No Script

وجع الحروف

الحُكم بعد المداولة...!

تصغير
تكبير

في أي قضية تطرح بالمحاكم نسمع عبارة «الحكم بعد المداولة»... يعني في انتظار حكم المحكمة بعد المداولة، وهو الإجراء الذي بمقتضاه يتناول القضاة وقائع الدعوى بالمناقشة (ثبوت أو نفي)، وتبادل الآراء حسب المستندات والدفوع وغيرها من الإجراءات المتبعة (أعتذر إن أخطأت في تفسيري... هذا حد معرفتي)!

وعلى مستوى الذات، نحن نمتلك قلباً وعقلاً ولهذا يقول الإنسان حينما يحتار بين أمرين «استفت قلبك» ففيه الحث على الورع والبعد عن الشبهات.

قال النبي، صلى الله عليه وسلم، لوابصة لما جاء يسأل عن البر (البر: ما اطمأنت إليه النفس، واطمأن إليه القلب، والإثم: ما حاك في نفسك وتردد في صدرك وإن أفتاك الناس وأفتوك) يعني... في أي أمر أنت بصدد الحكم عليه تحتاج إلى أن تستفتي قلبك وتتحرّى ما يطمئن له قلبك وتضع الدلائل الدالة على سلامته وما كان فيه شبهة أو تردد فالأولى تركه!

نحن في الكويت إعلامياً، نقرأ ونشاهد ونستمع إلى بعض ما يصلنا، والغريب أن أغلبه لا يحمل الدلائل التي تشير إلى سلامة ما يصلنا وتميل وصفاً إلى نشر الإشاعات والتكهنات وسوء الظن المقدم والحسد وهي أمور منهي عنها شرعاً وعرفاً!

والكتابة بالصحافة ووسائل الإعلام ليست للترفيه أو لمصالح شخصية، إنها رسالة إعلامية سامية تعتبر المصداقية أهم أسسها حسب ما تعلّمته من د. بشير العريضي عام 1985، حيث كانت بدايتي في الصحافة وكانت كل المقابلات والأخبار والتحقيقات الصحافية أحاول جاهداً أن أضعها نصب عينيّ كي لا أميل إلى هوى نفسي الأمّارة بالسوء.

وعندما انتقلت إلى الكتابة ومعروف أن طبيعة الصحافة في الكويت هي صحافة رأي، أقرأ وأتيقن وأبحث عن الدلائل لأكتب رأيي وما أعانني الله عليه عارضاً الموضوع مع الحلول حسب الخبرة المكتسبة أو بعد استشارة أهل الاختصاص المخضرمين.

«الحكم بعد المداولة»!

للقارئ/ المتابع حرية الاختيار فإما أن يتفق مع ما ينقل أو لا... لكن الحذر من الوقوع في فخ مروجي الإشاعات ومثيري الفتن، فأنا وأنت في نهاية المطاف وبعد هذه الحياة الزائلة سنقف أمام ربٍّ عادل.

الغريب في الأمر والمستهجن من الأغلبية المحترمة، أن بعض مثيري الفتن ومروجي الإشاعات ما زالوا أحراراً ويبثون سمومهم ولم يجدوا رادعاً يوقفهم عند حدهم.

اتقوا الله في البلد والعباد... وأحسنوا الظن وليكن حكمكم عادلاً مبنياً على أسس سليمة معلومة مصادرها لا أن نستفتي قلوبنا بعد أن أشبعناها بأخبار سلبية سيئة لا تمت للحقيقة بصلة.

الزبدة:

(حب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك)... فكيف لك أن تحكم على أوضاع وقضايا مطروحة للنقاش وأنت لا تملك الأدلة سوى «وكالة يقولون»... إنك ترسم ثقافتك بنفسك فأي معرفة أو معتقدات تود أن تكتسبها هي المكون لثقافتك فإما أن تكون صالحة وطنية الحس أو فاسدة تفسد المحيط الذي تعيش فيه.

ادعوا معي «ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرِنا رشَدا»... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي