قررتا اعتبار 2024 عاماً للشراكة الممتدة منذ 1777
الكويت وبريطانيا: صداقة حية... تتنفس وتزدهر
- محمد العبدالله: 150 ألف وظيفة وفّرتها الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة
- مكتب الاستثمار الكويتي في لندن ساهم في دعم اقتصاد البلدين
- متوسط نشاط المكتب 40 مليار دولار في بريطانيا و300 مليار دولار في أوروبا والأميركتين
- أوليفر داودن: التحالف أحد أعظم مصادر قوتنا جميعاً وعنصر مهم في وجه التحديات
- التجارة والاستثمار في قلب علاقتنا وشركاتنا موجودة في الكويت منذ الأربعينات
- قوة بريطانيا في التمويل والطاقة المتجددة والصحة وغيرها لتحقيق رؤية الكويت 2035
أعلنت الكويت وبريطانيا اعتبار 2024 عاماً للشراكة بينهما والممتدة منذ 1777، مؤكدتين أن صداقة البلدين ليست قطعة من التاريخ، إنما هي حية وتتنفس وتزدهر.
جاء ذلك في كلمات مسؤولي البلدين خلال حفل سفارة المملكة المتحدة، بمناسبة الاحتفاء بالذكرى الـ125 لإقامة العلاقات التاريخية بين البلدين، بحضور وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ محمد العبدالله، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مكتب مجلس الوزراء عضو البرلمان في المملكة المتحدة أوليفر داودن، ونائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح الجابر، وعدد من الشيوخ والمواطنين ورؤساء البعثات الديبلوماسية.
2024... عام للشراكة
وأعرب العبدالله في كلمته في الحفل عن اعتزاز الكويت بالعلاقات التاريخية المشتركة والتعاون الاستثنائي مع المملكة المتحدة، لافتاً إلى أنها تحظى باهتمام ورعاية القيادة السياسية ممثلة في سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
وأضاف العبدالله أن البلدين قررا اعتبار 2024 عاماً للشراكة (الكويتية - البريطانية)، وفقا لمذكرة التفاهم الموقعة في 29 أغسطس 2023 في إطار الزيارة الرسمية لسمو أمير البلاد إلى المملكة المتحدة، حينما كان سموه ولياً للعهد.
وذكر أن «تطور ونمو العلاقة الخاصة بين البلدين رسختها المواقف التاريخية وعمقها التضامن المشترك لا سيما في ما يتعلق بحفظ أمن واستقرار دولة الكويت ودعم وازدهار البلدين»، مستطردا أن «خصوصية تلك العلاقة تتجلى بالتبادلات الرسمية والشعبية في شتى المجالات».
واستعرض أبرز محطات التعاون الاقتصادي، وفي مقدمتها مكتب الاستثمار الكويتي الذي ناهز 71 عاما، وأسهم تواجده في العاصمة لندن في دعم اقتصاد البلدين «ليصبح أحد أهم وأكبر الصناديق السيادية على مستوى العالم إذ يقدر نشاطه الاستثماري حالياً بمتوسط 40 مليار دولار داخل بريطانيا، وحوالي 300 مليار دولار لإجمالي حجم الأصول والعمليات التي يديرها في أوروبا والأميركتين كما أن عدد الوظائف التي وفرتها الاستثمارات الكويتية في المملكة المتحدة بلغ نحو 150000 وظيفة».
وأشار إلى نشاط الشركات البريطانية في الكويت بالتنسيق مع هيئة تشجيع الاستثمار المباشر بنحو 16.2 مليون دولار في مجالات تقنية المعلومات والتأمين والنفط والغاز.
واستذكر العبدالله مواقف المملكة المتحدة التاريخية بـ«الوقوف إلى جانب الحق الكويتي لضمان استقلال وأمن الكويت منذ عام 1920 مروراً بأحداث عام 1961 ووصولاً إلى موقف بريطانيا المشرف إبان الغزو العراقي الغاشم عام 1990».
صداقة قبل الاتفاقية
بدوره، قال نائب رئيس مجلس الوزراء في المملكة المتحدة أوليفر داودن، إن «ما نحتفل به هو الصداقة الممتدة على مدار 125 عاماً من توقيع الاتفاقية البريطانية الكويتية»، لافتا إلى أن «هذا التحالف يعد أحد أعظم مصادر قوتنا جميعا وعنصراً مهماً في قدرتنا على الصمود في وجه التحديات».
وأضاف أن عبارة «العلاقات الديبلوماسية» لا تحكي القصة كاملةً، فما نحتفل به هنا هو الصداقة التي تمتد إلى ما قبل وقت طويل من توقيع الاتفاقية البريطانية - الكويتية.
وتابع «كان ذلك خلال القرن الثامن عشر عندما تمتعت دولتانا لأول مرة بعلاقات تجارية مثمرة، حيث تم إجراء أول مسح دقيق لخليج الكويت من قبل قبطان السفينة البريطانية (إيغل)، عندما رست هنا في عام 1777»، وفي القرون التي تلت ذلك، واجه العالم مياهاً متلاطمة وبحاراً عاصفة، لكن صداقتنا ظلت ثابتة.
وذكر أن التجارة والاستثمار ظلا في قلب علاقتنا، فبعض الشركات البريطانية موجودة في الكويت منذ الأربعينات، في حين تم إنشاء مكتب الاستثمار الكويتي في مدينة لندن عام 1953، مؤكدا ان «صداقتنا ليست قطعة من التاريخ إنها حية وتتنفس وتزدهر».
وذكر أن التجارة الثنائية بين البلدين تزدهر، حيث بلغت أكثر من 5 مليارات جنيه إسترليني في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة بأكثر من 66 في المئة عن العام السابق، مشيرا إلى ان اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة ومجلس التعاون الخليجي تلوح في الأفق القريب، وتستخدم بريطانيا نقاط قوتها في التمويل والطاقة المتجددة والرعاية الصحية وغيرها لمساعدة الكويت على تحقيق رؤية 2035.
تاريخ من التعاون
من جانبها، قالت سفيرة بريطانيا لدى البلاد بليندا لويس إن «العلاقة بين المملكة المتحدة ودولة الكويت شقت طريقها عبر العديد من الجوانب المختلفة في الاقتصاد والسياسة والثقافة والمجتمع».
وأوضحت لويس أن «تاريخ التعاون في مجالات الدفاع والأمن حافل ومعروف»، مستذكرة أبرز محطات التعاون في عامي 1961 و 1991، مؤكدة أن «شراكتنا تمتد لعقود عديدة في بعض النواحي الرائعة مع العديد من الأعمال الجليلة التي قدمتها الكويت للمملكة المتحدة».
عبدالله المشعل: تعزيز التعاون
مع بريطانيا... في المجال الدفاعي
أكد وكيل وزارة الدفاع الشيخ الدكتور عبدالله المشعل، أن العلاقات الثنائية التاريخية بين الكويت والمملكة المتحدة على مدار الـ 125 عاماً، بنيت دعائمها على الشراكة والصداقة والتعاون في جميع المجالات لاسيما الأمن والدفاع، والاستثمار والثقافة والتعليم.
وأضاف الشيخ المشعل أن أُطر تعزيز التعاون في المجال الدفاعي مستمرة، لاسيما في مجال التعليم والتدريبات العسكرية المشتركة، ما يعكس العلاقة العسكرية المتميزة بين البلدين.
حضر الاحتفال وكيل وزارة الدفاع المساعد للتجهيز الخارجي وكيل الوزارة المساعد للتخطيط ونظم المعلومات بالتكليف الشيخة الدكتورة شمايل الصباح، وعدد من قيادات ضباط الجيش.
دعم كويتي
منذ الحرب العالمية إلى مركز شكسبير ومستشفى تاتشر
قالت السفيرة لويس خلال الحفل «ما هي الدولة التي قدّمت تبرعاً كبيراً لمساعدة أفراد الخدمة البريطانية الذين أُصيبوا في الحرب العالمية الأولى، عندما كان اقتصادنا يعاني؟ الكويت. وفي عام 1963، أي بلد مكن الدعم الذي قدمته من بناء مركز شكسبير الشهير عالمياً في ستراتفورد أبون أفون؟ الكويت، وفي عام 2011، من الذي ساعد في تمويل بناء جناح جديد في مستشفى تشيلسي الملكي، الذي سمي على اسم البارونة مارغريت تاتشر؟ الشيخ صباح الأحمد».