أصوات محلية: صفحة مرعبة ربما تؤدي لإلغاء الإرادة والحرية والخصوصية

«شريحة ماسك الدماغية»... دوامة أسئلة مُقلقة لا نهاية لها!

تصغير
تكبير

مع إعلان الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مؤسس شركة «نيورالينك» عن تعافي أول مريض من البشر خضع لزراعة شريحة دماغية أنتجتها شركته، برزت تقارير تتحدث عن قدرة تلك الشريحة على إبراء الأكمه ومرضى الشلل الرباعي، في حين عبّرت أصوات كويتية في تخصصات مختلفة عن تخوفها وتحفظها على هذه الصفحة الجديدة من صفحات التكنولوجيا.

وأشارت إلى أن «هذا التطور المرعب والمخيف، يفتح باب تساؤلات ليس لها آخر من بينها: ما الضمانات التي يُمكن اتخاذها للحفاظ على خصوصية مستخدمي الشريحة؟ وماذا لو حصل عطب في تلك الشريحة وأعطت أوامر خاطئة؟ وما ضمانة ألا يتم استخدام هذه الشريحة بشكل يُهدد المنظومة القيمية والدينية التي تختلف من مجتمع لآخر؟».

وكان رجل الأعمال، المثير للجدل، قد أعلن أن الشريحة «تمكنك من التحكم في هاتفك أو جهاز الكمبيوتر الخاص بك، بمجرد التفكير.. سيكون المستخدمون الأوائل هم أولئك الذين فقدوا القدرة على استخدام أطرافهم».

عبدالرحمن الجيران: التجارب على البشر... لا تقرّها الشريعة

عبدالرحمن الجيران

أكد أستاذ الشريعة الإسلامية النائب السابق الدكتور عبدالرحمن الجيران لـ «الراي»، أن «هذا أمر جديد ومن السابق الحكم عليه بشكل قطعي من الناحية الشرعية»، مشيراً إلى أن «هناك مخاوف كثيرة من هذه الشريحة من بينها احتمالية تعطلها في الدماغ، أو إتلافها لخلايا المخ».

واعتبر أن «الاستعجال في بيعها وطرحها في الأسواق يُثير القلق والريبة، وهذا أمر يجعلنا نستدعي من الذاكرة ما حدث بين شركات الأدوية في تنافسها على طرح اللقاحات»، موضحاً في الوقت ذاته أن «الشريعة لا تقرّ التجارب على البشر بأي حال من الأحوال، أما التجارب على الحيوانات فهي جائزة».

وأضاف «مازالت الشريحة الدماغية في طور البحث العلمي كونها من المسائل الطبية الحديثة، وهذه أمور تحكمها في الشريعة عدة قواعد، لكن في الغرب لا يحكمها شيء لأنهم يتحركون من دون قيم ومبادئ وبشكل منفلت»، معتبراً أن «الشركات الدوائية تكاد تكون مسيطرة على اقتصاديات العالم، ووباء جائحة كورونا جعلنا نشهد تداخل الشأن السياسي مع الأمني مع الصحي».

وبيّن أن القواعد الشرعية التي تحكم هذا الملف هي أنه «لا ضرر ولا ضرار، وعدم جواز إخضاع البشر للتجارب العلمية حتى وإن وافق أصحاب الشأن».

خضر البارون: عواقب نفسية وخيمة

خضر البارون

أكد أستاذ علم النفس في جامعة الكويت الدكتور خضر البارون لـ«الراي»، أن «زرع شريحة في دماغ الإنسان أمر له عواقب نفسية وخيمة، وآثار سلبية كبيرة»، معتبراً أن «هذا التطور يندرج في إطار إلغاء الإرادة والحرية والخصوصية».

ولفت إلى أن «هذه صفحة مرعبة في كتاب التكنولوجيا، ربما تفضح ما يجب ستره وتلغي الإرادة والحرية والخصوصية»، مشيراً إلى «أننا مازلنا نعاني من الآثار السلبية للتكنولوجيا على أبنائنا»، متوقعاً أن «تتسبّب هذه الشريحة في تغيير منظومتنا القيمية، وربما تتحكم في عواطفنا».

وشدّد على أن «لها أضراراً نفسية، وثمة قلق متزايد حول مدى تأثيرها على المخ»، متسائلاً: «هل سيقبل الإنسان بأن يكون رهينة لهذه الشريحة ومَنْ يتحكم بها؟ وماذا لو تعطلت أو أعطت أوامر خاطئة؟».

محمد ناصر العتيبي عن «التجارب الطبية»: القانون الكويتي حظر الاستنساخ فقط

محمد ناصرالعتيبي

من وجهة نظر قانونية، قال المحامي الدكتور محمد ناصر العتيبي لـ«الراي»، إنه «لا يُمكن في الفترة الحالية الجزم برأي معين، لاسيما وأن التجربة مازالت في بدايتها، وهناك تباين بين الآراء الطبية في مسألة تكييف الشريحة إذا ما كانت تعد مجرد جهاز زرع لنقل الإشارات العصبية للدماغ، وهنا سوف يدخل ضمن مصطلح قانوني وهو الجهاز الطبي طبقاً لتعريف القرار الوزاري لوزير الصحة رقم 13/2022، أو هو شيء جديد في تاريخ البشرية، وأن للشريحة قدرات وأدوار تؤثر بالإدراك والتمييز للعقل الإنساني، وهنا حتماً لو صح سنكون أمام شيء لم يصفه الإنسان سابقاً، وهو العقل المنظم إلكترونياً، وهذا أستبعده وفقا لما تم إعلانه من قبل إيلون ماسك».

وأضاف: «أما مسألة مدى إمكانية إجراء تجارب طبية في دولة الكويت، فقانون مزاولة مهنة الطب والمهن، حظر التجارب الطبية بالنسبة للاستنساخ البشري فقط، وعدا ذلك ووفق المادة 32 فإن إجراء أي تجربة علمية في مجال الطب على جسم الإنسان يتطلب الحصول على موافقة خطية، وفق الضوابط والشروط وبترخيص من جهة يحددها وزير الصحة».

واعتبر أن «التشريع السابق لم يحكم تنظيم إجراء التجارب الطبية في الكويت بشكل كامل، واكتنفه الغموض في شأن تقرير العقوبات بالنسبة لإجراء التجارب، لذلك نحتاج تدخل المشرع من هذه الناحية ووضع أحكام واضحة ومحددة في شأن إجراء التجارب الطبية وتقرير العقوبات لمَنْ يُخالف أحكام القانون».

شروق الصايغ تُشخّص 3 تحديات: الشريحة تُستخدم لتحسين الذاكرة وعلاج مجموعة من الأمراض العصبية

شروق الصايغ

أكدت عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية لتقنية المعلومات شروق الصايغ أن «زراعة شريحة إلكترونية في مخ الإنسان فكرة واعدة لها العديد من التطبيقات المحتملة، مثل علاج الأمراض العصبية، وتحسين الأداء المعرفي، وحتى التواصل مع الأجهزة الخارجية»، لافتة في الوقت ذاته إلى أن «هذه الفكرة تواجه العديد من التحديات».

وأشارت إلى أن «هناك العديد من الشركات والجامعات التي تعمل على تطوير تقنيات زراعة شرائح إلكترونية في مخ الإنسان، ومن المتوقع أن تستمر هذه الأبحاث في التطور خلال السنوات المقبلة».

وعن فوائد تلك الشريحة، بيّنت أنه «يمكن استخدامها لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض العصبية، مثل الشلل الدماغي والصرع والزهايمر، وتحسين الأداء المعرفي، مثل الذاكرة والتركيز والتعلم. كما يمكن استخدامها لتوفير معلومات أو إرشادات للمستخدمين، والتواصل مع الأجهزة الخارجية مثل الروبوتات أو أجهزة الكمبيوتر».

وحددت الصايغ 3 تحديات لاستخدام الشريحة الدماغية، وهي:

1 - التحدي التقني: يجب أن تكون الشريحة الإلكترونية صغيرة بما يكفي لتناسب داخل الجمجمة، ويجب أن تكون مصنوعة من مواد مناسبة للجسم البشري، ويجب أن تكون قادرة على الاتصال بجهاز خارجي.

2 - التحدي الطبي: يجب أن تكون عملية زراعة الشريحة آمنة وفعّالة، ويجب أن تكون قادرة على التكيف مع التغيرات الطبيعية في الدماغ.

3 - التحدي الأخلاقي: هناك مخاوف في شأن استخدام هذه التكنولوجيا للتلاعب بالعقل أو السيطرة على السلوك.

نيفين معرفي: كوارث قانونية

نيفين معرفي

اعتبرت المحامية نيفين معرفي أن «هذا تدخل في شؤون الله، ولا يوجد مسوّغ قانوني لهذا الأمر وتركيب هذه الشريحة يُعد مخالفاً للقانون الذي شُرّع لاحترام خصوصيات الإنسان»، معتبرة أن هذه الخطوة «سينجم عنها كوارث قانوينة كبيرة، وهي مقدمة لخطط تدمير الإنسانية، فالله سبحانه وتعالى قد خلقنا بأحسن عقل وأحسن هيئة، فلمَ هذا التغيير؟».

محمد الرشيدي: يُمكنها مستقبلاً التحكم في العقل

محمد الرشيدي

أكد خبير الأمن السيبراني محمد الرشيدي أن «هذه الشريحة تفيد أصحاب الشلل الرباعي، ومازالت في المرحلة التجريبية»، مشيراً إلى أنه «في المراحل المقبلة يُمكن أن تتحكم هذه الشريحة في العقل البشري، ويتحوّل الخيال لحقيقة».

ورحّب الرشيدي بهذا«التطور العلمي، الذي سيفيد فاقدي البصر».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي