أتفهم أن يغلق مطار الكويت لفترة محدودة، وأن يتم تغيير مواعيد هبوط الطائرات وإقلاعها بسبب هبوط طائر العقاب الذي يسمى بـ «الماكر» على المدرج، واحتلاله لمهبط الطائر الأزرق «الكويتية»... بل ونشكر العاملين في المطار على التعامل مع الموقف بشكل جيد وتطبيق إجراءات الأمن السلامة.
لكن من غير المفهوم، أن سبب مشكلة وتجمع طيور العقاب بالمئات في المدرج، هو مردم نفايات وضعته إحدى أغنى دول العالم بالقرب من المناطق السكنية ومطارها الدولي!
والأدهى من ذلك، أن هذا المردم من أسوأ مرادم النفايات في المنطقة أمنياً وبيئياً!
قبل أسبوعين تقريباً، قامت لجنة الشؤون البيئية في مجلس الأمة بزيارة مردم نفايات الدائري السابع بعد وصول مقطع مصور للنائب داوود معرفي، يكشف عن انبعاث غازات سامة من المردم!
وعند زيارة أعضاء اللجنة شاهدوا وشهدوا على وجود جبال من النفايات، التي تنذر بكارثة بيئية ومخالفات جسيمة تتحمّل مسؤوليتها كل أركان الدولة، أبرزها عدم وجود خطة اقتصادية وبيئية لإعادة تدوير هذه النفايات في الموقع الذي هو بالأصل كان موقع «دراكيل»، ولكن بقدرة قادر صار مردم نفايات.
تقارير ديوان المحاسبة عن المخالفات الأمنية والبيئية والخطر الذي لا يمكن التنبؤ به عن المردم ذاته، كفيلة بأن تقيل حكومة بأكملها، ولكن للأسف ما يحدث على أرض الواقع هو مجرد تكرار لتصريحات صارت مملة وكلام لا يقدم ولا يؤخر، مع أن الموضوع يحتاج قراراً مسؤولاً بإنشاء مصانع تدوير للنفايات بالتكنولوجيا الحديثة في مناطق صناعية بعيدة عن المناطق السكنية والتي ستكون ربحية ولها عائد على اقتصاد البلاد.
نعم... الموضوع بهذه البساطة، لكن يبدو أن هناك من يستفيد من هذا الوضع خصوصاً أن النفايات تعتبر ثروات وطنية وكنزاً لا تقل أهميته عن البترول.
على كل حال... زيارة لجنة الشؤون البيئية في مجلس الأمة لمردم نفايات الدائري السابع مكرّرة ولا شيء جديداً فيها سوى أن النائب الجديد داوود معرفي شاهد الجرائم البيئية بعينه.
ودمتم سالمين.