وسط غزة... «تهجير» المُهجرين مُجدداً
- «القسّام» تُدخل «سام 18» و«سلاح الشيطان» إلى ساحة المعركة
- مداهمات واعتقالات إسرائيلية في الضفة تستهدف وقف تمويل «حماس»
ارتحلت، أمس، عشرات الآلاف من الأسر الفلسطينية النازحة بالفعل، مرة أخرى، في خضم موجة نزوح جماعي جديدة في وسط غزة، حيث قصفت القوات الإسرائيلية التي تصعد هجومها، مناطق تعج بالفعل بالذين طردوا من شمال القطاع.
في المقابل، وفي مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية، أدخلت حركة «حماس»، للمرة الأولى، سلاحين جديدين لساحة الحرب، التي خلّفت حتى ظهر أمس، أكثر من 21320 شهيداً و55603 إصابات منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ونشرت «كتائب القسّام»، الأربعاء، مقاطع فيديو لاستهداف مروحية عسكرية شرق مخيم جباليا بصاروخ «سام 18»، أحد الأسلحة الفتّاكة، سوفياتية الصنع، كذلك استهداف قوة إسرائيلية بصاروخ «برو إيه» RPO-A الملقّب بـ «قاذف اللهب» أو «سلاح الشيطان».
وإلى الجنوب، قصفت القوات الإسرائيلية المنطقة المحيطة بمستشفى في قلب خان يونس، المدينة الرئيسية في جنوب القطاع، حيث يخشى السكان من توغل بري جديد داخل الأراضي المكتظة بالعائلات التي شردت خلال الحرب.
وصعدت إسرائيل حربها البرية في غزة منذ عشية عيد الميلاد، رغم المناشدات، لتقليص الحملة في الأسابيع الأخيرة من العام.
وينصب التركيز الرئيسي للقتال حالياً في مناطق الوسط إلى الجنوب من وادي غزة، الذي يقسم القطاع، حيث أمرت القوات الإسرائيلية المدنيين بالإخلاء مع تقدم دباباتها، وحيث سقط نحو 50 فلسطينياً وإصيب العشرات في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي مكثف استهدفت مربعات سكنية ومنازل مأهولة، شملت جباليا وبيت لاهيا شمالاً وخان يونس والمغازي في جنوب القطاع ووسطه.
وتوجه عشرات الآلاف من النازحين من مناطق النصيرات والبريج والمغازي (وسط) جنوباً أو غرباً، أمس، إلى مدينة دير البلح المطلة على البحر المتوسط والمكتظة بالفعل، ويتكدسون في مخيمات بنيت على عجل من الخيام الموقتة.
وأفادت وكالة «الأونروا»، في منشور على منصات التواصل الاجتماعي، منددة بـ «التهجير القسري» بأوامر من إسرائيل، إن «أكثر من 150 ألف شخص - أطفال صغار ونساء يحملن أطفالاً وأشخاص ذوي إعاقة وكبار السن - ليس لديهم مكان يذهبون إليه».
وقال سكان ومسلحون إن الجزء الشرقي من البريج كان مسرحاً لقتال عنيف صباح أمس، مع توغل الدبابات من الشمال والشرق.
وتعرضت خان يونس، التي تتقدم فيها القوات الإسرائيلية، لقصف عنيف صباح أمس، من طائرات حربية ودبابات بالقرب من مستشفى الأمل الواقع إلى الغرب من مواقع التمركز الإسرائيلية، ما أدى إلى استشهاد 18 فلسطينياً وإصابة العشرات.
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح أمس مقتل ثلاثة جنود في صفوفه.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية، بأن مسؤولاً أمنياً أقر أمس، بأن الغارات الجوية على مخيم المغازي ليل الأحد وأدت إلى استشهاد 70 فلسطينياً، استُخدم فيها «سلاح غير مناسب».
مداهمات في الضفة
وفي ظل الخشية من اتساع نطاق النزاع في الأراضي الفلسطينية وجبهات أخرى، داهمت القوات الإسرائيلية أمس، 10 مكاتب صرافة وتحويل أموال في رام الله ومدن أخرى في الضفة الغربية المحتلة، وصادرت ملايين الدولارات التي يشتبه بأنها موجهة لتمويل «حماس».
وذكر بيان عسكري، أن الشرطة والجيش وعناصر من جهاز «الشاباك»، اعتقلوا 21 شخصاً في مدن رام الله وطولكرم وجنين والخليل.
وأضاف أنه «تم خلال العملية العثور على أموال للإرهابيين ومصادرة عشرات الملايين من الشواكل وخزائن ووثائق وأنظمة تسجيل وهواتف».
وتابع الجيش أنه إضافة إلى مقدمي الخدمات المالية، استهدفت العملية أيضاً العملات المشفرة، مع مشاركة وحدة خاصة للجرائم الإلكترونية في التحقيق.
ونقلت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، عن وزير الدفاع يوآف غالانت، أنه سيعلن، 5 شركات صرافة في الضفة «منظمات إرهابية».
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، من جهتها، بأن شخصاً واحداً على الأقل قتل وأصيب 14 في اشتباك بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين في وسط رام الله.