«سي إن إن» تتحدّث عن «محادثات إيجابية» قطرية - إسرائيلية في شأن استئناف مفاوضات الرهائن
إسرائيل تُقدم «عرضاً خاصاً» لـ «حماس»... 300 أسير بينهم 10 «قدامى» على رأسهم البرغوثي
- نتنياهو يخوض «حرباً وجودية»
- طوارئ مجمع الشفاء... «حمام دم»
- مسؤول أمني: أي عرض إسرائيلي جديد عليه أن يهز السنوار
- قائد سابق لـ «غولاني»: اللواء خسر ربع قواته
- وفاة ديبلوماسي فرنسي بقصف على رفح
في موازاة الغارات الجوية اللا إنسانية على قطاع غزة، وتوعّد رئيس الوزراء بمواصلة «الضغط العسكري»، كشفت قيادات في حزب الليكود الحاكم بقيادة بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل تسعى لصياغة مقترح تقدمه للوسطاء القطريين والمصريين، لإحياء المفاوضات غير المباشرة مع «حماس» بهدف التوصل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة، في حين نقلت شبكة «سي إن إن»، عن مصادر ديبلوماسية، أن محادثات أوسلو، بين رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني ورئيس جهاز «الموساد» ديفيد برنياع، يوم الجمعة، «كانت إيجابية».
وفي السياق، لمح نتنياهو إلى إعادة تفعيل التواصل مع الدوحة لإبرام اتفاق. وقال «لدينا انتقادات شديدة لقطر... لكننا نحاول الآن استكمال عملية استعادة رهائننا».
والسبت، جددت الدوحة في بيان، تأكيد بذل «جهودها الديبلوماسية المستمرة لتجديد الهدنة الإنسانية».
ووفق تقارير صحافية، فان الصفقة المرتقبة كفيلة بان «تتضمن أطفالاً، نساء ورجالاً، وفي المقابل تحرر إسرائيل نحو 300 أسير فلسطيني، بينهم 10 سجناء قدامى، أحدهم، هو القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي».
وتحدثت القناة 12، عما وصفته بـ«صفقة جديدة»، تقضي بالإفراج عن «النساء، والمرضى والجرحى وكبار السن المحتجزين في غزة»، مقابل تقديم إسرائيل عرض «أكثر كرماً»، على حد تعبير القناة، لإطلاق أسرى من سجون الاحتلال، إضافة إلى «حزمة إنسانية كبيرة».
وقال مسؤول أمني للقناة 12 إن عملية التفاوض ستكون «طويلة ومعقدة للغاية، وأكثر بكثير من الصفقة الأخيرة، وسيتطلب الأمر وقتاً وطريقاً طويلاً علينا تجاوزه. العجلات بدأت للتو بالدوران الآن. من يملك ورقة المساومة هي حماس، وعلينا أن نخلق لديها فهماً بأن السكين تقترب من رقبتها».
وأضاف «هناك توافق على أن أي عرض إسرائيلي جديد عليه أن يهز رئيس حماس في غزة، يحيى السنوار»، معتبراً أن العرض يجب أن «يكسر حالة الجمود ويحافظ على المصالح الإسرائيلية في الوقت نفسه».
ومساء السبت، اعتصم مئات المتظاهرين وعائلات محتجزين إسرائيليين، أمام مدخل وزارة الدفاع في تل أبيب، مطالبين بـ«خطة فورية للإفراج عن المختطفين»، في حراك تصاعد بعد مقتل 3 من المحتجزين على يد قوات إسرائيلية بمنطقة الشجاعية، الجمعة، علاوة على إعلان الجيش، السبت، مقتل إحدى المحتجزات في القطاع.
وقف النار «هدية لحماس»!
وفي إضافة للدعوات الدولية المتزايدة لحماية المدنيين في غزة، شددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا من تل أبيب، أمس، على أهمية التوصل إلى «هدنة جديدة فورية ومستدامة».
وأضافت في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين «قتل كثير من المدنيين».
لكن كوهين كرر موقف تل أبيب الرافض لوقف النار في الوقت الراهن، معتبراً أن الدعوات لذلك «خطأ» و«هدية لحماس».
وأتى موقف الوزير غداة تأكيد نتنياهو مضيه في الضغط العسكري. وتابع «رغم كل الحزن العميق، أريد أن أوضح أمراً: الضغط العسكري ضروري لإعادة الرهائن وضمان النصر على أعدائنا».
وقرأ نتنياهو خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، أمس، رسالة قال إن من كتبها، أقارب الجنود القتلى.
ونقل عنهم «لديكم تفويض بالقتال. ليس لديكم تفويض بالتوقف في المنتصف»، ورد بدوره «سنقاتل حتى النهاية».
والسبت، تحدث عن «حرب وجودية يجب خوضها حتى النصر»، وأن يكون القطاع منزوع السلاح وتحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
وقال إن «التعليمات التي أعطيها لفريق التفاوض مبنية على هذا الضغط الذي من دونه ليس لدينا شيء».
كما صدرت السبت، دعوة بريطانية - ألمانية لحماية المدنيين.
وفي مقال مشترك في صحيفة «صنداي تايمز»، أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك «الحاجة العاجلة» لتحقيق «وقف دائم لإطلاق النار».
عسكرياً، تتواصل المعارك البرية والغارات على أنحاء القطاع، حيث استشهد 60 فلسطينياً شمال غزة منذ صباح أمس.
والسبت، قتلت امرأة وابنتها برصاص جندي داخل رعية العائلة المقدسة في غزة، وهي الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في القطاع، بينما أعرب البابا فرنسيس عن أسفه لمقتلهما.
كما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن أحد العاملين فيها توفي متأثراً بجروح أصيب بها خلال هجوم إسرائيلي على رفح.
وذكرت في بيان، أن الرجل كان يحتمي في منزل أحد زملائه من القنصلية الفرنسية مع اثنين من زملائه وعدد من أفراد أسرهم.
وقالت كولونا بعد وقت قصير من لقائها كوهين، «ننتظر توضيحاً (من إسرائيل)».
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس، سقوط اثنين من عناصره، ما يرفع إلى 121 عدد قتلاه منذ بدء العمليات البرية أواخر أكتوبر.
وكشف قائد «لواء غولاني» السابق موشيه كابلنسكي، أن اللواء خسر منذ 7 أكتوبر الماضي ربع قواته بين قتيل وجريح، إذ قتل 82 ضابطاً وجندياً.
يأتي ذلك، فيما لا يزال انقطاع الاتصالات مستمراً في غزة لليوم الرابع على التوالي، وهو الانقطاع الأطول من بين انقطاعات عدة على مدار الحرب، بينما تؤكد جماعات الإغاثة أنه يعقد جهود الإنقاذ في القطاع ويجعل مراقبة خسائر الحرب في صفوف المدنيين أكثر صعوبة.
«حمام دم»
في غضون ذلك، تتزايد الأزمة الإنسانية حدة في القطاع.
وأمس، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي استحال «حمام دم» وبات يحتاج إلى «إعادة تأهيل» بعد تعرضه لأضرار بالغة جراء القصف الإسرائيلي.
وأوضحت المنظمة أن فريقاً منها ومن وكالات أخرى تابعة للأمم المتحدة، تمكّن السبت من إيصال مواد طبية الى مجمع الشفاء الواقع في غرب مدينة غزة (شمال)، وهو أكبر مستشفيات القطاع.
وأشارت في بيان إلى أن «عشرات الآلاف من النازحين» لجأوا إلى هذا المجمع الذي «يفتقر» إلى المياه والغذاء. وأضافت أن «الفريق (الذي زار المجمع) وصف خدمات الطوارئ بأنها حمام دم، مع وجود مئات المرضى المصابين داخله ووصول مرضى جدد في كل دقيقة».
وتعرّضت البنية التحتية الصحية بأكملها في قطاع غزة، لأضرار بالغة جراء القصف والعمليات البرية.
ويعدّ المستشفى الأهلي العربي الوحيد «الذي يعمل جزئياً» في الوقت الحالي في شمال القطاع بأكمله، حيث تعمل ثلاثة مستشفيات بشكل محدود فقط هي الشفاء والعودة والصحابة. وقبل الحرب كان هناك 24 مستشفى في هذه المنطقة.