د. عبداللطيف الصريخ / زاوية مستقيمة / جابر المبارك والأوكسجين المضغوط

تصغير
تكبير
أبشركم... أخيرا اكتشفت علاجاً سحرياً لكثير من الأمراض السياسية والاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية، بل وحتى الفكرية، أقول قولي هذا دون أدنى مسؤولية تجاه الغير، وإنما الدال على الخير كفاعله، وما أريد إلا الإصلاح ما استطعت.

دعوة كريمة من أناس كرام أطلعتنا على أحدث وحدات العلاج في المستشفى العسكري، وهو مركز العلاج بالأوكسجين المضغوط، والذي تبرع به مشكوراً سعادة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ جابر المبارك.

وهي بالمناسبة عبارة عن غرفة تشبه الغواصة إلى حد كبير، يتم من خلالها تزويد المريض بالأوكسجين النقي 100 في المئة، وتحت ضغط جوي يصل إلى ضعف أو ضعفي الضغط الجوي، لمدة (60-90) دقيقة في الجلسة الواحدة، وذلك في جلسات عدة تمتد في بعض الأحيان إلى أكثر من 40 جلسة، حسبما قرأت في موقع المستشفى التخصصي الأردني على الإنترنت، حيث أورد ستة وعشرين مرضاً يمكن علاجها باستخدام الأوكسجين المضغوط.

لو افترضنا جدلاً، وأنا أقول هنا جدلاً، ان إدارة المستشفى العسكري خصصت يومين في الأسبوع، وليكونا يومي الجمعة والسبت، لعلاج منتسبي السلك السياسي والسلك الإعلامي من كتاب وصحافيين وفضائيين، قياساً على منتسبي السلك العسكري، مازلت أقول جدلاً، لا تأخذوا الأمر جد، وطبقنا عليهم إجباراً برنامج الجلسات الخاصة بأمراض: التهابات وتآكل الأنسجة الرخوة، وترقيع الجلد، والزهايمر أو الخرف، وإصابات الدماغ، عدا الأمراض الأخرى التي أتمنى أن نكون ميدانا تجريبياً لها، تخيلوا ماذا سيحصل؟

جميل إذاً... سوف تتحول بعض الرخويات السياسية والإعلامية إلى أجسام صلبة مع مرور الوقت، وبالطبع فإن عدد الجلسات يتناسب طردياً مع نسبة الرخاوة في الأنسجة والعضلات والحبال الصوتية، وإن كنت أشك أنه ينفع مع بعض الحالات «اللي بالي بالك»!

كما ان الذين امتهنوا تغيير جلودهم كل فترة سوف يجدونها فرصة على طبق من أوكسجين، تريحهم عناء النظر إلى المرآة يومياً، حتى لو زاروا عيادات التجميل في لبنان جميعها، ترقيعاً لمواقفهم السياسية البهلوانية، «تهقون ينفع»؟

أما الزهايمر والخرف السياسي، فهذا أمر الله، وأمر الله غالب، وبإذن الله سنجد له حلاً مع تلك الغواصة الذهبية التي تقبع في المستشفى العسكري.

حسب ظني فإن إصابات الدماغ ستحتل المركز الأول في عدد ساعات إشغال وحدة العلاج بالأوكسجين المضغوط، ولكن هل تراها تنفع مع نماذج من السياسيين والإعلاميين همها الأول المنفعة الشخصية وليحترق البلد عن بكرة أبيه، أشك في ذلك! لأن المشكلة أكبر من أوكسجين مضغوط يا سعادة نائب الرئيس، ولكن لا مانع من التجربة... فلنجرب.





د. عبداللطيف الصريخ

مستشار في التنمية البشرية

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي