No Script

مشاهدات

صوت الشعب

تصغير
تكبير

كان الخطاب السامي في جلسة القسَم لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله، وللمرة الأولى يقسم فيها سمو الأمير القسَم الدستوري ويتطرّق إلى ما حدث من سلبيات في السلطتين التنفيذية والتشريعية.

خطاب أثلج صدورنا وعبّر عما يدور في خلدنا كمواطنين.

تطرّق لنقاط مهمة عدة استهلّها صاحب السمو برثاء أخيه المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيّب الله ثراه، ذاكراً مناقب الفقيد وآلمه بفقد الأحبة، ثم بتحمله عبء الحكم والذي هو تكليف لا تشريف معاهداً شعبه بالاستمرار على العمل لما فيه مصلحة الوطن والمواطنين.

لقد ركّز سموه على الوحدة الوطنية التي تجمع جميع أطياف المجتمع في الوقوف معاً لحماية الجبهة الداخلية من العبث، ثم تطرّق لـ 4 ملفات ساخنة: (العفو، التعيين والنقل، رد الاعتبار والتجنيس)... وما اتخذ في شأنها من قرارات، ما أدى إلى اتخاذ القرار الحازم بوقف التعيينات وقرارات النقل والندب لفترة من الزمن.

من الواضح جلياً أن سموه متابع جيد لكل ما يدور في مؤسسات الدولة، ونستذكر خطابه في دور الانعقاد السابق عندما طلب من السلطة التنفيذية العمل الجاد والدؤوب لما فيه مصلحة الوطن، ودعا للاعتماد على «المراجع الخفي»، ولذلك أجزم بأن سموه متابع عن قرب لكل ما يدور في أروقة وزارات الدولة.

بات لزاماً الآن تطبيق القانون ومحاسبة المقصّر والمهمل في أداء عمله وتحسين المستوى المعيشي للمواطنين والمتقاعدين، وقد آن الأوان كي يخدمهم الوطن كما خدموه عندما كانوا في الخدمة.

لدينا مؤسسات رائدة لكننا نحتاج إلى تنظيم وإصلاحات جذرية، وصاحب السمو الأمير خير مَن ينظّم ويصلح، فهو أول من ألغى كتابة اسم العائلة في الحرس الوطني واعتمد تسجيل الاسم الثلاثي من دون ذكر القبيلة أو العائلة فالانتماء للوطن.

وهو أول من اعتمد نظام القرعة لاختيار المقبولين ممن اجتازوا الاختبارات للطلبة الضباط في الحرس الوطني بطريقة لا غبار عليها ويرضي به الجميع.

وتلك السُّنة الحسنة اتبعتها المؤسسات العسكرية ومن ثم طبّق هذا النظام على الطلبة الضباط في الجيش والشرطة والإطفاء العام.

للأسف إن الأداء الحكومي في الفترة السابقة كان ضعيفاً والتعيينات ذات المصالح الانتخابية الضيقة اعتمدت على الواسطة ولم تعتمد على الكفاءة، وكذلك كان لبعض نواب المجلس التشريعي دور في ذلك. وكما تداولت الأخبار كانت تتم التعيينات في إحدى الوزارات عن طريق الرسائل المرسلة (الواتس آب)! من دون إعلان ومن دون مهنية ولا عدالة للأسف!

يجب تغيير النهج في اختيار المسؤولين والمديرين العامين والوزراء ولتكن الأفضلية للكفاءة والخبرة، مع المتابعة والإشراف للتأكد من حُسن الأداء وتنفيذ ما هو مطلوب في الفترة الزمنية المحددة، ثم حل المشاكل التي تواجه المجتمع من فساد وهدر للمال العام.

إنّ المرحلة القادمة هي مرحلة التغيير وتطبيق القانون والإنجاز والمتابعة والمحاسبة والمساءلة لكل من يتعدى على القانون.

في هذه المرحلة الحساسة والملتهبة في العالم والوضع الإقليمي كلنا ثقة بتصحيح المسار من خلال الموقف الحازم من سمو الأمير، داعين المولى عز وجل له بالتوفيق، فالأمل الكبير معلّق على سموكم كي تنفضوا الغبار الذي تراكم لسنوات عديدة مضت وجعلت الدولة تتراجع في كل القطاعات.

والمطلوب الآن هو العمل الدؤوب للإصلاح العام وحل المشاكل التي يعاني منها المواطنون وتسريع القوانين التي تساعد على جلب الاستثمارات الخارجية للبلاد، على غرار الدول المجاورة.

نحن ككويتيين استمعنا لجميع خطاباتك يا سمو الأمير والتي تحث فيها على الترابط والوحدة في ما بيننا، وكذلك الحرص على تطبيق القانون على الجميع للوقوف على مسافة واحدة مع الجميع، والكل يترقب عودة الكويت إلى الازدهار والريادة في المحافل الدولية.

نسأل الله لك التوفيق لما فيه خير البلاد والعباد، وكلنا على ثقة بأن سمو الأمير سيتمكن من اجتياز جميع تلك الملفات بكل حِكمة ودراية.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله ربّ العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي