No Script

إطلالة

تمرّد ولاية تكساس الأميركية!

تصغير
تكبير

للمرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة تتمرد ولاية تكساس الأميركية على أوامر الحكومة الفيديرالية بسبب وقوع خلافات حول سياسة الهجرة وتطبيقها، حيث واصل حاكم الولاية الجمهوري غريغ أبوت، تحدي سلطة الحكومة في واشنطن على صعيد أمن الحدود، ورفضه القاطع على إزالة الأسلاك الشائكة التي يبلغ طولها 30 ميلاً على الحدود الجنوبية للولاية مع المكسيك، كما أنه عزّز رفضه طلب وزارة الأمن القومي بمنع مسؤولي الهجرة الفيديرالية الوصول إلى حديقة «سيلبى بارك» التي استخدمت كمقر لاحتجاز المهاجرين المخالفين الذين ينوون دخول الولايات المتحدة عن طريق حدود تكساس، وبالتالي أصدر أبوت أمراً للحرس الوطني التابع لولايته عدم رفع الأسلاك الموجودة والاستمرار على وضعها على طول الحدود بين المكسيك وتكساس رغم قرار المحكمة الفيديرالية وسلطة الرئيس جو بايدن.

وعلى خط هذا التمرّد أعلن نحو 26 حاكم ولاية أميركية الوقوف مع مطالب ولاية تكساس ورفع راية العصيان التام في وجه الحكومة الفيديرالية، كما أعلن حاكم ولاية تكساس عن انضمام نصف سكان الولايات المتحدة (26 ولاية) إلى ولاية تكساس للتأكيد على حقه الدستوري في الدفاع عن النفس والوطن، فيما تلقى الحاكم أبوت دعماً كبيراً من الرئيس الجمهوري السابق والمرشح الرئاسي دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظاً للفوز بدعم وبترشيح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المقررة في هذا العام.

كما وجه ترامب نداءً عبر منصة «X» ومنصة التواصل الاجتماعي إلى جميع الولايات الأخرى للانضمام لإرسال حرسها الوطني لحماية حدود تكساس.

وفي الوقت نفسه، أكد حكام الولايات المتحدة من الحزب الجمهوري الحق الدستوري لولاية تكساس في الدفاع عن النفس وحقها القاطع للوقوف بوجه المهاجرين غير الشرعيين، في حين نفى مسؤولو ولاية تكساس لبعض الأخبار الملفقة والإشاعات التي تدور حول وجود الاستفتاء حول عملية الانفصال، وعدم الانصياع لحملات التواصل الاجتماعي الإلكتروني من تشويه للحقائق.

ورغم انتهاء المهلة الممنوحة لحاكم ولاية تكساس للامتثال حول قرار المحكمة الفيديرالية العليا، ولكن مازال أبوت، مصرّاً على رأيه وأنه لن يمتثل لأي تعليمات صادرة من حكومة الرئيس جو بايدن، وفي المقابل دعا المدعي العام في ولاية تكساس كين باكستونن والسيناتور عن الولاية تيد كروز، الإعلان عن تحدي إدارة الرئيس بايدن، وعند سؤال حاكم تكساس أبوت، عن ما إن كانت ستندلع حرب بين القوات الاتحادية وقوات الدولة على الحدود المكسيكية، قال: سنفعل كل ما يمكننا فعله، وهو أن نكون مستعدين للحدث قدر الإمكان دفاعاً عن الولاية، وحشد أكبر عدد ممكن من الأشخاص على الحدود، وإقامة المزيد من الحواجز الحدودية، وبذل قصارى جهدنا لمنع دخول المهاجرين غير الشرعيين.

وفي هذا السياق، أعلنت المتحدثة الإعلامية للبيت الأبيض السيدة كارين جان بيير، أن ادارة الرئيس جو بايدن، تعتبر الإجراءات التي اتخذها الحاكم أبوت، لحماية الحدود الأميركية غير آمنة ويعني ذلك أنه تهديد مباشر لإعلان الحرب!

وبالتالي، لا تزال هواجس الحرب الأهلية قائمة وسط هذا الانقسام لمواقف الحزبين «الجمهوري والديموقراطي»، وبالتالي هناك مفاوضات من جانب ومواجهات من جانب آخر بين قرار الرئيس بايدن، وقرار الحزب الجمهوري حول قضية الهجرة في الكونغرس، لذلك من المحتمل أن تتعرقل جهود الرئيس بايدن، حول إقرار مشروع القانون حول تنظيم عملية الهجرة، وفي ما يتعلق بالتمويل الجديد للمساعدات العسكرية لأوكرانيا، ولتعزيز الأمن الداخلي بين ولاية تكساس والمكسيك في شأن الحدود والذي يشهد تدفقاً كبيراً من المهاجرين بشكل لافت للأنظار، وعلى الرغم من تعهد الرئيس بايدن، على إغلاق الحدود مع المكسيك في حال تطبيق مشروع القانون الجديد لتنظيم عملية الهجرة إلا ان إقراره لم يلق قبولاً وتحول إلى مادة خلافية وأزمة دائرة بين الحزبين.

وقد أكد المرشح الجمهوري دونالد ترامب، أنه سيكون الداعم الأكبر لحاكم تكساس أبوت، في سياسته الحدودية، وفي حال انتخابه رئيساً فإنه سيمنح ولاية تكساس امتيازات جديدة من خلال نشر كل الموارد العسكرية وموارد إنفاذ القانون اللازم لاغلاق الجزء الاخير من الحدود، وكذلك سيبدأ بأكبر عملية ترحيل داخلي للمخالفين في أميركا.

واليوم، ولاية تكساس لديها 24 تريليون دولار من الناتج المحلي الاجمالي وتعتبر ولاية تكساس ثاني أكبر قوة اقتصادية، ولديها أكبر حقل مكتشف للنفط والغاز في العالم، أي أنها من أفضل الولايات الأميركية من حيث الطاقة والإمكانات العالية، والسؤال هنا: هل سنشهد في ولاية تكساس بداية ولادة جديدة للاستقلال من خلال بداية الانقلاب خلال الشهور المقبلة، وهل سنشهد فعلاً تكرار سيناريو تفكك الاتحاد السوفياتي في القريب العاجل؟!

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي