No Script

سافر إلى ذاتك

أنت فعلاً تشوف؟

تصغير
تكبير

يقول علماء مدرسة الجشتالت، في العلاج النفسي. الشخص الذي ينظر إلى شجرة ستتذكر عيناه أول شيء رآه فيها، ثم لا يأخذ مخه أي لقطة أخرى سوى ما تم تخزينه أول مرة؟ حتى تهب الرياح وتتغير الأوراق والألوان يبدأ عندها المخ في أخذ لقطات أخرى، أي أن هناك قانوناً للاستقبال، وهناك قوانين تغير هذا الاستقبال.

وهذا ما يفسر لماذا أول سنوات من حياة الإنسان هي السنوات المهمة له، أي أنه أخذ لقطات كاملة عن تعريفه للحياة وعن حكمه عليها وعلى الاشخاص، ولتغيير ذلك نحتاج رياحاً قوية تبدأ هذه اللقطات ولأن ذلك أمر صعب جداً، فيكون الاستسلام للمعتقد الأول أفضل خيار.

فعلى سبيل المثال، تعرضت للظلم من أحدهم في حقبة من حياتك، تغير هذا الشخص وأصبح إنساناً جيداً إلا أنك ما زلت تراه ذاك الوحش الظالم الذي «آذاني والذي لن أسامحه إطلاقاً»، أنا لا أعني بذلك أن مسامحة الظالمين أمر واجب، بل أعني علاقتك معه أمر ومسامحتك لنفسك في الموقف شيء آخر، والسماح له أن يتغير بعيداً عنك إن أردت ولكن اسمح له أن يخرج من تعميمك عليه، فالتعميم يشمل كل شيء حولنا.

هذه العائلة بخلاء، لكنّ فلاناً كريم، التعميم يقول بخلاء هذا الشخص سيئ، تغير وتعالج ويريد أن يكون شخصاً آخر. التعميم يقول هذا سيئ هذا الشخص اتكالي طيب اعتمد على نفسه وصار صاحب قرار، التعميم يقول هكذا.

التعميم جائر للبشر ومنافٍ لقوانين الطبيعة التي هي بحد ذاتها متغيّرة، الكون يتغير كل لحظة، فصول السنة متجددة، الأرض لا تكف عن الدوران وحتى خلايا جسدك تموت وأخرى تتجدد، الحركة والتغيير في الحياة هو الأصل فلماذا نقرّر أن نرى ونشاهد ما رأيناه ونعمم رؤيتنا على كل شيء؟ فأحيانا تحتاج أن تسأل نفسك سؤالاً واحداً (أنا شنو أشوف) أو ماذا أرى (لأن طول الوقت احنا ما نشوف لأن اللي شفناه أول هو كل اللي نشوفه احنا ما نشوف لأننا حكمنا وعممنا وانتهى الأمر).

إذاً، ما تشوف يعني أنت مبرمج مثل قيادة السيارة (تروح المكان ما تعرف شلون وصلت، مبرمج لكن انت ما شفت الطريق أبداً ولا حتى الشارع، شوف)، أرجوك في حياتك عدل وأعد برمجة عقلك مع الناس ونفسك والعالم كل لحظة. تحياتي.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي