اقرأ ما يلي...

لا تتفاءل كثيراً

تصغير
تكبير

يسعى العالم اليوم لنشر الرسائل المبشّرة بالغد الجميل، كل شيء يحدث يقابله من يقول «لا تقلق فغداً أجمل»، وكثير من الغد كان أسوأ، لماذا يعدنا هؤلاء وهم لا يعلمون الغيب؟ واستطاع أن يصيغ حكماء العالم حِكماً عدة ومقولات شهيرة في التفاؤل، بل ان العديد من الدورات التدريبية على مدار العالم تُدار لتعليم كيفية التفكير بإيجابية بحتة.

لكن لنكن واقعيين قليلاً، التفاؤل كثيراً يقابله الكم نفسه من الإحباط في حالة الحزن والأخبار المفاجئة غير السارة، الاعتدال بالتفاؤل أو بمعنى أصح الاستعداد للأسوأ هو خير علاج لمن يعيش وهم الإيجابية البحتة، توقع النقيض لا بد أن يكون في البال، بدأت تلك الوعود من الطفولة عند قطع الوالدين العديد من الوعود دون تنفيذها، وذاكرة الطفل أدهى وأقوى من ذاكرة الحاسوب في تلقي الوعود وحفظها وتسجيل خيبات الأمل بل وتذكرها بعد سنين طويلة.

الكثير من الناس عانوا من قسَم ووعود الناخبين وحتى الكثير من نواب المجلس، وعند أقل مشكلة يواجهها الشخص فإن أول من يدير ظهره له النائب الذي وصل للمجلس بانياً وعوداً وقسَماً يحاسب عليه عند الله، فتوزيع الوعود سيئ جداً خاصة إذا كانت تحمل المصالح الشخصية من الطرفين، الطرف الذي يقسم بوعده والطرف الآخر من يصدق تلك الوعود. غير الوعود التي يتلقاها الموظف من رؤسائه بمميزات وترقيات وفي ما بعد يصاب بالإحباط عند توزيع تلك المميزات بناء على الواسطة وليس الاجتهاد المهني والايفاء بالوعد.

عندما تتسع الدائرة لتصل للشعوب فإن من الخير لها أن تتفاءل بوسطية ودون التركيز على شخص أو جهة وادعاء أن الخير سيحل على يد فلان وأن وجود فلان غير صحي، تلك مجرد آراء ونظريات مبنية على عاطفة وحب لأطراف أو تيارات معينة ورمي الآمال عليها، من المنطقي أن تكون الحلول المثمرة والتي تدعو للتفاؤل والتغيير للأفضل أن تكون مبنية على خطط قوية ومحكمة وصارمة في وقت زمني ليس بطويل، واختيار أفراد للتعاون ويبنى الاختيار على العمل لا العاطفة والقرابة الاجتماعية وغيرها من المجاملات التي كسرت آمال الكثير من الشعوب.

فكر بمنطقية ووسطية ولا تتفاءل كثيراً.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي