No Script

سافر إلى ذاتك

نصف امرأة

تصغير
تكبير

تنبية: هذه مقالة لحالات النساء اللاتي تعرّضنا للظلم في الزواج لذلك لا تعمم على الجميع.

البداية:

اليوم ستكون وجهتي لإحدى القضايا التي نشتهر بإعاقتنا الفكرية في التعامل معها وهي قضية المرأة المطلقة...

من هي المطلقة؟

هي طير لا جناح له، قصص جناحه كسور عاطفية، تسبّبها الرجل ودفعت أجرتها المرأة... الغريب بالأمر أن الأجرة ليست كأي أجرة تنتهي عند الدفع... بل تتراكم لضرائب تتجمع على كتفها الضئيل، لتستمر بدفع كل ما تحمل من قوة عقلية وقوة عاطفية في كل بقعة تلجأ لها وفي كل ملجأ يؤويها.

بالطبع، لا معيل لها سواها فقط، فالمجتمع جرّدها من ملابس الاحتواء، كل ما قدمه لها هو صكان، الأول بيعة كاملة لأُنوثتها... والآخر نظرات الاتهام... ثم أطلقها للحياة لتنتظرها ذئاب بشرية وعقول مريضة تنفث أمراضها النفسية والعقلية عليها نظرة ربما سوداوية بعض الشيء، لكن هذه صرخة كل مطلقة يرجع صداها لها، ولمثيلاتها من النساء قابلت ذات يوم إحداهن، أعجبني شموخها وقوتها وصلاحها العقلي واتزانها النفسي.

فسألتها هل أنتِ مطلّقة؟... أجابت بعزّة نعم... عاودتُ طرح سؤال آخر عليها، وكيف هو الطلاق؟ أجابت، راحة نفسية لعلاقة مصابة بمرض الموت فأعلن استئصال هذه العلاقة الحياة... هو بداية لحكاية انتهت بخبرة أخرى جديدة... هو قوة، هو الوقت التي تخرج المرأة جميع أسلحتها لتنجح.

ترددت بطرح سؤال ثالث عليها، فقوتها جعلتني أعجب بها كمطلقة، قبل أن أعجب بها كامرأة، شعرت بارتباكي فأشبعت فضولي باسترساله، في الكلام قالت، ينظرون لنا على أننا أنصاف بشر، أنصاف نساء... أيا كانت نظرة المجتمع، لم أعرها اهتماماً، بل قررت من يوم طلاقي أن أكتب حكاية جديدة، لفتاة ولدت منذ ذاك اليوم.

ولأن المبادرة هي أول خطوات النجاح، بادرت منذ تلك اللحظة أن أضع كلمتي أنا، غير خاضعة لأي كلمة أخرى سواي،هذه الكلمة هي... أنا امرأة كاملة لا يزيدني الزواج ولن ينقصني الطلاق... بل أنا من سأضيف لخبرتي السابقة خبرة جديدة ونجاحاً جديداً وامرأة جديدة. لوهلة سكنني الصمت كم تلك الفتاة رائعة، تألمت بليل الألم فأصبحت مشعة بالأمل، وجهت بوصلتها الشعورية من السلب إلى الإيجاب، لم تجلس طويلاً تبكي على الأطلال، بل نهضت، وكافحت، وأنجزت، وأثبتت جدارتها في تخطي ألمها النفسي.

جداً أعجبتني تلك الرائعة، جعلتني أراجع كلمة نصف امرأة وأعيد صياغتها من جديد، المطلقة ليست نصف امرأة، المطلقة هي «امرأة ونصف»...

تحياتي لكل مطلّقة جعلت حياتها أجمل بعد الطلاق.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي