صوت القلم

الأمن السيبراني... وكشف معلوماتنا!

تصغير
تكبير

يُعرف الأمن السيبراني بأنه عملية حماية الأنظمة والشبكات والبرامج ضد الهجمات الرقمية... وتهدف تلك الهجمات السيبرانية الى الوصول لمعلومات حساسة ومحاولة تغييرها أو تدميرها بغرض الاستيلاء على المال من المستخدمين، سواء أشخاص أو مؤسسات أو كيانات حكومية.

ويمثل تنفيذ تدابير الأمن السيبراني تحدياً كبيراً نظراً لوجود عدد أجهزة يفوق أعداد الأشخاص، كما أن المهاجمين اصبحوا أكثر ابتكاراً ولديهم العديد من الخُطط المتنوعة من أجل الوصول الى مبتغاهم.

اليوم لا أعتقد أن احداً لم يتلق اتصالاً هاتفياً أو رسالة إلكترونية من شركات دعائية وتسويقية وحتى خيرية، تُحدثك باسمك وتسرد معلوماتك ولديها ربما أمورك المادية وحساباتك...

قبل سنوات كُنا نستغرب كيف حصلوا على أرقامنا ومن منحهم إياها. اليوم تطور الوضع لمعلومات حساسة بل حصل الكثير منهم على ما يريد، وحدثت عمليات سرقة ونصب واحتيال خصوصاً لكبار السن.

فهناك من يتصل ليوهمك بأنه موظف من البنك ويطلب تحديثاً للبيانات ورقم البطاقة السري، وذلك من أجل حماية بياناتك وبعدها يتم اكتشاف سرقة أموال من حسابك في البنك عن طريق تحويل مالي لأشخاص خارج البلاد. شخصياً تعرضت لذلك قبل سنوات عدة بعد عودتي من إحدى الدول الأوروبية وكنت استخدم بطاقة «ماستر كارت» في الشراء، ويبدو والله أعلم أن السرقة تمت من خلال سرقة معلومات البطاقة عن طريق كاميرا المحل، واتصلت بالبنك في وقتها ليتم إعادة المبلغ بعد أسابيع عدة.

هذا على المستوى الشخصي، لكن وقع الهجمات السيبرانية على إدارات ومؤسسات وبنوك الدول، أكثر ألماً وقوة ويمثل تحدياً دائماً وقلقاً مستمراً يتطلب إجراء الكثير من الاحترازات واليقظة.

كثيرة هي محاولات النصب والاحتيال، خصوصاً لدينا في الكويت ودول الخليج، لتمتعها بوفرة مالية، وهي تمثل مطمعاً للعصابات السيبرانية، فقد شاهدنا في وسائل التواصل الاجتماعي كيف تتم عمليات الاحتيال لدرجة وصل بهم التحدث باسم جهات حكومية تطلب معلومات خاصة وحساسة من العملاء وأحياناً تنجح خطتهم وتتم سرقة معلومات وأموال، كما حدث مع مذيعة كويتية معتزلة تمت سرقة 15 الف دينار من رصيدها عن طريق اتصال من إحداهن تدعي انها موظفة في صالون نسائي.

اليوم انتبهت الدول المقبلة على التطور والتقدم أن ما يحدث من هجمات رقمية يشكل حرباً اقتصادية تهدد الأمن المالي وتشكل خطراً حقيقياً على الاشخاص والدولة ومؤسساتها، فتم استحداث تخصص في كليات الجامعات الحكومية والخاصة يهتم بالأمن السيبراني، من أجل خلق جيل واعٍ وشباب متخصص في صد الهجمات السيبرانية الموجهة للأمن الوطني والمالي.

فكم أتمنى الاهتمام بهذا التخصص ومنح من يتخصص فيه علاوات تشجيعية تجعله تخصصاً جاذباً من أجل الحفاظ على أمن معلومات الدولة ومراكزها المالية ومؤسساتها الإستثمارية وشركاتها التجارية واقتصادها.

@mesferalnais

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي