No Script

خواطر صعلوك

الغضب الجمعي الشبابي وأشكاله

تصغير
تكبير

الغضب الجماعي للشباب يختلف من ثقافة إلى أخرى ويتأثر بالعديد من العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

هذا الغضب قد ينبع من الظروف الاقتصادية الصعبة، أو من نقص الفرص الاجتماعية والتعليمية، أو من الاضطرابات السياسية والاجتماعية، وقد يكون له أيضاً صلة بالتغيرات الثقافية والتكنولوجية.

هناك شعوب يتجه شبابها إلى «إطلاق النار في المدارس الثانوية»، وهناك شعوب يتجه شبابها إلى زيادة سرعة سياراتهم لدرجة الجنون فينتج عنها الكوارث، وهناك شعوب تفجر طاقة غضبها من السياسات الفاشلة في التعامل معها بتعاطي المخدرات فينتشر بكثرة بين شبابها وشاباتها، وهناك شعوب تتفجر طاقاتها الغضبية نحو السرقة والاحتيال والتدني الأخلاقي... مجرد مسح سريع على نسب الجرائم بين المراحل العمرية وأسباب سجن الشباب، ونسب حالات الوفاة غير الطبيعية سوف توضح لك أشكال الغضب الجماعي الشبابي وأشكاله حول العالم.

إن أسهل طريقة يمكن للحكومات فيها أن تتعامل مع حالات الغضب الشبابي نتيجة السياسات الفاشلة هو أن تعلن عن حملات وطنية مثل الحملة الوطنية لمنع الأسلحة، أو الحملة الوطنية للوقاية من المخدرات، أو الحملة الوطنية للوعي المروري، أو حتى عزيزي القارئ الحملة الوطنية لمنع السرقة والاحتيال وإيقاظ الضمير...

ورغم أن هذه أسهل الطرق للتعامل مع حالات الغضب الجمعي، إلا أنها ليست أفضل طريقة للتعامل مع هذه القضايا.

إن تفعيل السياسات الشبابية التنموية، وتحسين النظام التعليمي، وتوفير فرص العمل في القطاعات الثلاثة، وتقديم خدمات الصحة النفسية وتعليم المهارات الشخصية والمهنية، والعدالة في التوزيع والمساواة في الفرص والخدمات كل ذلك يساهم بشكل كبير في وصول حالة الغضب الجمعي لمستوياته الدنيا وحالة الاستقرار الطبيعي، ولا يتبقى منه سوى الغضب الشخصي نتيجة ظروف لا يمكن حصرها وليست ضمن إطار هذا المقال.

دائماً هناك أسهل طريقة... وهناك أفضل طريقة، وإحدى أهم مشاكلنا في المؤسسات الحكومية أو حتى المجتمع المدني اننا نبحث عن أسهل طريقة، لذلك لدينا «ألف حملة وطنية» والعديد من المؤسسات الشبابية ولدينا العديد من السياسيين الشباب ومصطلحات كثيرة والنماذج المشرفة وقصص النجاح... ولكن بجدوى ضعيفة، وللمرة الواحدة بعد الستين نناقش القضايا ذاتها، ودائماً نتجه للأسهل. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله...أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي