No Script

خواطر قلم

مقامات الكاتب... والمحاسب... وبياع البطاطا !

تصغير
تكبير

يذكر الكلاباذي في كتابه «التعرف لأهل التصوف»، أن مقام آدم عليه السلام، التوبة، ومقام نوح عليه السلام، الزهد، ومقام إبراهيم عليه السلام، التسليم، ومقام موسى، عليه السلام، الإنابة والخوف، ومقام داوود، عليه السلام، الحزن، ومقام عيسى، عليه السلام، الرجاء، ومقام يحيى، عليه السلام، البر، ومقام محمد، صلى الله عليه وسلم، الذِّكر.

وبعيداً عن السؤال الذي قد يُطرح حول أنه هل فعلاً هذه هي مقامات هؤلاء الأنبياء والرسل عليهم أفضل الصلاة والتسليم أم أنها اجتهاد الكاتب في التعرف على مقاماتهم؟ لذلك، سأتخطى الإجابة عن هذا السؤال المُفترض والذي أفترضت «أنا» أنه سيقع في عقل القارئ، وسوف أقفز نحو سؤال آخر، وهو هل سألنا أنفسنا يوماً في أي المقامات نحن بين يدي الله سبحانه وتعالى؟ وهل نؤدي العمل المقدر لنا بصدق وعلى النحو الأمثل؟ هل تتوافق أفعالنا مع ما نؤمن به؟ فلكل إنسان منا مقام في علاقته بالله، يتراوح بين الصبر والشكر والزهد والتوبة والخوف والرجاء والتوكل والرضا وغيرها من المقامات التي تتنوع بحسب الأحوال المستمرة لأصحابها.

فجميع تصرفاتك وأفعالك وأخلاقك وحديثك الداخلي ودعائك وعملك وهمك وما يهمك وما يسترعي فؤادك وسمعك وبصرك... هذا هو مقامك.

يأخذنا الروائي صُنع الله إبراهيم، في مقامات لا تتعلق بالتجربة الصوفية، ولكنها تتعلق بتجربة الكتابة وممارستها فيقول إن «كل كاتب يظهر أسلوبه و(مقامه) من خلال سؤال (ماذا تحب أن تكتب)، هل تُحب السخط أم السخرية، تُحب المقارنات بين الماضي والحاضر وبين أشياء تحدث الآن وأشياء حدثت قبل مئة سنة، تُحب الكتابة عن (النسوان) وماذا يرتدين وماذا لا يرتدين... تُحب البحث عن الجوانب السلبية في الشخصيات... الأسلوب هو مرآة عقلك وماذا تحب وماذا تفكر فيه».

ولاحظت في الكتابة، أن مقامات الكاتب ترتبط بوعيه ومرحلته العمرية، والرسالة النهائية التي يسعى إليها بكلماته وجمله وحروفه ومعانيه ومبانيه وألفاظه وما شَبه به، وما شُبه له.

والمقام في اللغة هو موطئ القدم ومنزلة صاحبها علواً محموداً أم سافلاً مذموماً.

فانظر لنفسك واسألها... في أي مقامٍ هي من مقامات الحياة؟ وتذكر أن كل مقام لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي