No Script

ربيع الكلمات

العلاقات الكويتية - السعودية

تصغير
تكبير

تتميّز العلاقات الكويتية - السعودية بعمقها التاريخي والأحداث بينها أكثر، وسماتها المشتركة المبنية على التعاون والمحبة والأُخوة ووحدة المصير، تجاوزت بعمرها سنوات ممتدة بمفاهيم علاقات الجوار الدولية، وانفردت بخصوصية وترابط وحب رسمي وشعبي وثيق صقلتها المواقف، وعزز من شأنها ورسوخها حرص القيادة في البلدين الشقيقين على توطيد وتطوير أوجه التعاون المشترك.

ولعلّ زيارة صاحب السمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى المملكة العربية السعودية كأول زيارة خارجية رسمية لأمير الكويت منذ توليه مقاليد الحكم خير مثال وشاهد على عمق العلاقات، وما يمثل حرصاً من القيادة الكويتية على تعزيز التواصل الدائم والتشاور بين البلدين حول مستجدات الأحداث في المنطقة. وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقدم مستقبلي أمير الكويت في الرياض.

تميّزت العلاقات بين البلدين بعمقها التاريخي الكبير الذي يعود إلى عام 1891، حينما حل الإمام عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (رحمهما الله) ضيفين على الكويت، قبيل استعادة الملك عبدالعزيز الرياض عام 1902.

ولا ننسى ما فعلته المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً في أزمة احتلال الكويت في الثاني من أغسطس 1990، حيث أكدت المصير المشترك الذي يربط البلدين والشعبين، وقدمت نموذجاً فريداً في العلاقات والكرم وحسن الاستقبال، وسخرت المملكة جميع مواردها لتوحيد العالم من أجل تحرير دولة الكويت، وما هي غريبة على أهلنا في السعودية.

وفي عام 2018، أقرت السعودية إنشاء «مجلس التنسيق السعودي - الكويتي»، وهو مجلس تنسيقي تندرج تحت مظلته مجالات التعاون والعمل المشترك جميعها بين البلدين، حيث وقّع البلدان على إنشاء المجلس خلال جلسة مباحثات رسمية عُقدت في الكويت، ويهدف المجلس إلى ترجمة العلاقات التي تجمع البلدين والوصول بها إلى التكامل، في سبيل تحقيق أمن ورخاء وسعادة الشعبين.

ولماذا تحتاج دول الخليج للتكامل في ما بينها؟

لأننا اليوم نعيش في عالم متغير بشكل يفوق حتى سرعة تخيل ما هو قادم نتيجة دخول التكنولوجيا في كل مناحي الحياة، فلا بد من أن نعمل ونتكامل في ما بيننا، نشاهد دولة الإمارات منذ فترة طويلة وهي تقفز قفزات إدارية وتنموية وعلى المستويات كافة. وكذلك دولة قطر التي استضافت كأس العالم حينما شكك فيها الكثير ولكنها فعلت بعزيمة شباب أهل قطر، وهي مستمرة بالخطط التنموية وعلى كل المستويات.

أما المملكة العربية السعودية فلعلّ مشاهدة لقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة «فوكس نيوز» الأميركية تبين أين تتجه السعودية حيث قال «الاقتصاد السعودي رقم 17 عالمياً، ويمكننا العودة ضمن قائمة الـ 7»، وذكر «أنه يجري العمل على إنجاز بعض الأمور التي نتطلع إلى الانتهاء منها في النصف الأول من عام 2024، وبعد ذلك يجب أن ننتقل إلى التنفيذ والاستعداد لرؤية 2040، والإعلان عنها في عام 2027 أو 2028، هذا هو الأمر الأساسي الذي نركّز عليه»، و«لنحقق أهدافنا في المملكة يجب أن تكون المنطقة مستقرة، ونتطلع أن تنعم المنطقة وكل دولها بالأمن والاستقرار لتتقدم اقتصادياً. أركز وقتي لمتابعة ما يخدم مصالح السعودية وشعبها».

لذلك، لا بد للكويت التكامل والتعاون الاقتصادي والتنموي مع السعودية ودول الخليج وأن تتحرك ككيان واحد في التفاوض مع الدول الغربية، فنحن في مركب واحد ومصير واحد وما يجمعنا أكثر وأكبر، وهذا التعاون يعود على الجميع بالنفع، وفي هذا العصر المتغير لا ينبغي أن نعمل منفردين حتى نستطيع مواجهة التغييرات القادمة لا محال لها، والكل مستفيد من هذا التعاون المشترك.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي