«مرشح اللامقر»: قلب كل كويتي مقرّي
الحفيتي العضو رقم 51... في أمان الله
- البيطري الذي عشق الحَمام المصري اشتهر بدفع الرسوم الانتخابية «خردة»
- صاحب السيارة موديل 1998 حلم بـ «حقيبة المالية» وأن يفتتح ميسي مقره الانتخابي
ودّع الكويتيون أشهر مرشح انتخابي ارتبط اسمه بالحياة البرلمانية على مدار عقود، من دون أي اهتمام منه بفرص الفوز فما يسعى له «محبة الناس... ليس إلّا»، على حد تعبيره.
هذه كانت فلسفة البشوش الراحل محمد الحفيتي، الذي عُرف بأنه «مرشح اللامقر»، إذ كان يدعو من يرغب في تأييده إلى مقار المرشحين المنافسين.
«أبو راشد» الذي امتلك قدرة فائقة على شد انتباه الجماهير وكان يحلو له أن يصف نفسه بـ«العضو رقم 51» (الإضافي لأعضاء مجلس الأمة الـ50)، كان قد أجرى عملية جراحية في القلب قبل عامين، وأوصاه الأطباء بضرورة المثول للراحة.
وعن سبب إصراره على المشاركة في الانتخابات في كل مرة رغم عدم حصوله على الأصوات، كان يقول «لا أحصل على أصوات، لكن أحصل على محبة الناس»، بينما كان يعلق على عدم وجود مقر انتخابي له بالقول «مقرّي في قلب كل كويتي».
ورغم عفويته، امتلك الراحل حساً وطنياً لا يخطئه أحد، فعندما سُئل عن «الربيع العربي» وما إذا كان ثمة «ربيع كويتي»، أجاب ببساطة «الربيع الكويتي في يناير وفبراير، أما الربيع الثاني الله يبعدنا عنه».
كان الحفيتي يصر على إعلان أنه حكومي حتى النخاع، ولكن هذا لم يمنع «أبو راشد»، الذي ولد في المرقاب، من التأكيد على أنه «لا أخاف من الحكومة، وإنما أخاف من أم العيال».
درس الحفيتي، الذي ترشح للمرة الأولى للانتخابات البرلمانية في العام 1992، الطب البيطري في القاهرة بعد حصوله على نسبة 60 في المئة في الثانوية العامة، وكان يُعرف عنه حبه للحمام المصري، ثم عمل في مركز العبدلي للتفتيش على الأغنام المستوردة من الخارج، ثم في كلية الشرطة بقسم البيطرة للإشراف على الخيول والحيوانات كمساعد طبيب بيطري.
تمتع صاحب القلب الطيب بقدرة هائلة على زرع الابتسامة عند الآخرين، فعند زيادة رسوم الترشح الانتخابية من 50 ديناراً إلى 500 دينار، علق قائلاً «مدري من صجهم؟ هذي الرسوم صارت أغلى من الزبيدي والمشكلة ما يردون الرسوم!»، فيما كان إصراره على دفع هذه الرسوم خردة أو من فئة «ربع الدينار» محط اهتمام الإعلاميين والجمهور.
الحفيتي صاحب السيارة موديل 1998 والذي حلم بتولي حقيبة «المالية»، وأن يفتتح اللاعب الدولي «ميسي» مقره الانتخابي، غادرنا اليوم تاركاً لنا كماً هائلاً من ذكرياته الطريفة، وكماً أكبر من الحزن والألم على فراقه.