No Script

سافر إلى ذاتك

جرعات الحضن والتحصين النفسي

تصغير
تكبير

2-14، على الأبواب... بيوم الحب وتهاتف المحبين لشراء الهدايا الغالية والتفنن في مفاجآت عيد الحب، والتحدي في عمل أفكار إبداعية للمحبين يبقى السؤال الذي دائماً يراودني: لماذا نبحث عن الماديات فقط في التعبير عن الحب، ولماذا لا نجدّد عقوداً نفسية في الحب كما نهدر أموالاً نقدية في شراء ما يحبه محبوبينا، ولأن دائماً الاسئلة الصحيحة هي شرارة الأجوبة المسكتة؟

صار لا بد من وعي نفسي لآليات تجديد الحب النفسية وكيفية إشباع النفس عاطفياً بالطرق النفسية، وهذا لا يلغي أهمية الهدايا المادية ولكن يعزز التطور النفسي في الحب.

إليكم الوصفة، يولد الإنسان ويتم إعطاؤه جرعة من الاحتواء والتلاصق الجسدي الذي يجعله يشعر بالأمان والسكينة ويسمى هذا الحضن، وهذا الحضن له وظائف مهمة وكثيرة في حياة الإنسان هو كمّادات لارتفاع الألم النفسي ومضادات للجراح في العلاقات ورسائل تعبر عن أهمية وجودك وقبولك للطرف الآخر ووجبة غذائية مليئة بالعناصر الأساسية للشعور بأنك محبوب، وهو البديل اليومي لرحم الأم وسكينته وهدوئه، لذلك هو مهم جداً وأهمية تكرار الحضن لا تقل عن أهمية أدائه، فكلما زاد التكرار ارتفع الأمان وزاد الرضا عن الذات والقبول، لذلك، وصفة الحضن مهمة في كل أسرة ويجب ألا تقل عن أربعة أحضان باليوم، ولا تزيد على 12 لتجنب التخمة بالمشاعر.

لاحظ الطفل، إذا تألّم يريد الحضن وإذا بكى يريد الحضن وإذا فرح يريد الحضن وإذا نجح يريد الحضن، ونقدم ذلك جيداً جداً للأطفال، أما الكبير فنحن نجرّده من هذه الميزة التي تمت تغذيتها بالطفولة بحجة أنه كبر ولا يحتاج لذلك.

عزيزي القارئ، كلما تقدمنا بالعمر زاد احتياجنا للحضن والحب والاحتواء أكثر من عندما كنا صغاراً، فهي علاقة طردية تزداد مع الوقت لا تنقص وتصير أكثر أهمية من قبل. ولأن ذلك مطلوب لتحقيق التوازن والإشباع صار لا بد أن يتم إشباع هذه الآلية النفسية في كل علاقات الأسرة مع الزوج أو زوجة الأبناء والأصحاب والأهل والمقرّبين.

وأخيراً المدمن يبحث عن حضن

المتمردون فاقدون الأحضان

المكتئب يريد حضنا

الذين لهم هلاوس سمعية وبصرية يحتاجون إلى حضن، الذين يدخلون بعلاقات مضطربة يحتاجون لحضن، الحضن وجبة نفسية مهمة لا تتجاهلوها.

جرّبوا الاحتضان كحب تقدمونه بشكل دوري لمن تحبون. تحياتي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي