أبوستة والبرغوثي يُفصّلان جرائم الاحتلال الإسرائيلي

شهادة فلسطينية في ضيافة كويتية... عن «تسونامي غزة» الأقوى من «فيضانات الحروب»

تصغير
تكبير

- غسان أبوستة تحدث عن أصعب قرار في حياته واستشهاد الجرحى... والأطفال بلا أهل
- مصطفى البرغوثي: إسرائيل فشلت فشلاً ذريعاً ولابد من توحيد الصف الفلسطيني وفق برنامج مقاومة

وسط حضور حاشد في جمعية الخرّيجين، استعرض طبيب الجروح البريطاني - الفلسطيني الدكتور غسان أبوستة تجربته الميدانية في قطاع غزة والتي كان شاهد عيان فيها على الجرائم الإسرائيلية بعد عملية «طوفان الأقصى»، وذلك في ندوة نظمتها «لجنة كويتيون لأجل القدس»، مساء الأربعاء الماضي، حملت عنوان «غزة... الصمود الجبار»، وأدارها رئيس اللجنة مشاري الحمود.

أبوستة، الذي تواجد في الميدان بعد 48 ساعة من بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكد أن «كل الحروب التي شهدها كانت فيضانات لكن ما حدث في غزة كان تسونامي»، مضيفاً «عندما نزلت بمنزل عمي (الذي كان يبعد عشر دقائق عن مستشفى الشفاء) في حي الرمال بغزة، وبدأ القصف الإسرائيلي توجهت لمنزل آخر على الأطراف، وأيقنت وقتها أن هذا القصف يختلف عن أي حرب، فثمة أحياء كاملة أبيدت وحجم الحفر جراء القصف كان يصل إلى قرابة 15 متراً تحت الأرض».

الخل بدل المطهر

وبيّن أنه «من اليوم الأول كان الدمار يحيط بكل المنطقة، فسيارات الإسعاف كانت تقل كل دقيقة 6 جرحى، ومستشفى الشفاء الذي يعد الأكبر في غزة بسعة 600 سرير أصبح ممتلئاً عن آخره»، مشيراً إلى أنه «سريعاً ما بدأت تظهر حالات الأطفال الذين فقدوا كل ذويهم من ناحيتيّ الأب والأم، لأن الإسرائيليين يستهدفون أحياء بأكملها».

وأردف قائلاً «بعد قرابة 4 أسابيع، كان هناك 120 طفلاً من دون أهل بالكلية، وبدأت الإمكانيات تتناقص لدرجة أننا اشترينا الخلّ وخلطناه بصابون سائل لاستخدامه بدلاً من المطهر»، مشيراً إلى أن «الجرائم الإسرائيلية تطورت إلى أن وصلت لاستخدام القذائف الحارقة (وهي تطور لقذائف النابالم)».

وتحدث أبوستة عن «تهديدات إسرائيلية للطواقم الطبية، بإخلاء المستشفيات، لكن القرار كان رفض الإخلاء لأنه يعني بداية تطهير عرقي، وكنا وقتها نشم رائحة الجثث المتحللة، فيما تحوّل مستشفى الشفاء لمخيم للنازحين من شدة القصف ومع ازدياد الضغط على هذا المستشفى تحولنا للمستشفى الأهلي المعمداني الذي وجدته كذلك مليئاً بالأطفال الجرحى في باحاته وردهاته».

وبيّن أبوستة أنه «عاين ضحايا استخدام الفسفور الأبيض من قبل الإسرائيليين»، موضحاً أنه «هذا النوع من القذائف يكون بمثابة دريل (مثقاب) في الجسد».

عمليات بلا تخدير

ولفت أبوستة، وهو يقاوم دموعه أن «كثيراً من الإصابات تركت للاستشهاد بسبب عدم وجود طاقم طبي، ونفاد الأدوية وأدوات التخدير، وكون التأخر في تنظيف الجروح يحدث تسمماً في الدم، اضطررنا إلى اجراء عمليات تنظيف جراحية لأطفال من دون تخدير وهذا كان أصعب قرار في حياتي المهنية».

وذكر أبوستة أنه «كان شاهد عيان على استشهاد 50 فرداً من أسرة واحدة، ومئات المصابين من نفس العائلة، وكان القرار الأصعب من نأخذ منهم لغرف العمليات لأنه لم يعد صالحاً من هذه الغرف سوى واحدة».

وبيّن أنه «في نهاية المطاف، وعلى وقع نفاد الأدوات الطبية وتدمير المنشآت الصحية جراء القصف، اضطر للخروج من قطاع غزة عبر معبر رفح ليدخل مصر ثم الأردن ثم لتقله طائرة إلى بريطانيا ليعود لعائلته هناك».

وشدد أبوستة على أن «ما تقوم به إسرائيل إبادة جماعية، وخلق لكارثة إنسانية من أجل تهجير سكان قطاع غزة وتحويله لمكان غير قابل للحياة».

3 جرائم

بدوره أكد الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية أن «إسرائيل تقوم بثلاث جرائم متوازية، وهي الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي، والعقوبات الجماعية»، معتبراً في الوقت ذاته أن «إسرائيل فشلت فشلاً ذريعاً، وهذا ليس كلاماً عاطفياً، كونها لم تتمكن من استرداد الأسرى دون اتفاقية تبادل، ولم تتمكن من القضاء على المقاومة، وعادت القضية الفلسطينية للواجهة رغم أنف الحكومات (بما فيها أميركا وأوروبا)».

وأشاد البرغوثي بالموقف الكويتي المتميز الذي قال عنه «ليس بجديد، فالكويت كانت دائماً في طليعة الداعمين للشعب الفلسطيني»، داعياً إلى «توحيد الصف الفلسطيني وفق برنامج مقاومة يضم كل الأطراف بعيداً عن العبث والاستسلام للحلول الوسط مع الحركة الصهيونية».

وأشاد بالجيل الفلسطيني الجديد، داعياً إلى «انتخابات ديموقراطية تؤهل الشعب الفلسطيني، بما في ذلك فلسطينيو الخارج، لاختيار قيادته».

وفيما أثنى على جنوب أفريقيا وما قامت به من أخذ إسرائيل لمحكمة العدل الدولية، تمنى أن تقوم الدول العربية برفع قضية على إسرائيل لإجبارها على دفع تعويضات عن الجرائم التي ارتكبتها.

المأساة في أرقام

لخص البرغوثي حجم المأساة التي تحدث في غزة في سلسلة أرقام، من بينها:

- 32 ألف شهيد فلسطيني حتى الآن (بينهم 11 ألف طفل)

- 64 ألف جريح

- 4 في المئة من سكان غزة بين شهيد وجريح

- عدد شهداء غزة (نسبة وتناسب) أكبر من عدد القتلى الأميركيين في جميع الحروب

- 85 ألف طن من المتفجرات استخدمتها إسرائيل (ضعف حجم قنبلتي هيروشيما وناغازاكي - قرابة 28 كيلو متفجرات لكل رجل في غزة)

- 70 في المئة من بيوت غزة دمرت وكل الجامعات قصفت

- استشهد 304 أطباء ودمرت 104 سيارات إسعاف

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي