المجلس الوطني للثقافة... «ترى الأمر مُحرج» جداً!

تصغير
تكبير

تقديراً للمُبدعين في مجال الثقافة والفنون والآداب، أقرّت الدولة جائزة تقديرية قيمتها 20 ألف دينار، تمنح سنوياً لمن كان لهم دور ملموس في تأسيس البنية التحتية للثقافة والفنون والآداب في الكويت من أبنائها، وتختار اللجنة العليا للجائزة فائزَين أو ثلاثة كحد أقصى للفوز، ومضى على العمل بهذا النظام 24 سنة، وأول من مُنح الجائزة كان الشاعر أحمد السقاف، رحمه الله، عام 2000م وفق عِلمنا.

والدولة تُشكر على هذا التقدير، لكن الإجراءات التي تتم غير صحيحة وقديمة وأكل عليها الدهر وشرب، وتسبّب إحراجاً لجمعيات نفع عام أمثال رابطة الأدباء وجمعية الفنانين وجمعية الفنون التشكيلية وغيرها، حيث يصلهم كتُب من اللجنة سنوياً بطلب ترشيح شخصية ما، وتقوم الجمعيات بالترشيح، حيث إن الترشيحات السابقة تُلغى وكأنها لم تكن.

وتقوم الجمعيات بتقديم ترشيح جديد، لكن المُحرج عندما لا يُحالف المرشح الحظ، هنا يفترض أن يرشح مرة ثانية السنة التي تليها مع سيرته الذاتية وهكذا كل سنة، الأمر مُحرج للجمعيات وللمرشحين حيث كل سنة وأخرى يُطلب منهم سيرهم، بينما الإجراء الصحيح هو أن من يصل اسمه للمرة الأولى يُخزن ببنك معلومات لدى المجلس مع نقاط للعطاء الذي قدمه ولا يرشح مرة أخرى خصوصاً أنهم أسماء معروفة وانتهى الأمر وترشيحهم لم يكن عن عبث.

والمُزعج في الأمر نتيجة لهذا الإجراء غير السليم والخلل ولتلك الثغرة أن فازت شخصيات لم يكن لها دور في تأسيس البنية الثقافية مع احترامنا لهم، فهم يستحقون جوائز في مجالات أخرى وأكثر من ذلك التكريم.

لهذا، رسالتي للمسؤولين في المجلس مع احترامنا لهم، كفى إحراجاً، لقد «طاب خاطر» البعض لأن الموضوع مُحرج جداً لهم، وترشحهم ليس لهدف مادي، إنما ضغوط تأتي من زملاء لهم، ومن جمعيات ينتمون لها تدفعهم للترشح لتلك الجائزة وغيرها.

وفي هذا السياق، أذكر في يناير من عام 2019 م، أرسلت رسالة إلى وزير الإعلام السابق السيد محمد ناصر الجبري، بموضوع مُقترح خاص لتطوير جائزة الدولة التشجيعية، وتلك الرسالة سلّطت عليها الصحافة المحلية الضوء بالخط العريض في حينها، وقبلها كنت قد اجتمعت مع وزير الإعلام الأسبق الشيخ سلمان الحمود، للموضوع نفسه، وأوضحت لكليهما مثالب تعتري نظام جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية للثقافة والفنون والآداب لأن الزمن تجاوزها ولم تعد تواكب حتى أنظمة الجوائز في دول الخليج، حيث تم استحداث نظام القوائم الطويلة والقصيرة كي يكون النظام تكريماً وتحفيزاً وليس فقط تكريماً لفائز واحد، لكن للأسف لم تلقَ تلك الأفكار أي استجابة، وكان مُقترحي هو: (تشكيل لجنة من أجل التقييم والتطوير والتجديد لنظام جوائز الدولة التشجيعية والتقديرية).

وبهذا المقال بما أننا في عهد جديد، عهد صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله، وبرئيس وزراء جديد هو سمو الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، وبوزير مُتنور سعادة وزير الإعلام السيد عبدالرحمن بداح المطيري، نتمنى أن يُلتفت لهكذا مقترح وأن نطور ونجدد أنظمة تلك الجوائز لأن التجديد هو سُنّة الحياة، ونحن نرى الأشقاء في الدول الخليجية ذهبوا مراحل متقدمة جداً وحدّثوا أنظمتهم، وخير مثال ما شاهدناه في حفل الجوائز الثقافية الوطنية السعودية لعام 2023، والذي بُث على الهواء مباشرة والذي يضاهي الإبهار والمهنية به حفلات جوائز الأوسكار الأميركية.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي