وداعاً أمير التواضع والإنسانية
رحل فقيد الكويت والأمة العربية والإسلامية، المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، بعد مسيرة حافلة من العطاء، نالت تقدير المجتمع الإقليمي والدولي، فرحيل أمير التواضع والإنسانية ليس مصاباً للشعب الكويتي وحسب، بل هو مصاب جلل للخليج والعرب والعالم.
وأستذكر تولي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، طيب الله ثراه، مقاليد الحكم في الكويت في العام 2020، حينها كان العالم يمر بتحديات خطيرة، ومرحلة حرجة ازاء جائحة كوفيد-19، ما خلف تداعيات اقتصادية حادة انعكست سلباً على الاقتصادات العالمية، إلا أن حكمة سموه وديبلوماسيته الهادئة، استطاعت العبور بالكويت إلى بر الأمان.
تعجز كلمات الثناء عن وصف أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، حيث كان يتسم بصفات السماحة والرحمة والطيبة، وعرفت سياسته بالديبلوماسية الهادئة والراقية، في توقيت اتسم بتصفير المشكلات في المنطقة والتركيز على التنمية، نال بها مكانة عظيمة على الصعيدين الإسلامي والدولي، لحرصه المتواصل على توحيد الصفوف وتعزيز اللحمة الخليجية والعربية، وتقديم العون الإغاثي لكل محتاج في مختلف الأزمات الإنسانية، وهو ليس بغريب على حكام الكويت السابقين من أسرة آل الصباح الكرام، رحمهم الله.
وستستمر بإذن الله مسيرة العطاء في العهد الجديد، بقيادة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله، الذي رسم في أول خطاب له بعد توليه مقاليد الحكم، معالم خارطة الطريق لمسيرة الكويت خلال الفترة المقبلة، والتي ركزت على التأكيد على الوحدة الوطنية، والاستمرار في التزامات السياسة الخارجية على مختلف الصعد الخليجية والإقليمية والدولية، بما يعزز من دور الكويت الريادي، والعمل على رفعة الوطن وتقدمه، ما يعكس مستقبلاً مبشراً يدفع نحو التنمية، فالكويت دولة مالكة لأحد أهم الصناديق السيادية في العالم، وتستطيع بقدراتها الاقتصادية والتنموية تحقيق نجاحات واسعة في مشاريع التنمية المستدامة، والانتقال إلى عصر ما بعد النفط، جنباً إلى جنب مع أشقائها في دول الخليج العربي.
وهو ما يأخذنا إلى الحديث عن العلاقات التاريخية المتميزة بين الإمارات والكويت، فما يجمع البلدين من إرث كبير من الأخوة والترابط والمصير المشترك، حقق تكاملاً فريداً في الرؤى المشتركة في مواجهة التحديات، حيث شهدت العلاقات الثنائية محطات بارزة، أرسى دعائمها المغفور لهما بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ صباح السالم الصباح، ثم الشيخ جابر الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، ما جعلها حقبة تاريخيّة مهمة، كان لها الأثر الكبير في تأسيس كيان مجلس التعاون الخليجي.
وتوطدت وازدهرت العلاقة الإماراتية-الكويتية، خلال عهد المغفور لهما بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، واستمر التطور البارز في العلاقات خلال عهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، حفظه الله، والشيخ نواف الأحمد الصباح، طيب الله ثراه، في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، لتصبح العلاقة بين البلدين نموذجاً مهماً للروابط الأخوية.
فما يجمع العلاقات الإماراتية - الكويتية من أولويات وإستراتيجيات وطموحات مشتركة كبير، وسيستمر البناء عليه وتطويره، في ظل قيادة سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وسمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظهما الله، لتحقيق المزيد من التكامل على كافة الأصعدة. وخصوصاً لو علمنا أن الإمارات من أهم الشركاء التجاريين لدولة الكويت، التي تعتبر أيضاً من أهم مصدري السلع غير النفطية لدولة الإمارات، وهو ما أكده سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عبر حسابه في منصة «إكس» بقوله: «سنواصل العمل معاً من أجل تعزيز علاقاتنا الأخوية لمصلحة شعبينا، ودفع مسيرة العمل الخليجي المشترك إلى الأمام، لما فيه الخير لشعوب المنطقة».
رحم الله أمير التواضع والإنسانية، الشيخ نواف الأحمد الصباح، وأعان الله سمو أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، لما فيه رفعة وتقدم وازدهار الكويت الشقيقة.
* كاتب وباحث إماراتي