No Script

قيم ومبادئ

المرأة وأخلاق الطفل!

تصغير
تكبير

هناك قاسم مشترك بين طبيعة المرأة وبعض تصرفات الطفولة... فتجد هناك من أخلاق الطفل، غَيرته الشديدة ونزقه السريع واستغراقه في ما بين يديه، وقصور نظره على الظواهر والقشور... ونفوره مما يُصلحه ويُرشده، مع محاكاته لكل ما يراه وتعويله في كل أموره على غيره، وتقلّبه في المواقف وولعه باستطلاع أسرار البيوت وافتنانه بالثناء والإطراء، على غرار قول الشاعر:

قل للمليحة بالخمار الأسودِ

ماذا فعلت بزاهدٍ متعبدِ

وهذا الضعف الذي يلازم بنات حواء، قد جعلهن يركنّ كثيراً على غيرهن، الأمر الذي جعلهن لا يرين قَدَراً لهن في نظر الناس إلا بقدر نظر الناس لهن... وتتعلق المرأة لهذا السبب، بكل رجل يُعرض عنها ولا يَحْفَل بها لأنها تحسب إعراضه نقصاً فيها...

وكثيراً ما تتعامل مع هكذا حال، بمحاولة استمالة ذلك المُعرضِ عنها، لتزيل ما علق بخاطرها من شك في قوة جمالها وشبابها ونفوذ سلطانها... والويل كل الويل لمن تعلم أن لها شأناً كبيراً عنده، فإن الإعجاب بها كل غايتها من الرجل، فإذا وثقت من إدراكها عنده، لم يتبق لها شأن معه وفرغت منه لتنظر تأثير جمالها في سواه!

ولعل هذا الذي يجعل المرأة أحياناً تستصغر نفسها مع الزوج الفاسق، وتستصغر الزوج الصالح معها!

وإذا ضربنا عن هذا الذِّكر صَفحاً وتركنا الفوارق بين المرأة والرجل وذهبنا إلى المساواة بعد وضوح قصورها عن الرجل (فسيولوجيا) وجدنا أن المساواة عبث لا موجب له ولا يُفيد!

فهذه أوروبا انتفضت فرفعت حواجز الطبقات ونزعت حوائل الهينات، فصار الناس في القانون سواء، وإن لم يكونوا كذلك في نظر الطبيعة!

فبعد أن كان للناس منازلهم، غدونا لا نميز بين أقدار الناس باختلاف ملابسهم... وكانت المرأة وبطبيعتها الطفولية أول من خطا إلى هذا المضمار، وراح أدنى النساء يقلدن أعلاهن في التبرج واقتناء الباروكات والمساحيق! واقتحام عمليات الشفط والتجميل... حتى ظهر لدينا «الجنس الثالث»، فكانت النتيجة أن استبيحت القيم وذهبت الأخلاق وتراخت ثقة الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، وصَدَفَ الناس عن الزواج، وكثرت حالات الطلاق لأدنى الأسباب...

ولعل العقلاء من الرجال، لما لحظوا ما وهبته المرأة من جمال الظاهر كيف تحتال به للتوصل إلى مطالبها وتستخدمه في مآربها... ولو أُوتيت من العلم والحكمة أو حوت من المُلك والعظمة! علم أنه حلّ منها محل القوة من الرجل، وأنها إنما وهبته يكون سلاحها الذي تحفظ به حياتها، وإذ اغبرّ الوجه مع الزمان ودخلت في الشيخوخة، فأولى بها أن تجدَّ إلى صقل وجهها وشد جلدها مع ما تعانيه من آلام العمليات والحُقن من أن تصول بسلاح سواه لا يدفع عنها أذىً ولا يرد من مصاوليها أي أحد...

الخلاصة

إنّ الرجل والمرأة صِنوان أصلهما واحد خُلقا ليعيشا معاً ولا بد لأحدهما من ميزة على الآخر لينتظم بها أمر البشرية بينهما، فمن يا ترى قرّر هذه الميزة، أليس هو الخالق الذي قال «وليس الذّكرُ كالأنثى»...

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي