No Script

إطلالة

كشف أسرار الجاسوس جيفري إبستين

تصغير
تكبير

لا يوجد بالدنيا سر لا ينكشف أمره، فقد اعتقد الملياردير الأميركي اليهودي جيفري إبستين، أنه يعيش في أسرار ثنائية بينه وبين الموساد، ولا أحد يستطيع أن يكشف أسراره في الولايات المتحدة كونه على علاقة وثيقة بالموساد، ولكن سرعان ما انكشف أمره فانكشفت لائحته الخاصة التي تضم أسماء شخصيات كبيرة يتصدرها رئيسان أميركيان ومشاهير وعلماء وفنانون ومغنون ذوو ثقل شعبي كبير، إذاً مَن هو جيفري إبستين، وما هي قصته؟

هو رجل أعمال في القطاع المالي، ذكي وصاحب نفوذ واسع في الولايات المتحدة وخارجها وهو من مواليد 1953 ومسقط رأسه في بروكلين - نيويورك، وولد لوالدين مهاجرين، كان والده فقيراً يعمل جامعَ قمامة، وفي بداية مشوار شبابه حصل جيفري على وظيفة مدرس في إحدى المدارس المرموقة في نيويورك، وعندما برز اسمه في الأضواء انتقل للعمل في مدرسة دالتون للعمل في سوق الأسهم بوول ستريت، وفي فترة وجيزة التحق في صفوف بنك الاستثمار.

وبعد سنوات قليلة تمكن جيفري بذكائه وأناقته من جمع ثروة ضخمة استطاع من خلالها فتح شركة مالية خاصة له، وكان يتعامل في حياته فقط مع الطبقة الغنية أصحاب المليارات من أجل التوسع في علاقاته الاقتصادية والسياسية ثم امتدت علاقاته العاطفية مع فتيات قاصرات حتى أتت له فكرة شراء أضخم جزيرة معزولة عن العالم في الكاريبي للاستمتاع بها في ملذاته الخاصة، ولاستغلال الفتيات القاصرات في الأعمال الجنسية وذلك لإشباع رغباته بغرض الدعارة والاتجار بالبشر.

وازداد نشاطه أكثر فأكثر مع الفتيات القاصرات ما بين 13 و14 عاماً في جزيرته الخاصة مع شخصيات سياسية وفنانين كبار حتى طفح الكيل وظهرت الشكوك حول سلوك جيفري الجنسي في عام 2005 تتعلق باتهامات حول احتجاز نحو 40 فتاة مراهقة معه في الجزيرة المشبوهة، إلا أنه سرعان ما أتم صفقة إطلاق سراح مع المدعي العام في ميامي عام 2007، ومن خلالها أقر جيفري حينها بأنه مذنب في تهم الدعارة وليس في جرائم أخرى، فتم الحُكم عليه بالسجن لمدة 13 شهراً كمرتكب جرائم جنسية وهذا ليس غريباً عليه، فمن ضمن هذه الادعاءات كانت إرغام جيفري، الفتيات الصغار على إقامة علاقات جنسية مع شخصيات سياسية كبيرة في جزر فيرجن الأميركية التي يمتلكها هذا المليونير، فلم يكتفِ جيفري، إلى هذا الحد بل واصل حياته الصاخبة متنقلاً بين مدن نيويورك وفلوريدا ونيو مكسيكو وباريس لإكمال مغامراته الجنسية حتى اعتقل مرة أخرى في عام 2019، حيث اتهمه مكتب الادعاء العام في نيويورك - مانهاتن بأنه جنّد الفتيات القاصرات للانخراط في فخ الأعمال الجنسية مقابل منحهن مئات الدولارات، وبذلك تمكن جيفري، من إنشاء أكبر شبكة دعارة في مملكته الخاصة، واللافت للنظر هنا أن جميع ضحاياه من دون السن القانونية.

وفي يناير من العام الجاري وكجزء من دعوى قضائية رفعت سابقاً ضد المليونير جيفري إبستين، كشفت المحكمة مجموعة من الوثائق المهمة عن قائمة تتكون من 180 اسماً تقريباً تتعلق بشخصيات كبيرة أصحاب نفوذ كانت على صحة مع المتهم جيفري، بما في ذلك رؤساء للولايات المتحدة والأمير البريطاني أندرو، وغيرهم من مشاهير.

والأهم من ذلك كله أن المحكمة الفيديرالية (المحكمة العليا) الأميركية وهي أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة والتي توصف بأنها المحكمة الأكثر شهرة في العالم قد رفعت السرية عن قضية جيفري إبستين، ليتم الإفصاح عن أسماء جديدة قد تهز سيرتها العالم لأن المحكمة العليا نشرت 900 صفحة من المستندات المتعلقة به، والمدان بارتكاب جرائم جنسية.

والمفاجأة هنا قد تكون حين الإفصاح لتفاصيل جديدة أخرى خلال الأسابيع المقبلة وفق صحيفة «واشنطن بوست»، وعلى الرغم من أن المليونير الجاسوس جيفري، كان متمسكاً ببراءته إلا أنه انتحر خلال أغسطس من العام 2019، وهذا ما أثار فضول الكثيرين للبحث عن الحقيقة، خصوصاً بعد أن عثر عليه مشنوقاً في زنزانته في سجن نيويورك مانهاتن أي بعد شهر من احتجازه.

مات المليونير الجاسوس جيفري، والسمعة السيئة تلاحقه إلى يومنا هذا أي بعد مرور 4 سنوات من وفاته، ويبقى السؤال هنا: هل هناك مؤامرة مخفية عرضته للقتل في السجن تحت غطاء الانتحار، أم أن الانتحار كان نتيجة إلى الإحباط الكبير الذي طال نهاية مشواره؟!

ولكل حادث حديث...

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي