمير البلاد على ضوء الماده 54، وبين الخطاب الأميري والذى يُلقيه عادة رئيس الوزراء.

وهذا الإغفال المتعمّد لا شك مقصوداً ويهدف في إظهار حكومة سمو الشيخ د.محمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء بالضعيفة وقليلة الخبرة سياسياً. كما أنه يبدو من أحداث الجلسة بأن هناك ترتيباً مسبقاً جرى بين الأعضاء بالتمسّك بعدم الشطب وهي وسيلتهم التي يمكنهم أن يبرروا لأنفسهم أمام ناخبيهم ما صدر في النطق السامي لصاحب السمو تجاه الحكومة السابقة وأعضاء المجلس بالإضرار بالمصالح العليا.

كان ينبغي على رئيس المجلس أن يمنع إجراء التصويت على كلمة النائب الكندري، لأنه يعرف تماماً أن هذا الإجراء غير دستوري، باعتبار أن مداخلة النائب الكندري متعلقة بالنطق السامي، وهناك فرق بين الخطاب الأميري المسموح التعليق عليه وبين النطق السامي غير الجائز التعليق عليه.

من المؤكد برأيي أن هناك مَنْ يتحرك تجاه إفشال حكومة سمو الشيخ د.محمد الصباح، لغرض في نفس يعقوب.

لذا، فإن تمسك الحكومة بموقفها الحالي بعدم حضور الجلسات حتى يتم الشطب هو عين الصواب، وأن ما حدث من تصويت لا يُغيّر من الواقع شيئاً بأن هناك خطأً دستورياً فادحاً قد حدث، وأن على أعضاء المجلس التحلي بالشجاعة في القيام بتصحيح ماحدث من اختراق دستوري جسيم حماية للدستور وما أقسموا عليه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي