هل ضاعت سنة من عمرك أم كسِبت فرصة جديدة ؟
بعد ثلاثة أيام من اليوم تبدأ سنة جديدة بالتقويم الميلادي، وهو التقويم الذي تبنته دول العالم في معظمها وحمل اسم التقويم الميلادي لأن احتساب السنين فيه بدأ من سنة ميلاد المسيح عليه السلام، كما كان يعتقد واضعُ هذا التقويم، وهو الراهب الأرمني دنيسيوس الصغير المتوفى عام 544 ميلادي في الإمبراطورية البيزنطية.
إن احتفال الإنسان بقدوم العام الجديد احتفال قديم جداً، فقد جرى الاحتفال ببداية العام الجديد للمرة الاولى منذ 4000 عام في مدينة بابل القديمة، وعلى الرغم من أن البابليين لم يكن لديهم تقويم مكتوب، إلا أنهم استعانوا بالفصول؛ ورصدوا بدايات العام الجديد في أواخر مارس مع حلول فصل الربيع.
إن الاحتفال بالعام الجديد يعني خسارة عام من عمر الإنسان، لكن الناس جميعهم يحتفلون باستقبال العام بالفرح والابتهاج، وهو من الغرائب أن تقام للخسارةِ أفراح!
وربما يعود ذلك إلى عشق الإنسان للبدايات الجديدة أكثر من حزنه للخسارات، ولتأكيد أهمية البدايات الجديدة قدّم باحثون من جامعة بنسلفانيا في نوفمبر عام 2013 توثيقاً لمصطلح أطلقوا عليه «تأثير البداية الجديدة»، ويقصد الباحثون بهذا المصطلح أن المعالم الزمنية البارزة، مثل بداية العام الجديد، غالباً ما تُحفّز السلوك الطموح؛ وتعيد الأمل لخطط نظنها ماتت...
فخلال ثلاث دراسات، وثّق الباحثون الظاهرة من خلال مجموعة واسعة من الناس، فالدراسة الأولى تابعت أرشيفات مُحرك البحث (غوغل) لمعرفة متى بحث الأشخاص عن كلمة «نظام غذائي»، فوجد الباحثون أن عمليات البحث قد ارتفعت بنسبة 82 في المئة بعد ليلة رأس السنة مباشرة.
وفي الدراسة الثانية، نظر الباحثون في ملفات السجّل الخاصة بصالات الألعاب الرياضية فوجدوا زيادة كبيرة للاشتراك بها في بداية العام والأسابيع اللاحقة.
اما المتابعة الثالثة فكانت لإحصاء عدد من يتعهد بتحقيق هدف له فوجدوا أن معظم تلك التعهدات تكون مع بداية العام الجديد.
إذاً العام الجديد هو بداية جديدة لنا جميعاً؛ وبالذات لك أيها الشاب وأيتها الشابة، إنه إحساس يتجدد ليمنحك الأمل؛ والرغبة في التحسين؛ والتطوير، هذا هو المعنى الحقيقي للعام الجديد، إنه معنى راقٍ بعيداً عن الفساد وممارسة الانحرافات التي تُضاعف الخسارة، إنه فرصة جديدة لتَنسى إخفاقاتك؛ أو أي إحباط تعرضت له، إنه أيضاً إحساس جميل لزيادة النجاحات والاستمرار بالترقي فوق سلم النجاح.
أملٌ جديدٌ وبابٌ سيُفتح لك بعد أيامٍ قليلة؛ فجدّد حياتك؛ وأحسِن الاستفادة منه؛ وارتقِ بالتفاؤل وحسن الخلق فهما أدوات النجاح.