اقرأ ما يلي...

ثقافة مالية

تصغير
تكبير

كنت أتساءل سابقاً، كيف لفتاة تحصل على راتب بسيط ولكنها تحمل حقائب من الماركات العالمية الباهظة الثمن، في حين أخرى تحصل على راتب مضاعف مقارنة بالأولى وغارقة في الديون، ولا تستطيع السفر أو شراء ما تحلم به، وعادة ما تصرف أموالها على توافه الأمور حتى وإن لم تكن غالية.

هنا تأتي الفائدة من الصحبة المثقفة، جميل أن يكون للإنسان أصدقاء متنوعون في الثقافات والاهتمامات، حصلت على الكثير من النصائح الاقتصادية لكيفية جدولة حياتي المالية، ورأيت الاختلاف الواضح لما كنت أقوم به سابقاً من الصرف، وبعد نصائحهم أيضاً اختلفت الأولويات، فبعض الأمور كانت مهمة سابقة واليوم لا تعني لي شيئاً مهماً، أيضاً البحث دائماً عن البدائل بالجودة نفسها وأقل سعراً، وتلك الثقافة ليست مقتصرة فقط على الشركات بل وحتى الأفراد والإنترنت، والتوصيل للمنزل لعب دوراً كبيراً في الاستغناء عن السوق المحلي والبضائع الغالية.

يقوم التواصل الاجتماعي بعرض الكثير من المعلومات والنصائح المالية المثمرة والتي أكدت لي أن الثقافة المالية مهمة جداً على مر السنين، ومن فوائد التواصل الاجتماعي أيضاً أنه يُغني عن قراءة الكتاب فالكثير اليوم لا يهوى القراءة، فتصل له المعلومة بالصوت والصورة المتحركة.

واستوعبت متأخراً لماذا يقف الاقتصاديون عادةً ضد مطالبات الناس من الناحية المالية، وكنت أعتقد بأنه نوع من البخل، ولكن بعد أن وطدت علاقتي بالمتخصصين في المجالات الاقتصادية وقرأت القليل من الكتب، استوعبت أن المسألة معتمدة بشكل تام من التخطيط ومن ثم الحسابات والمراجعات، والتخطيط هو أكبر عائق في حياتنا حيث إننا نفتقده بشكل خاص وعلى مستوى أوسع كمجتمع، ولا ألوم المدارس فهي ليست متخصصة في تعليم التخطيط المالي والحياتي للإنسان، فما نعرفه في المدرسة هو الأدب والعلوم وعلم الحسابات المتعلقة بالأرقام على الورق وليس كتطبيق عملي في الحياة.

يتغنّى الناس بالماضي عندما كان راتب المواطن أقل ومع ذلك كان يكفيه، واليوم مع زيادة الرواتب زاد الحِمل والعبء على المواطن، فهل الحل الأنسب هو زيادته بشكل أكبر؟ هل زيادته ستساعد على حل مشاكل المواطن؟

إذا كنت تملك ثقافة مالية فلا تبخل على الناس بتثقيفهم ومساعدتهم على حل مشاكلهم المالية بأنفسهم.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي