No Script

فلسفة قلم

أطفالنا والهويات المضطربة

تصغير
تكبير

تعرف القوة الناعمة أنها القدرة على إقناع أشخاص ما بفعل ما تريد من دون استخدام القوة أو الترهيب، ولا يوجد مثال أوضح لهذه القوة أكثر من تمرغنا في الثقافة الغربية التي باتت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وفي كل تفصيلة في نظامنا المعيشي من أكل وشرب وغناء ولباس وقيم ومبادئ.

وبالرغم من أن المسار الغربي انحرف عن القوة الناعمة وصار اليوم يستخدم أسلوب الترهيب والابتزاز في فرض قيم الحرية والمثلية وغيرها مما تراه النخب الغربية أنه صحيح، إلا أنه ومن دون شك البداية كانت مختلفة عن طريق الاستدراج حتى فقدنا مرجعنا وثقافتنا العربية والإسلامية، ووقعنا في فخ القيم والمفاهيم الغربية من خلال الإعلام المرئي والمسموع وبكل تأكيد الهيمنة السياسية بقطبها الأوحد.

اليوم، ووسط هذه الهيمنة التي بدأت تتهاوى ما الذي يحدث؟! ونحن في خضم صراعنا مع القيم الغربية يجتاحنا مد ثقافي جديد بدأ يسيطر على المراهقين بشكل مقلق وهو مد ثقافي آتٍ من الشرق الآسيوي، والذي بدأ يتغلغل في حياة معظم مراهقي العالم بلا استثناء رافعاً شعار الاندومي مع فرق غنائية وتمثيلية باتت جزءاً من حياة أطفالنا.

وهنا أنقل عن العديد من المتخصصين التربويين وخبراء في الطفولة اتفقوا في أكثر من مناسبة أن الثقافات الجديدة لا ترتكز على مرجعيات دينية ولا منطقية، وأصبحت تصدّر بشكل كبير للثقافات الشعبية في العالم، من خلال قطاعات ثقافية وإعلامية خاصة، وبدأت تتوسع في مختلف البلدان حول العالم، ومن يتساءل عن نتائج سيطرة هذه الثقافات الجديدة على مجتمعنا العربي والإسلامي وعلى أطفالنا ومراهقينا، يمكن أن تتلخص باعتبارها ببساطة فراغاً اجتمعت فيه كل الهويات المضطربة التي تجيب عن كل تساؤلات الحياة للطفل والمراهق، ماذا تأكل وتشرب، وماذا تلبس وتقرأ، وماذا تلعب؟ وكيف تفكر؟ ومع مَن تتواصل؟، فهي تحدّد للطفل والمراهق مسار ونظام حياة كاملة دون الاستناد إلى أي مرجعيات دينية ومنطقية، ورغم ذلك توفر إجابات لكل تساؤل.

ولذلك، من منطلق المسؤولية المجتمعية، والمحافظة على الأمانة التربوية وجب التنبيه، ودمتم بود.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي