اقرأ ما يلي...

عالم بلا رجال

تصغير
تكبير

الكارتون من أهم المسليات التي يهتم بها الأطفال لما تحمل من رسائل مبالغة فكاهية ورسائل توعوية واجتماعية، وهي من أقوى وسائل جذب انظار الاطفال وتعليمهم، ما دفع الكثير لنشر ثقافاتهم وتطلعاتهم في أفلام الكارتون. أتذكر في طفولتي، كنت اعتقد أن الفتاة لابد أن تتزوج من أمير أو شجاع، ويجب عليها المكوث في المنزل أو النوم في سريرها، ولا حبذا لو كانت هنالك ساحرة شريرة أو أخرى طيبة، فالشريرة تدفع أميرها للدفاع عنها وتخليصها من تعويذة الشر، والطيبة تساعدها على ايجاد عريسها المنتظر.

اذاً فالعناصر محددة، امرأة جميلة وضعيفة، أمير أو فارس شجاع يحبها، السحر... تربينا على أن نرى تلك الرسوم متكررة في حياتنا كي ترسخ أفكاراً اجتماعية معينة.

رفض العديد من النساء أن يكن من تلك النوعيات وكنت معهن في ذلك، فالمرأة قوية حالمة تحب العلم، تجتهد لنفسها ولمجتمعها أيضاً.

أين المشكلة في أن تتعب قليلاً حتى تحصل على ماتريده بدلاً من بقائها أمام النافذة، أو في سريرها، أو وحدها مع سبعة أقزام غرباء عنها ؟

اليوم زاد تركيزي على أفلام الكارتون بما تحمل من قصص غريبة معاكسة تماماً وبعيدة عن الوسطية، فالمرأة شجاعة وقوية وذكية وهي القائمة على ادارة الحياة والمنزل لدرجة لا ضرورة من وجود رجل... فزوجها غبي ضعيف يفقد تركيزه كثيراً ويعتمد عليها في شؤون الحياة والخروج من أي ورطة.

الغريب أن معظم هذه الأفلام كانت لها أجزاء سابقة وبطلها رجل ذكي ومفعم بالحيوية والقوة، ليأتي الجزء الرابع حتى يضعه في صورة شارد الذهن الذي يحتاج لقوة صديقته أو زوجته التي مع قوتها تحاول اظهار ضعفه بمعاتبته أو اضحاك الناس عليه...

بعض تلك الاجزاء جعلتني أكره الاجزاء التي تسبقه أيضاً لانها محت جمال الفيلم ومعناه.

نعم،كان هنالك اضطهاد للمرأة في فترات من الزمن، لكن أن يُقابل بالمثل، فذلك من أفشل الطرق التي ممكن أن تواجه المرأة من يحاربها.

الحياة خلقت ليكمل الرجل المرأة والعكس. لم يُخلق البشر كي يحاربوا في اظهار فشل الجنس الآخر واضطهاده.

لماذا تسمح المرأة بالدفاع عنها عن طريق استغباء الرجل؟ ولماذا يظهر الرجل اليوم بتلك الصورة المبالغة في الأفلام وأفلام الكارتون؟ وما تبعات تلك الرسائل في عقول الأطفال ؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي