No Script

من الخميس إلى الخميس

شعبُ الخير والسلام

تصغير
تكبير

الشعوبُ لها طِباعٌ ومزايا، وقد أفاض كثير من علماء الاجتماع وعلى رأسهم ابن خلدون، أفاضوا في تفسير الفروقات بين الشعوب، وقد عبّر ابن خلدون بقوله (إن النفس إذا ألفت شيئاً صار من جبلتها وخلقتها)، عبّر بهذا القول للدلالة على اختلاف الطبائع والسجايا بين الشعوب، مؤكداً أن النفوس إذا اعتادت على صفة فإن هذه الصفة تصبح ملتصقة في أخلاقها وجبلتها، ولو كان ابن خلدون معنا اليوم لأشار إلى تلك الروح السائدة والصفة الثابتة لدى الشعب الكويتي نحو حب الخير والرغبة في العيش بسلام، وربما اجتهد في تفسير أسبابها.

إن هذه الصفات الطاغية على شعب الكويت جعلتهم متضامنين ومتعاونين في حب الخير والعيش بسلام، متضامنين رغم تنافسهم وأحياناً صراعاتهم، لهذا تجدهم في الملمّات نفساً وروحاً واحدة، يبحثون عن السلام ويتعاونون على الخير، فحين انتقل صاحب السمو الأمير نواف الأحمد، إلى رحمة الله تعالى، اتحدّت قلوب الكويتيين جميعاً نحو هدف واحد وهو الدعاء بالخير إلى قائدهم والحزن على فقده؛ والحفاظ على سلام وطنهم.

قد يعتقد من هو بعيد عن صفات هذا الشعب أن الانتخابات والحرية النسبية فرّقت بين أبناء الكويت، أو يظن البعض أن الطائفية أو القبلية أفسدت طبائع الكويتيين، من اعتقد ذلك أو ظنّ هذا فهو لم يدرك أصالة التسامح وحب الخير في شعب الكويت.

إن سياسة الكويت الخارجية هي انعكاس لصفة الشعب، فأصالة حب الخير جعلت كل كويتي وفي أي مكان هو شمعة للخير، ولن تجد تجمعاً للكويتيين، سواء طلبة أو غيرهم، في خارج الكويت إلا وتجد لديهم صندوقاً لمساعدة المحتاجين، فعلنا نحن ذلك ونحن طلبة في دراستنا في الخارج؛ وفعله غيرنا في كل مكان، هذه طبيعة متأصّلة في شعب الكويت وهي عادة قائدة يتبعها بعد ذلك الخيّرون من غيرهم.

أما حبُّ السلام فهو الذي يدفعهم إلى تلك السياسة المعتدلة في كل علاقاتها، فهي لا تُغضب أحداً ولا تستعدي أحداً بل تتغاضى حتى عن الإساءة رغبةً في نشر المحبّة والسلام، إنها شخصية دولةٍ وشعب جعلا الخير والسلام منهاجاً لهما.

رحِمَ اللهُ سمو أميرنا الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح، رحمةً واسعةً وبارك الله في سمو أميرنا الحالي الشيخ مشعل الأحمد الصباح، وجعل في خطواته الإصلاح ونشر الخير والسلام، اللهم آمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي