No Script

مشاهدات

المظلات وسر الرداء الأصفر

تصغير
تكبير

قبل فترة مضت، صدر قرار من البلدية بفرض رسوم مالية على المظلات في السكن الخاص، ما أثار الاستياء العام لدى المواطنين خصوصاً لموقعنا الجغرافي في منطقة تعاني من ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى أرقام قياسية، ناهيك عن الظروف الجوية المتعددة (الغبار، رياح عالية، أمطار... أجواء استثنائية لا تحتمل)، وكذلك بسبب تساقط فضلات الطيور السائبة (الحمام) المنتشرة بكثرة في المناطق السكنية كافة، والتي تستقر على أسطح ونوافذ المنازل، فالمظلات ضرورة لتقي أفراد العائلة خاصة كبار السن والأطفال والنساء من كل ما سبق ذكره.

إن كان متوسط الارتداد أمام المنازل يتراوح بين 15- 25 متراً فهي تسع لركن عدد 3 / 5 سيارات، فلماذا تقوم البلدية بإصدار مثل هذا القرار للسكن الخاص؟

نعم لها الحق بالتدخل إن كانت هذه الأمور تؤثر على الناحية الجمالية للبلد، لكن فرض الرسوم المالية قرار غير حكيم.

أليس من الأولوية البدء بتطبيق الرسوم على:

-أصحاب المنازل الذين حوّلوا الارتدادات الترابية إلى أراض خاصة لهم، وتم التجاوز عليها بإقامة المظلات المتعددة والملاعب الخاصة والحدائق وأقفاص للطيور والدواجن وبناء الديوانيات بل وصل الأمر لبناء غرف للعمالة؟

-هناك من حوّل الساحات المقابلة للمنزل وأسوار المدارس إلى مواقف خاصة والبعض منهم نصب فيها مظلات؟

-الساحات بجانب المساجد تحوّلت إلى مواقف للشاحنات والزوارق!

فلماذا المسؤولون والمراقبون يجلسون فى أبراجهم العاجية لا يحرّكون ساكناً أمام كل هذه التجاوزات؟

فهل هذا القرار الغريب (فرض رسوم على المظلات) في السكن الخاص اتخذ بناءً على رأي المستشارين؟!

ان كان كذلك فتلك طامة كبرى!

( سر الرداء الأصفر )

أتساءل من المسؤول عن عمال النظافة؟

هل هناك استثناء من المراقبة والمتابعة لهؤلاء؟

أليس من المفترض بأن تكون أوقات العمل محددة لتواجد عمال النظافة في مواقعهم، والذين من مهامهم تنظيف الشوارع والتقاط القمامة؟

- للأسف نجد أن (عمال النظافة) ينتشرون في المناطق كافة، وعلى مدار الساعة طوال اليوم، نجدهم متواجدين في كل مكان، على سبيل المثال بجانب:

الإشارات المرورية الضوئية / الجمعيات / الأسواق/ المستشفيات / الجامعة /المحلات/المطاعم / البنوك / المقابر/ المجمعات التجارية / المقاهي/ البقالات / بل نجدهم متواجدين في الساحات الترابية!

هؤلاء يتخذون هذه الطريقة بانتشارهم في هذه الأماكن وسيلة للتسول تحت غطاء حكومي ويتواجدون في كل الأوقات، في الظهيرة والعصر والليل، حيث يتظاهرون بأنهم يقومون بالتنظيف وهم في الحقيقة يقومون بالتسول من المارة لتكون طريقةً لكسب المال غير المشروع عن طريق استدرار عطف المارة. ومنهم من يقوم باستغلال مواقف السيارات وحجزها لإعطائها لمرتادي المجمعات والجامعة بمقابل مالي.

لكل موقع ثمن، فلهذا يقوم بعض عمال النظافة ببيع مواقعهم أو تأجيرها لآخرين سواء لنظائرهم من عمال النظافة أو زملاء لهم ينتحلون هذه الصفة، حيث تختلف أسعار المواقع وفق أهميتها الإستراتيجية والمبالغ المالية التي يحصلون عليها نتيجة تواجدهم في هذه الأماكن، ان كانت بين المنازل أو عند إشارة مرورية أو أمام مدرسة معينة.

أيعقل بان المسؤولين والمراقبين لا يشاهدون تلك الظاهرة الغريبة المنتشرة في المناطق كافة؟

ألا يشكل هذا الأمر خطراً أمنياً يهدّد سلامة مرتادي تلك المناطق من الأطفال والنساء؟

- المطلوب من وزارة الداخلية القيام بدورها الأمني لمراقبة هؤلاء إن كانوا فعلاً عمال نظافة أم مزيفين؟

فإن كانوا فعلاً عمال نظافة، فإن هناك خطأ جسيماً من وزارة الشؤون في تقديرها لاحتياج العمل من العمالة للشركات؟ وذلك يعني بأن الأعداد المقررة للعمالة زائدة عن الحاجة، وقد يتم بموجبها استقدام أعداد لا حاجة لها (عمالة سائبة).

ختاماً:

العمال أصحاب (البدلة الصفراء) موجودون في جميع المناطق السكنية والتجارية والاستثمارية، ويجب إلزام الشركات المتعاقدة مع البلدية بإصدار هويات عمل لكل عمالتها وتعلق الهوية للعامل بشكل واضح عليها اسم الشركة واسم العامل وأوقات وأماكن عملهم.

- إن كانت مسؤولية متابعة العمالة تعود للشركات، فدور بلدية الكويت أكبر من ذلك، فهو رقابي وميداني لرصد الشركات التي استعانت بعمالة أخرى ليست على كفالتها وكذلك التأكد من مدى التزام الشركة ببنود العقد، ويجب مخالفة الشركات في حالة إخلالها ببنود النظافة ، وكذلك قيام هذه الشركات بإلزام عمالتها بواجباتها الوظيفية وعدم الانتشار في تلك المواقع دون عمل، وكذلك الالتزام باتباع وسائل الأمن والسلامة للأفراد والمعدات الإنشائية والآليات حفاظاً على سلامتهم وسلامة مرتادي الطرق.

كل الشكر لعمال النظافة الشرفاء الكادحين في تلك المهنة الصعبة، الذين ينتشرون في المناطق منذ ساعات الصباح الباكر ويتوزّعون في مختلف المناطق والطرقات ليجمعوا أكياس القمامة من الحاويات ويضعوها في الأماكن المخصصة لها حفاظاً على المنظر الحضاري للدولة، وليتمتع السكان ببيئة صحية وبرؤية شوارع نظيفة خالية من أي مخلفات.

والنقد هنا موجه للمظاهر السلبية المشوهة للذوق العام من قبل بعض العاملين وأيضاً المسؤولين المتقاعسين عن أداء مهامهم الوظيفية بصورة صحيحة.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله ربّ العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي