ولي رأي

الصورة النمطية ومسؤولية وزارة الإعلام

تصغير
تكبير

«طلقني يا جاسم»... أصبحت عبارة مبتذلة تُستخدم للتعبير عن هوية المواطن الكويتي من قِبل بعض المؤثرين في تطبيقات التواصل الاجتماعي. والبعض يسخرون من الديموقراطية الكويتية عبر هذه التطبيقات. يأتي ذلك، من وجهة نظري، لثلاثة أسباب مهمة. الأول: تمويل وزارة الإعلام لمسلسلات رمضانية سخيفة تُظهر أسوأ نماذج للمواطن الكويتي.

فتُصوّر الكويتي على أنه طائش، والكثير منهم مدمنون للمخدرات، والعياذ بالله، أو لديهم علاقات محرمة. كما تُظهر سوء التجانس الأسري لدرجة أن المشاكل العائلية أصبحت بصمة للدراما الكويتية. ولا ننسى الفساد على الصعيدين الإداري والمجتمعي الذي تصوره هذه الأعمال، كأن الكويت صحراء أخلاقية. وكل ذلك بتمويل من وزارة الإعلام الكويتية.

كل المشاكل المذكورة أعلاه موجودة في جميع دول الخليج. ولكن تمكنت الدول الأخرى من تصوير أفضل ما تتحلى به دولها. لأنهم يعلمون أن الأعمال الفنية لا حدود لها، فهي تقفز الحدود والقارات وتصبح أدوات ترويجية لثقافة الدول واستثماراتها. بل تدفع هذه الدول الملايين لتكون وجهات تصوير الأفلام والمسلسلات العالمية (مثل تصوير أجزاء من فيلم توم كروز «Mission Impossible» في دبي وتسلقه برج خليفة). لابد على وزارة الإعلام أن تمارس الحنكة في اختيارها للأعمال التي ستشتريها أو ترخصها.

تأتي المشكلة الثانية بعدم الرقابة الجادة على حسابات التواصل الاجتماعي (وبالأخص تلك ذات الصبغة الإخبارية)، فتركز هذه الحسابات على إثارة الجدل للحصول على المشاهدات دون الرجوع لأخلاقيات الإعلام أو المصلحة العامة للبلاد. فتنشر «أخباراً» في الغالب تكون غير دقيقة إن لم تكن مفبركة من الأساس لجذب الانتباه وإثارة الجدال في التعليقات. علماً بأن نشر الأخبار الكاذبة يعتبر جريمة أمن دولة وعقوبتها سجن خمس سنوات.

وأخيراً، وضع خطة إعلامية ثقافية مخصصة للجماهير الخارجية. الإعلام واجهة الدول، فمن غير المنطقي عدم قيام الكويت بعمل خطة إعلامية ممنهجة لنشر ثقافتها وترويج أعمالها لجمهور عالمي. بل لدينا حالات تستدعي الإعلام المضاد وتصحيح العديد من المفاهيم المبتذلة عن كويتنا الحبيبة. فلا أحد يرضى أن يجلس ساكناً عندما يتطاول أحد بطريقة ممنهجة للإضرار بسمعة بلاده.

يجب دعم صناع المحتوى الكويتيين ووضع خطط لزيادة عددهم ليصنعوا محتوى إيجابياً يعكس جمال كويت المجد. بالإضافة إلى ذلك، يجب محاسبة الأقلية الضالة التي تشوه سمعة الكويت من أبناء البلد وتكريس طاقتهم إيجابياً. كما يجب علينا استخدام المنصات العالمية لترويج الكويت بخطة طويلة الأمد عبر منصات عملاقة ذات صيت، مثل نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال، وعرض شخصيات كويتية مؤثرة ونشر قصص نجاح كويتية داخلياً وخارجياً.

إضاءة:

نثق بمعالي وزير الإعلام والثقافة السيد الفاضل عبدالرحمن بداح المطيري، وبنظرته لكويت الغد، سدد الله خطاكم.

maosherji@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي