داعم كبير للرياضة وممارسيها... حريص على الخلق الرفيع والالتزام بتطبيق اللوائح والأنظمة ونشر ثقافة الانضباط
مشعل الأحمد... أمير الرياضة
- مارسَ كرة القدم في دسمان... وفي النادي العربي لعب دور «إطفائي الأزمات»
- في «آسياد هانغزو» كان لصاحب السمو دور كبير في تهيئة الرياضيين الكويتيين وتحفيزهم لتحقيق الإنجازات
- حث أبناء الأسرة على ممارسة الرياضة «المنتظمة» وقدّم لـ «الأخضر» النجم نايف الجابر
- في «الحرس الوطني» كانت الرياضة من ضمن اهتماماته ورؤاه لتطوير العمل في المنظومة العسكرية
تبدأ الكويت عهداً جديداً في عمرها المديد بتقلّد صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح مسند الإمارة خلفاً لصاحب السمو الشيخ نواف الأحمد طيب الله ثراه.
في سبتمبر الماضي، وعلى هامش إقامة دورة الألعاب الآسيوية في مدينة هانغزو الصينية، حظي الوفد الكويتي المشارك في الدورة بشرف لقاء سمو الشيخ مشعل الذي كان في زيارة رسمية إلى الصين.
كان سموه، ورغم ازدحام برنامج الرحلة، حريصاً على الالتقاء بأبنائه الرياضيين والاطمئنان على أحوالهم وتوجيه النصح لهم قائلاً: «جئتم لتمثيل وطنكم لا أنفسكم والرياضة أخلاق قبل أن تكون أداءً فتحلّوا خلال مشاركتكم بالأخلاق الكريمة وتمسكوا بالقيم النبيلة».
وأضاف سموه: «حرصت على أن ألتقي بكم لأشد على أيديكم وأوصيكم ببذل ما في وسعكم من جهود لتحقيق الأمل المنشود ورفع اسم الكويت عالياً».
حرص صاحب السمو الشيخ مشعل الأحمد توجيه التحية لأبنائه الرياضيين في حفل افتتاح الدورة، وكان منظراً مشهوداً حينما لوح سموه لممثلي الوفد الكويتي في طابور العرض.
لم يخيّب الرياضيون الكويتيون الظن، ونجحوا بإهداء الكويت وقيادتها انجازات لافتة في الدورة بتحقيقهم 11 ميدالية متنوعة بواقع 3 ذهبيات وأربع فضيات ومثلها من البرونزيات.
وفي نوفمبر الماضي، حظي هؤلاء الأبطال بشرف الالتقاء بسمو الشيخ مشعل الذي هنأهم بما حققوه مجدداً تأكيده على أن «ثروة الوطن الحقيقية تكمن في أبنائه شبابا وشابات وأنهم العقول النيرة والسواعد الفتية والركائز القوية التي ينهض بها وطننا العزيز ويحقق مزيداً من الطموحات والغايات».
وقال سموه: «إن ما أسعدنا في مشاركتكم المثمرة في دورة الألعاب الأولمبية الآسيوية التاسعة عشرة أداؤكم المتميز الذي عكس الصورة الحضارية المشرفة للرياضة الكويتية وما تحليتم به من عزيمة وإصرار وروح رياضية تنافسية ومهارات عالية، وستظل رسالتنا لكم بذل المزيد من الجهود وعدم التوقف عند حد معين من تحقيق الأهداف والإنجازات».
وأضاف سموه: «رسالتنا للمعنيين بالرياضة في وطننا الحبيب الاستمرار في أداء مهامكم بإخلاص وحسن التخطيط والمتابعة للنهوض بالرياضة الكويتية في كافة مجالاتها».
لم تكن هذه المبادرات واللقاءات التي حظي بها رياضيو الكويت مستغربة من صاحب السمو والذي على الرغم من عدم تسلّمه أي منصب رياضي رسمي، إلا أن الرياضيين كافة يدركون مدى حبه للرياضة ومتابعته الدائمة لها ودعمه الكبير لأبنائه اللاعبين والرياضيين.
كانت نشأة سمو الشيخ مشعل الأحمد في قصر الحكم «دسمان» مميزة بأجواء مفعمة بالحيوية والنشاط.
وكغيره من أبناء الأسرة مارس الرياضة على ملاعب القصر والمدارس لاحقاً مع عدد من إخوانه ومن بينهم سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، بالإضافة الى أقرانه الذين أصبحوا تالياً من الرياضيين المعروفين.
وبعد انخراطه في السلك العسكري، ضابطاً في وزارة الداخلية، لم يتوقف اهتمام سمو الشيخ مشعل بالرياضة والرياضيين وظل مسانداً لهم، خصوصاً في النادي العربي الذي كان أحد أعضاء جمعيته العمومية وداعميه وقريباً من أبناء «الأخضر» الذين كثيراً ما لجأوا إليه لحل المشاكل والخلافات التي تطرأ في النادي، فكان بمثابة «اطفائي الأزمات».
كان سموه يقف على مسافة واحدة من الجميع وهو ما جعله محل تقدير واحترام من «العرباويين» كافة والذين لمسوا منه الدعم والمساندة، جنباً الى جنب مع الالتزام بتطبيق اللوائح والأنظمة ونشر ثقافة الانضباط بين لاعبي النادي ومنتسبيه.
ويشير تاريخ النادي العربي الى حدوث أزمة إدارية نتيجة خلافات وانشقاق في مجلس الإدارة في العام 1978، وتم يومها تكليف سمو الشيخ مشعل من قبل الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح برأب الصدع، حتى لو استدعى ذلك ترؤسه النادي لفترة محددة بهدف إعادة الاستقرار إلى هذا الصرح الكبير.
ولايزال «العرباويون» يدينون لسمو الشيخ مشعل قيامه بتقديم أحد أبرز المواهب الشابة لارتداء القميص الأخضر في أواخر ستينات القرن الماضي، وهو ابن أخيه الشيخ نايف جابر الأحمد الذي كان في طريقه للعب لنادي الكويت، لولا تدخل سموه وتوجيهه إلى العربي ليصبح لاحقاً أحد نجوم النادي ويسهم في تحقيق بطولات عدة معه، قبل أن يبتعد عن الملاعب بسبب الإصابة. وما يعرف عن سمو ولي العهد حرصه على تكريم أبنائه من اللاعبين مادياً ومعنوياً قبل مباريات اعتزالهم. وقد شهدت السنوات الماضية استقبال سموه لأكثر من نجم معتزل.
وعندما تسلّم سموه منصب نائب رئيس الحرس الوطني، كانت الرياضة من ضمن اهتماماته ورؤاه لتطوير العمل في هذه المنظومة العسكرية المهمة.
واعتاد رياضيو «الحرس» على لقاء أبوي يجمعهم بسمو الشيخ مشعل بحضور قياداتهم يبدي لهم خلالها سعادته بما يحققونه من إنجازات وضعت فرق الحرس في طليعة البطولات المختلفة.
وكان يوصيهم بأن يبثوا روح النشاط الرياضي بين الوحدات والأفراد عن طريق المهرجانات الرياضية والمسابقات الداخلية والزام الوحدات بالمشاركة فيها بأكبر عدد من الرياضيين ومتابعة تطبيق خطة رفع مستوى اللياقة البدنية لمنتسبي الحرس الوطني كافة ورفع تقارير سنوية بها في كل موسم رياضي حتى نقيّم ما قمنا به».