أكد أنّ «سمو الشيخ مشعل الأحمد خير خلف لخير سلف
الغانم: كل من تعامل مع نواف الأحمد سيفتقده كثيراً
- صاحب خبرة ومشهود له بالكفاءة والنزاهة
- يحبه الشعب وهو يحب الشعب
أكد النائب مرزوق الغانم أن سمو الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، «من الشخصيات التي يصعب على أي إنسان أن يعدد مآثرها، وكل من تعامل معه، أو كان قريباً منه، سيفتقده افتقاداً كبيراً، نظراً لتواضعه ومحبته لشعبه، فهو أحب الشعب الكويتي، والشعب بادر له هذا الحب، ولذلك نعزي أنفسنا جميعاً، وخاصة أبناء الشعب الكويتي بوفاته».
وقال الغانم، في مداخلة هاتفية له على قناة العربية الإخبارية، لدى تغطيتها خبر وفاة سمو الأمير، إن «الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، كان لي شرف أن أكون قريباً منه خلال السنوات العشر التي تبوأت بها منصب رئيس مجلس الأمة، سواء حينما كان ولياً لعهد شقيقه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، أو عندما نُصّب أميراً، في الوقت الذي كنت أترأس فيه مجلس الأمة».
وذكر أن «الراحل، رحمه الله، عانى في أيامه الأخيرة، وخاصة في السنة الأخيرة من المرض الشديد، لذلك صدر التفويض إلى شقيقه، سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الذي نودي رسمياً اليوم (أمس) أميراً للبلاد، وهو خير خلف لخير سلف»، موضحاً أن «في الفترات السابقة عندما كان سمو الأمير الراحل في صحته وقوته، كنت قريباً جداً منه، ونقابله ونأخذ توجيهاتنا منه، وكانت دائماً نصائحه وتوجيهاته وتعليماته في صالح أبناء الشعب الكويتي، وفي صالح وطنه». وأكد أن «هذه القامة العظيمة الكبيرة ستفتقد، لكن عزاءنا الوحيد بأن سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، هو من مدرسة سمو الأمير الراحل الشيخ نواف، وهو نهج سيستمر بإذن الله».
وتعقيباً على أن عهد سمو الأمير الراحل اتسم بالمصالحة الوطنية، قال الغانم إن «هذه إحدى المحطات التي كنت شاهداً على الحدث فيها، فأول عفو صدر في عهد الشيخ نواف شكل لجنة من رؤساء السلطات الثلاث بعضويتي، والأخ رئيس الوزراء آنذاك الشيخ صباح الخالد، ورئيس السلطة القضائية آنذاك المستشار أحمد العجيل، وبناء على توجيهات سموه، وضعت معايير معينة ومحددة، وثقة سموه كانت وساماً على صدورنا، وبناء عليه تم رفع القوائم، وأصدر سموه مراسيم العفو، وكانت هذه بداية مراسيم العفو التي صدرت في أيام سموه، استكمالاً لمراسيم عفو صدرت في أيام الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد».
وأوضح أن «أول دفعة من دفعات العفو التي أتت بناء على لجنة مكونة من رؤساء السلطات الثلاثة آنذاك، لأحداث النواب الذين كانوا موجودين في تركيا وآخرين، ثم تم استكمال هذه الأمور إلى أن صدر المرسوم الأخير قبل أيام قليلة من وفاته».
وحول الإجراءات المتعلقة بالوفاة، قال الغانم «عملية انتقال السلطة في الكويت وفقاً للدستور الكويتي، تبدأ بإعلان الوفاة، ثم يجتمع مجلس الوزراء اجتماعاً استثنائياً فورياً، لينادي بولي العهد أميراً للبلاد، وهو إعلان كاشف وليس قراراً، وهذا ما تم اليوم (أمس)، وبعد ذلك تعقد جلسة لمجلس الأمة، ليقسم فيها سمو الأمير أمام البرلمان، وبانتظار تحديد وقت لهذه الجلسة، لأنه وفقاً للدستور الكويتي لا يمارس الأمير صلاحياته إلا بعد أدائه القسم أمام البرلمان».
وتابع «قريباً جداً خلال الأيام المقبلة، أتوقع أن تعقد جلسة خاصة لمجلس الأمة الكويتي، يقسم فيها سمو الأمير أمام البرلمان، ويمارس صلاحياته كأمير للبلاد»، مستدركاً «أما في ما يتعلق في ولاية العهد، فوفقاً للدستور الكويتي، لسمو الأمير عام كامل يختار فيه ولياً للعهد، ومن ثم إجراءات عرضه على مجلس الأمة للتصويت عليه، وهذ باختصار شديد الإجراءات التي تتم في حال انتقال السلطة بسبب الوفاة».
وبشأن أبرز التحديات التي ستواجه القيادة الجديدة داخلياً وخارجياً، ذكر الغانم «بحكم معرفتي وقربي من الشيخ مشعل سمو الأمير الحالي، بعد أن نودي أميراً للبلاد، كلي ثقة في قدراته على إدارة دفة البلاد داخلياً وخارجياً، فهو شخص مشهود له بالكفاءة والنزاهة وعمل في عدة أماكن، وصاحب تجربة وخبرة، يحبه الشعب وهو يحب الشعب. لذلك كلي ثقة في قدرة سمو الامير الشيخ مشعل الأحمد على قيادة دفة هذه السفينة، وسط الأجواء المتلاطمة، فالأوضاع الإقليمية ليست مستقرة، ولسنا في العالمين الإسلامي والعربي في أفضل أحوالنا، لكن بتعاون أمرائنا وملوكنا وقياداتنا، بدءاً من دول مجلس التعاون الخليجي على مستوى الوطن العربي، ثم الإسلامي، انا واثق بأن سمو الأمير الشيخ مشعل، حفظه الله ورعاه، سيكون عضيداً لزملائه وإخوانه قادة الدول العربية والإسلامية».
وبشأن السياسة الخارجية للبلاد، شدد الغانم على أن «نهج الكويت، خاصة في ما يتعلق بالأمور الخارجية، هو نهج ثابت لم يتغير بتغير الأمراء. فعلاقتنا مع الأشقاء، وموقفنا من القضايا الإسلامية والعربية والقومية ثابت ولم يتغير بتغير الأمراء والقادة، لذلك أنا واثق كل الثقة بأن سمو الشيخ مشعل، سيسير على نفس النهج الذي أرساه أشقاؤه من قبله».
وأضاف «سمو الأمير الشيخ مشعل الاحمد تبوأ عدة مناصب مهمة، منها نائب رئيس الحرس الوطني، وكان قريباً جداً من الأمراء السابقين، سواء الشيخ جابر الأحمد، رحمه الله، أو الشيخ صباح الأحمد، رحمه الله، أو الشيخ نواف الأحمد، رحمه الله، وكان محل ثقتهم جميعاً، ولذلك اختاره سمو الأمير الراحل الشيخ نواف ولياً للعهد».