No Script

مشاهدات

اختلاق الأزمات

تصغير
تكبير

بدايةً سأتطرق في هذا المقال لأحداث عدة مهمة تهم جميع أهل ديرتنا الحبيبة والتي مررنا بها خلال الأيام القليلة الماضية.

هناك وزارات سيادية تزيد في أهميتها عن الوزارات الأخرى وهي (وزارتا الداخلية والدفاع)، وقد سبق وأن نلنا شرف الانخراط في الخدمة العسكرية، وتعلّمنا الكثير من تلك المهنة الشاقة والتي تعتمد على اللياقة البدنية العالية والاهتمام بالنظافة الشخصية (حلاقة اللحية وقص الأظفار) وكذلك النظافة العامة بالبدلة العسكرية التي يجب أن تكون مكوية ومرتبة، بدءاً من الكاب الذي يوضع على الرأس إلى بدلة العمل، انتهاء بالحذاء الذي يجب أن يكون مصبوغاً ونظيفاً، كرّمكم الله. بما يسمي بـ (الهندام العسكري).

وهناك عرف عسكري مطبق في المؤسسات العسكرية منطوقه (الخير يخص والشر يعم)، فكل من تبدر منه أي مخالفة، يتم تطبيق العقوبة على الجميع، وبالرغم من شدة هذا العرف إلا أنه يعلم الأفراد الحفاظ على النظام العام لعدم تضرر زملائه الآخرين بسببه.

ولجنة الانضباط من الشرطة العسكرية كانت تخضع الجميع من ضباط وأفراد لهذا القانون دون تمييز للتأكد من الالتزام بالتعليمات العسكرية الصارمة بخصوص عدم التأخر عن الالتحاق بالعمل، بالإضافة إلى التفتيش على الهندام والنظافة العامة.

وللأسف تغير كل ذلك في السنوات التي تلت تحرير الكويت من الغزو الغاشم.

قصة من الواقع

أثناء أدائي شرف الخدمة العسكرية وعندما هممت في صباح أحد الأيام بالدخول إلى معسكر الجِيوان بجانب بوابة الدخول الرئيسية صادفتني نقطة تفتيش من الشرطة العسكرية وكان دورها التأكد من النظافة العامة والهندام اللائق وطول الشعر واللحية وخلافه، وكان شعري طويلاً بمقاييس الشرطة العسكرية، مع أنه لم يكن يتجاوز السنتيمتر الواحد، فتم سحب هوية العمل وبطاقة الدخول مني، الضباط المخالفون اصعدوههم الحافلة، أما الأفراد والرتب التي تقل عن رتبة الضباط فاصعدوهم سيارة تقل الأفراد، وبعد ذلك تم نقلنا إلى إدارة مبنى الشرطة العسكرية، وظللنا واقفين لمدة 3 ساعات في الساحة بشكل طابور عسكري وتحت أشعة الشمس الحارقة، ومن ثم بدأ العقاب العسكري الشاق، الزحف والجري والسير الجماعي في طابور العرض، وبعد تلك التمارين الشاقة والتي كانت عقاباً لنا، جاءوا بعدد 3 كراسي وحلاقين، جلسنا بالتناوب على الكراسي وبدأ الحلاقون بحلاقة شعورنا بالماكينة عند (درجة صفر) وفي ختام تلك الحفلة حضر إلينا آمر الوحدة وألقى علينا محاضرة تتضمن الحرص على الالتحاق بوحداتنا دون تأخير والاهتمام بالقيافة العامة، فالعسكرية أناقة ورجولة والتزام وصورة حسنة وقدوة لسائر أطياف المجتمع، وغادرنا المعسكر بعد انتهاء الدوام الرسمي والشرطة العسكرية قامت بمخاطبة وحداتنا بتواجدنا في ذلك اليوم في ضيافتها.

وكان الدرس الأول لنا هو الاهتمام بكل شي بدءاً من الالتزام بالدوام الرسمي والاهتمام بالهندام العسكري، فتلك المهنة هي مهنة الالتزام والشرف والأخلاق.

ملحوظة:

العسكرية تتميز ببروتوكولات خاصة بها، وكذلك تنفيذ الأوامر دون اعتراض من الرتب العسكرية الأدنى إلى الأعلى. أي الأقدمية والرتبة هي المقياس للتدرج الوظيفي والأمر العسكري.

ومن المعلوم بأن كل من يرغب بالانضمام إلى تلك المؤسسة يعلم تماماً قواعدها وعرفها وقوانينها الصارمة.

- ونتطرق للحديث عن (وزير الداخلية والدفاع)

بالعرف العسكري يعتبر الوزير أعلى رتبة عسكرية في القطاع الذي يديره حتى وإن كان مدنياً، من مهامه الرئيسية التأكد من تواجد جميع منتسبي تلك الوزارتين المهمتين فى أماكن عملهم خصوصاً المخافر وعلى مدار الساعة.

ومن صميم عمله الحزم والشدة والاهتمام في تلك القطاعات المهمة التي من مهامها الحفاظ على الأمن والأمان في جميع الأوقات في الوطن.

والمستغرب أن يقوم بعض أعضاء المجلس التشريعي:

1 - بالتدخل في الأمور التنظيمية الإدارية!

2 - كذلك التدخل بالأمر العسكري للمسؤول عندما يقوم بتطبيق العقوبة المباشرة على من يتجاوز مهام عمله!

- والتفوه بكلمات جارحة وبشخصانية على الوزير الذي يقوم بدوره المنوط به!

في السابق كانت السلطتان التنفيذية والتشريعية تختلفان بالرأي والنقاش، ولكن كان الحديث يتم في إطار من الاحترام المتبادل ودون تجريح، أو انتقاص طرف للطرف الآخر، وللأسف تلتها فترة اختلت فيها الموازين ووصلت إلى أن بعض الأعضاء قاموا بالتمادي واستخدام ألفاظ غير مناسبة ولا تتناسب مع مكانة بيت الأمة، حيث ينعتون الوزراء وزملاء لهم بالمجلس بأقبح الصفات بدلاً من الرد الموضوعي ويزّكون أنفسهم من كل سوء؟ متدرعين خلف الحصانة والتي غالباً ما يساء استخدامها!

وللأسف انتشرت تلك الثقافة (المذمومة) بين الجميع، بين الطلبة في المدارس، وبين اللاعبين الرياضيين، حتى أن التطاول وصل إلى قاعة عبدالله السالم، بالطعن بالذمم والتخوين، وكيل الاتهامات الباطلة والتطاول على الآخرين، وانعدام الاحترام والتقدير، وانتشرت بدلاً عنها ثقافة عدم الاحترام.

وهذا التخلف والتراجع الكبير في جميع المجالات سببه عدم المحاسبة وعدم وضع الخطط المحفّزة لإصلاح المسار وعدم تفعيل ثقافة القيم.

ويهدف بعض النواب من تدخلهم ومغالطاتهم لتسجيل مواقف مصلحية انتخابية، ومنهم من يتفوه بكلمات (لا تليق) ويصرُّ على عدم حذفها!

- شر البلية ما يضحك قبل تشكيل الوزارة صدعونا بإن سمو رئيس الوزراء الجديد مطلب شعبي، وعندما شكل الطاقم الوزاري انقلبوا على أعقابهم! لماذا؟

- المطلوب من وزير الدفاع والداخلية:

- العمل على تطبيق القانون دون مجاملات ولا رضوخ للذين بسبب تدخلاتهم وتوسطاتهم تراجعت كفاءة تلك المؤسسات المهمة.

- شن حملة شاملة على جميع إدارات ومراكزمنتسبي هاتين الوزارتين للقضاء على كل السلبيات التي تظهر بين الحين والآخر.

- إعادة الفحص الطبي لكل منتسبي المؤسسات العسكرية مع وضع برنامج تدريبي لصقل وبناء البنية الجسمانية.

- تفعيل دور إدارة الرقابة والتفتيش في جولات ميدانية مفاجئة لجميع قطاعات الداخلية للتأكد من تواجد الجميع وضبط المقصرين ومعاقبتهم، ومكافأة الملتزمين وتشجيعهم.

- اتخاذ القرار الفوري بإلغاء جميع الإعفاءات للعسكريين والمنتدبين (تحت بند هذا محسوب على فلان أو متنفذ) والعودة مجدداً إلى وحداتهم.

لا تهاون ولا تفريط في أمن الوطن ولا يسمح لأي من كان بمحاولة التدخل في تلك الأمور الأمنية التنظيمية تحت أي ظرف.

اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله ربّ العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي