حروف باسمة
يا حبّذا ريح الولد
الأولاد هم أحباب الله، يتعلّق بهم الوالدان كما أنهم يتعلقون بآبائهم وأمهاتهم.
هم فلذات الأكباد.
كثيراً ما أنشد الشعراء في هذا المجال، فهذه الأعرابية التي ترقّص طفلها وتقول:
يا حبّذا ريح الولد
مثل الخزامى في البلد
أهكذا كل ولد
أم لم يلد مثلي أحد
يُحكى أن أحدهم فقد ابنه فقرّر ألا يخرج من المنزل خوفاً بأن يكنى بولده، فلم يقدر على ذلك، وألحّ عليه بالخروج، فخرج من منزله وقابله أحد أصدقائه فرحّب به وكناه بولده الفقيد وأنشد يقول:
كيف السلو وكيف أنسى ذِكره
وإذا دعيت فإنما ادعى به
وخرّ صريعاً.
هكذا تعلّق الآباء بأبنائهم وتعلق الأبناء بأمهاتهم وآبائهم، لذلك، اهتمت المنظمات الأممية بتخصيص يوم للأبناء ودول مجلس التعاون الخليجي فكان يوم الخامس عشر من شهر يناير من كل عام للاحتفال بالطفل الخليجي تأكيداً على أهمية مرحلة الطفولة في حياة المواطن الخليجي وتوعية الأسرة والمجتمع بيوم الطفل الخليجي وأهمية الوحدة الخليجية وتعريفهم بالحقوق الثقافية للأطفال في دول الخليج.
هذا اليوم يسلّط الضوء على الدور الذي تلعبه الهوية الثقافية الخليجية في غرس القيم لدى أطفال الخليج ويسهم في تنمية الوعي المعرفي لديهم في جميع المجالات الثقافية والتنموية والتراثية.
ويبقى الأبناء هم شمعة يستضيء بشعاعها بصائر الآباء والأمهات ويزداد تعلقهم بأبنائهم، وينشدون إليهم ويعملون على تنميتهم تنمية شاملة ويحزنون إذا أصابهم أي مكروه لا سمح الله.
يُحكى أن أحد الشعراء فقد ولده الأوسط فأنشد يقول:
وأولادنا مثل الجوارح أيها
فقدناه كان الفاجع البيّنَ الفقدِ
هل العينُ بعد السّمع تكفي مكانه
أم السّمع بعد العين يهدي كما تهدي
عزيزي القارئ، كما تحتفل المنظمة الأممية في السادس عشر من شهر يناير من كل عام في اليوم العالمي للبهارات والتوابل، لما لها من أهمية في تطبيب الغذاء وتعديل طعمه وطيب رائحته، فالتوابل تجعل الغذاء زكياً وتدفع متناوله على التلذذ به.
ويمكن أن تكون هذه الأسباب هي التي دعت إلى وضع يوم عالمي للبهارات والتوابل.
وحتى يتضح لنا المعنى، نقرأ ما قاله الشاعر المتألق عبدالله سنان، رحمه الله،:
ومموش قابلته في جلسة
فوق السماط وحوله دقوس
فسألته من أين جئت إلى هنا
والعهد بأن عشاءهم مكبوس
قال الذي اتفقوا على تقديمه
ملخبط معفوس
وأتوا بقنجات كبار
فوقها حشو وروبيان له محموس
صافحته بالخمس ثم رفعته
لفمي أقبله وبي تهويس
لو أطعمت بلقيس منه لقمة
لتشوقت لخواله بلقيس
