خطاب صاحب السمو نزل برداً وسلاماً على المواطنين والنخب السياسية
الكويت لأمير الإصلاح: سمعاً وطاعة
نزل النطق السامي لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد برداً وسلاماً على المواطنين والنخب السياسية والاجتماعية، وسط إشادات واسعة بما تضمنه من إعلاء لقِيَم محاربة الفساد والفصل بين السلطات وتفعيل المحاسبة.
وأكدت فعاليات سياسية واجتماعية ودينية لـ«الراي»، أن «الخطاب جاء كرمانة ميزان، وإعادة المياه إلى مجاريها»، وأن سمو الأمير «عُرف بالحزم، وجاء الخطاب السامي كصفحة جديدة من التاريخ السياسي الكويتي عنوانها الحزم والوضوح ودولة القانون».
وأشاروا إلى أن «هذا الخطاب يستكمل السور الذي بناه الكويتيون، سواء كان الأول أو الثاني أو الثالث، فهذه الأسوار حمت الكويت، وجاء هذا الخطاب ليحمي الكويت، وبقدر ما كان قوياً بقدر ما أكد على دور المؤسسات وأن تقوم كل مؤسسة بدورها بشكل مستقل تحت ظل راعي الجميع وهو صاحب السمو».
كما أجمع عدد من الأكاديميين الكويتيين، في تصريحات لوكالة «كونا» أن النطق السامي رسم صورة متجددة للعقد الاجتماعي بين أسرة آل صباح والشعب الكويتي لبناء الكويت الحديثة.
معصومة المبارك: «إعلان حرب» على الفساد والفاسدين
وتحديد خريطة طريق للإصلاح
قالت أستاذة العلوم السياسية النائب والوزيرة السابقة الدكتورة معصومة المبارك، «أتوجه لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح بخالص التهنئة، والدعاء أن يسدد الله تعالى خطاه وأن يكون خير خلف لخير سلف»، لافتة إلى أن «الخطاب يعكس الشخصية العسكرية الحازمة لصاحب السمو الشيخ مشعل، فقد جاء مباشراً وواضحاً ومحدد الملامح ولا يحتمل التأويل ولا التفسير».
ولفتت إلى أن «الخطاب تضمن رسائل واضحة، لعموم الشعب كونه يخاطب الشعب من خلال النواب، كما وجه رسائل واضحة للسلطتين التشريعية والتنفيذية»، معتبرة أنه «أبرزها عدم الرضا والامتعاض عن ما تم من السلطتين في الفترة الأخيرة وأن كل منهما لم يخدم المصالح العليا للبلاد ومصالح المواطنين، ما أدى للإضرار بمصالح الكويت والكويتيين، في ملفات هي في غاية الأهمية والحساسية مثل ملف التجنيس المتعلق مباشرة بالهوية الوطنية، لأنه عندما يُعبث بالتجنيس فهذا يعني أنه تم العبث بالهوية الوطنية، وكذلك ما حدث في ملف العفو والاستعجال غير المبرر في قانون رد الاعتبار، وملف التعيينات في المناصب وفقاً للأهواء وبعيداً عن الكفاءة والاستحقاق، ما يعني أن سموه لن يتوانى في ممارسة الحزم لإيقاف أي عبث بمصالح البلاد والعباد، والتصدي لأي خلل في الممارسات سواء من السلطة التنفيذية أو التشريعية، والهدف هو إعلاء اسم الكويت».
ولفتت المبارك إلى أن «سموه علل سكوته في المرحلة السابقة قبل وفاة أميرنا الراحل طيب الله ثراه، بأنها كانت طاعة لولي الأمر، وهذا ما يجب أن يكون من الجانب الشرعي، أما وقد آلت إلى سموه الأمور، فليس ثمة مجال لاستمرار السكوت، واستمرار عدم اتخاذ خطوات جادة في تصحيح المسار وتعديل الاعوجاج في هذه الملفات الخطيرة وغيرها حتى ينصلح الحال».
ووصفت المبارك الخطاب بأنه «إعلان حرب على الفساد والفاسدين، وبالتالي فإن محاربة الفساد في المرحلة المقبلة لن تكون كما كانت في المرحلة السابقة، بل ستكون هناك جدية ومحاسبة للفاسدين بشكل مباشر وربما يكون بشكل علني، وهذا هو المطلوب حتى يُعلن اسم الفاسد وعقوبته ليكون درساً وعظة للآخرين»، مشيرة إلى أن «الخطاب حدد خريطة طريق للإصلاح من السلطتين التنفيذية والتشريعية ولم يبرئ أي منهما بل حملهما المسؤولية كاملة لما آلت إليه الأمور».
وأشارت إلى أن «الخطاب السامي كذلك توجه لمعالم علاقات الكويت الإقليمية والعربية والدولية، وأن الكويت ستستمر وفية في التزاماتها ولن يكون هناك أي تغيير في سياسة الكويت الخارجية، وهذا ما يطمئن جيراننا الإقليميين سواء في مجلس التعاون الخليجي وإيران وغيرها، وكذلك على المستويين العربي والدولي، فالكويت ليست بصدد إحداث مفاجآت في السياسة الخارجية بل ستستمر في سياستها الخارجية وستظل وفية لالتزاماتها بما يستوجبه دورها الإقليمي والعربي والدولي».
الجيران: لولا الله سبحانه ثم هذا الخطاب
... لم نكن لنعرف أين ستستقر الدولة
- مشعل الحزم اسمٌ على مسمى
- في تاريخ الكويت الذي عشته منذ الصغر لم أجد خطاباً يضاهي هذا الخطاب
- رسالة واضحة ومحددة ومباشرة لا تحمل تأويلاً
- رمانة الميزان لضبط المسار وأعاد الأمور إلى مسارها الصحيح
اعتبر النائب السابق الدكتور عبدالرحمن الجيران أن «النطق السامي هو رمانة الميزان لضبط المسار على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية»، لافتاً إلى أنه «أعاد المياه إلى مجاريها، وأعاد الأمور إلى مسارها الصحيح عبر رسالة واضحة ومحددة ومباشرة، ولا تحمل تأويلاً».
وبيّن أن «التأويل لخطاب صاحب السمو يصب في اتجاه واحد وهو استعادة دور الدولة الجديد، فمشعل الحزم اسم على مسمى ووصف صحيح للموصوف»، مضيفاً «نأمل أن يكون الكل قد استوعب الدرس وأن يعمل الجميع بمقتضى هذا الخطاب».
وقال: «في تاريخ الكويت الذي عشته منذ الصغر، لم أجد خطاباً يضاهي أو يسمو لخطاب سمو الأمير الشيخ مشعل فهو خطاب يمثل مفهوم الدولة الصحيح»، معتبراً أن «هذا الخطاب انتشل الدولة من متاهات لولا الله سبحانه وتعالى ثم هذا الخطاب لم نكن لنعرف إلى أين ستستقر الدولة، لكنه أتى في الوقت المناسب والظرف المناسب على الرغم من الألم الذي يعتصر قلوبنا جميعاً لفراق أمير العفو سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراه».
واعتبر أن«هذا الخطاب يستكمل السور الذي بناه الكويتيون، سواء كان الأول أو الثاني أو الثالث»، مشيراً إلى أن «هذه الأسوار حمت الكويت، وجاء هذا الخطاب ليحمي الكويت من الانحراف والتهديد والتطرف، وبقدر ما كان هذا الخطاب قوياً بقدر ما أكد على دور المؤسسات وأن تقوم كل مؤسسة بدورها بشكل مستقل تحت ظل راعي الجميع وهو صاحب السمو ومسند الإمارة... وفي مقبل الأيام لا بد من أن نشد الحزام على البطون ونفكر بمفهوم الدولة بشكل صحيح».
محمد ذعار العتيبي: خطاب محاسبة
ينم عن شخصية سموه المعروفة بالحزم
قال رئيس جمعية النزاهة الوطنية المحامي محمد ذعار العتيبي إن «خطاب صاحب السمو جاء شاملاً لكافة الملفات التي تشغل بال المواطن، وهو خطاب محاسبة ينم عن شخصية سموه التي عرفت بالحزم واحترام القانون وتطبيقه، إيماناً بأهمية العدالة في المجتمع»، مشيراً إلى أن «الجميع يستبشر أن هناك محاسبة للفاسدين، لأن محاربة الفساد ليست فقط مرتبطة بدولة الكويت بل هي شأن دولي يقودنا للتنمية المستدامة وبناء الإنسان الحقيقي، لأن عدو الإصلاح والتنمية هو الفساد».
وشدد على «أننا مقبلون على دولة قانون طالما أن ثمة توجهاً سامياً لمحاربة الفساد بقيادة حضرة صاحب السمو الذي نشأ وترعرع في بيت الحكم»، لافتاً إلى أن «سموه عُرف بالجانب العسكري الذي يضيف للإنسان الدقة في الأعمال واحترام القانون، وهذا كله سنشهده على أرض الواقع من خلال تطبيق ما تطرق له سموه في نطقه السامي».
كما أصدرت جمعية النزاهة الوطنية الكويتية بياناً باركت فيه لسمو الأمير «مبايعة شعبه له كحاكم، مستكملاً مسيرة قيادة دولة الكويت كقائد مسيرة وراعي نهضة وتقدم وبناء لمسيرة قادها حكام من أسرة الخير أسرة الصباح، الذين ساهموا بمختلف مراحلهم بدعم واستمرار وبقاء دولة القانون والمؤسسات».
وجاء في البيان أن «مسيرة الشيخ مشعل الأحمد حفظه الله ورعاه مسيرة حافلة مع بيت الحكم، حيث إنه سليل بيت حكم منذ تاريخ حكم والده الشيخ أحمد الجابر طيب الله ثراه إلى أن أصبح عوناً وسنداً لإخوانه الحكام رحمهم الله».
وأضافت الجمعية «عُرف الشيخ مشعل الأحمد بالحزم في اتخاذ القرار، والحرص على دعم كل ما يعزز المساواة والعدالة بالمجتمع، ما يؤكد أننا نشهد مرحلة حزم ومحاربة الفساد وتعزيز النزاهة».
المكيمي: صفحة جديدة
عنوانها الحزم والوضوح ودولة القانون
قالت أستاذة العلوم السياسية الدكتورة هيلة المكيمي، «لقد عبر الخطاب السامي عن نفسه بوضوح في صفحة جديدة من التاريخ السياسي الكويتي، عنوانها الحزم والوضوح ودولة القانون وهي مطالب نادى بها منذ فترة الإصلاحيون والخيرون من أبناء هذا الوطن»، لافتة إلى أن «الحزم ودولة القانون هما المظلة التي يجد المواطن تحتهما ضالته، حيث العدالة وتكافؤ الفرص».
ولفتت المكيمي إلى أن «النطق السامي، اتسم بالتمسك بالمبادئ الدستورية التي قامت عليها الكويت والتي تشكل الإطار السياسي وتحدد العلاقة بين الحاكم وجموع المواطنين»، مشددة على أن «الكويتيين تلقوا ببالغ الرضا الخطاب السامي، فهو بداية الطريق نحو الإصلاح، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية والنهوض الاقتصادي الذي يتطلع إليه الجميع، لاسيما وأن الرؤى الاقتصادية الطموحة قد رُسمت منذ زمن، وبات من الضروري الانتقال من مرحلة التخطيط إلى العمل والتنفيذ».
الحاي: أجاد سمو الأمير وأفاد في خطابه
قال الداعية حاي الحاي: «لقد أجاد وأفاد سمو الأمير حفظه الله سبحانه وتعالى في خطابه الرائع المانع الذي بدأه بذكر مناقب سمو الأمير الراحل رحمه الله وبيّن فضائله»، لافتاً إلى أن «سمو الأمير تطرق كذلك إلى ضرورة التمسك باللحمة الوطنية ومحاربة الفساد، ومحاربة الجشع والطمع والخيانة فإنها معاول هدم للدولة، كما بيّن ضرورة التمسك بالأخلاق العظيمة التي تحلى بها نبينا».
وختم الحاي تعليقه بالدعاء لصاحب السمو أمير البلاد قائلاً «بارك الله فيه وفي جهوده وحفظه وحفظ به البلاد والعباد».
أحمد حسين: عصر جديد نحو الازدهار
المبني على الالتزام والحكمة والبصيرة
رأى الشيخ الدكتور أحمد حسين أن النطق السامي «امتاز بارتقاء مهم وفوق العادة، أخذاً بالاعتبار منعطفات الواقع السياسي المحلي و العالمي».
ولفت إلى أن «الخطاب انتهج ما تدعو إليه البصيرة الثاقبة التي تكشف عن الواقع وخباياه لتُغيّره، وما ينبغي أن يكون عليه الفعل السياسي في الكويت، ولم ينحاز إلى الجهتين السياسيتين، الحكومة والمجلس، بل كانت رسائله حفظه الله رسائل للتطبيق والالتزام بمبدأ الموضوعية، وتجنب كل ما من شأنه الإخلال بأمن الوطن و المواطن و رفاهية العيش الكريم».
وأضاف «إننا موعودون بعصر جديد يقوده صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح نحو الازدهار المبني على الالتزام والحكمة والقدرة والبصيرة، وفقه الله وبارك في عمره».
السيف: الأمير صارَحَ الشعب
وشخّص مواطن الخلل
أكد الأستاذ المساعد في قسم التاريخ بجامعة الكويت الدكتور بدر السيف أن خطاب سمو الأمير يُقدّم رؤية واضحة وعازمة على التغيير الجذري، والثبات على مرتكزات الكويت والالتزام بالدستور والوحدة الوطنية.
وأضاف أن «سموه صارح الشعب عبر خطابه حيث شخّص مواطن الخلل، داعياً إلى الالتزام بالدستور والقوانين وتجسيد القيم الكويتية في التواصل والحوار».
وأشار إلى تركيز سمو الأمير في خطابه على الأمور المتعلقة بالأمن والاقتصاد وتحسين المعيشة ومكافحة ومحاربة الفساد، مبيناً أن «تلك الأمور بلا شك ستتصدر أولويات الحكومة في المرحلة المقبلة».
الهاشمي: رؤية قيادية وحكمة سياسية
أشاد رئيس قسم الإعلام في جامعة الكويت الدكتور محمود الهاشمي بمضمون النطق السامي، مؤكداً أن سمو أمير البلاد أظهر عبر خطابه رؤية قيادية وحكمة سياسية، حيث تحدث سموه بوضوح وثقة عن التحديات التي تواجه البلاد وعن التزامه بحقوق شعبه.
وأثنى على روح الالتزام التي أبداها سمو الأمير في خطابه، حيث أعرب عن التزامه بقيادة البلاد بمسؤولية وشفافية وتعهد بالعمل على تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز قيم الديموقراطية.
وقال إن «على الجميع الالتزام بما تطرق له سمو أمير البلاد في خطابه من أجل تحقيق مصالح الشعب الكويتي»، مشيراً إلى «تشديد سموه على أهمية المتابعة والمراقبة المسؤولة والمحاسبة عن أي إهمال أو تقصير بمصالح المواطنين».
العازمي: رسَمَ الخارطة السياسية المستقبلية
قالت الأستاذ المساعد في قسم العلوم السياسية في الجامعة الخليجية بمملكة البحرين الدكتورة استقلال العازمي إن «النطق السامي لسمو الأمير يرسم الخارطة السياسية المستقبلية للكويت ويعكس حرص سموه على معالجة التحديات التي تواجه البلاد والعمل على كل ما يسهم في تحقيق مصلحة الكويت وشعبها».
وأشارت إلى أن الكويت تمتلك تجربة ديموقراطية فريدة من نوعها، صاغها الآباء المؤسسون في الدستور لعام 1962 وترسخت، إذ نظمت هذه التجربة عملية انتقال السلطة عبر قانون توارث الإمارة الذي صدر في عام 1964.
وذكرت أن العلاقة المتجذرة بين الشعب الكويتي وحكامه مترسخة منذ عقود، وتعكسها المبايعة الشعبية الواسعة التي حظي بها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد قبل أداء سموه اليمين الدستورية في مجلس الأمة.