No Script

قيم ومبادئ

تعطيل العقل!

تصغير
تكبير

إن تعطيل العقل هو منشأ الضلال الحاصل اليوم سواءً على مستوى التشريعات أو الفتوى أو مظاهر التدين الفارغ، وفلسفتنا لواقعنا المتخلف بفلسفات سوغت لنا استمرار العناد والإصرار على التراجع بطرق وبتأويلات عدة تستخف العقول، فمثلاً تجد الأنظمة الحاكمة الظالمة تعترض على الإسلام بسياساتها الجائرة وتقدمها على شريعة الإسلام بلا مبالاة في مقابل علماء السوء (الفضائيات) الخارجين عن نظام الإسلام بفتاواهم المنحرفة وأقيستهم الفاسدة في تحليل الحرام وتحريم الحلال واختزال المصلحة الشرعية بمصالح الحزب والجماعة... وثالثة الاثافي الرهبان والدراويش المعترضون على نصوص الشريعة المعصومة فتجدهم إما يصرفونها على ظاهرها لتوافق أذواقهم وكشوفاتهم الشيطانية المتضمنة تشريع دين لم يأذن به الله؟ أو تجدهم يقولون حدثني قلبي عن ربي! حتى أبطلوا دين الله تعالى الذي شرعه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، والتعّوض عن حقائق الإيمان بخدع الشيطان وحظوظ النفس...

والإسلام لا يقبل من المسلم أن يلغي عقله ليجري على سنة آبائه وأجداده... كما لا يقبل ان يُلغى عقله رهبة من بطش السلطة والنظام!

كما لا يقبل أيضاً ان يُلغى عقله خنوعاً لمن يُسخره باسم الإسلام ويكون بين يدي شيخه (كالميت بين يدي المغسّل). ولعلنا لا نعدو الصواب إذا عممنا القول في جميع العصور ولم نقصره على العصر الجاهلي الذي كان فيه تقليد الآباء والاجداد أظلم للناس من سلطان رجال الدين وسلطان الحاكم بأمره!

فإن الإسلام فتح للعقل مجالاً رحباً يجول في ملكوت السماوات والأرض تفكراً في خلق الله تعالى واجتهاداً في السعي لاستعمار الارض، وأيّاً كان الرأي في تفاوت القوى التي يخنع لها العقل وتذهله عن حقه في الحرية لتحقيق العبودية لله التي تحرره من القيود البشرية والاهواء أو عن واجبه في التمييز والنهوض بالتبعية لتحقيق الاستخلاف في الأرض، فالأمر الذي لا مرية فيه، التحذير من فساد الكهان والأحبار وعلماء السوء حيث بدأ الإسلام بالتحذير الشامل من هذا الفساد التشريعي ونفى عنهم سلطة القدرة على التحريم والتحليل والإدانة والغفران فقال (اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله) ونحن مع العقل في الإسلام في إدارة شؤون حياته، كما ان الإسلام امتاز بين الأديان بوصاياه الكثيرة في توقير الآباء والرجوع لأهل الذكر في السؤال وتمحيض الطاعة لولاة الأمور... لأن هذا جاءت به النصوص.

فاذا أمر العقلاء فهكذا يؤمرون العوام، وغير ذلك من الأوامر إنما يكون لمحركات الآلات السياسية الحزبية التي تعمل على وتيرة واحده في أيدي من يديرونها للخلائق البكماء التي تُقاد وتُساق ولا رأي لها في مقاده ولا مساق؟

فهل وعينا ذلك؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي