أوضاع مقلوبة!
... وترجّل الإنسان الطيب
... وترجّل فارس التقوى والإيمان عن صهوة جواده، وارتقت روحه الطاهرة بإذن الله تعالى إلى عنان السماء لتلحق بركب مَنْ ختموا حياتهم بإسعاد الآخرين بالصفح والعفو عن من دينوا بقضايا متعددة متأسياً بما ذكره رب العباد في محكم تنزيله: (... فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ...) نحسبه كذلك ولا نزكّي على الله أحداً.
لقد رحل هذا (الإنسان الطيب) مترجّلاً عن صهوة جواده، سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ومازالت صورته وهو يرفع كفيه بالدعاء أثناء صلاته بالمسجد عالقة في أذهان الكويتيين تذكرهم به وتذكرهم بالدعاء له بالمغفرة والرحمة والعتق من النيران.
لقد بدأ مسيرته السياسية محافظاً لمنطقة حولّي في 12 فبراير 1962، وهو الذي نشأ في قصر دسمان بيت الحكم، وتلقّى تعليمه في الكويت ضمن مدارسها النظامية ومن بينها المدرسة المباركية، ويُعد ثالث وزير داخلية ورابع وزير دفاع في تاريخ الكويت اتسم بسياسة الحكمة والهدوء والصبر والمشورة في اتخاذ قراراته بعيداً عن التفرّد أو المكابرة.
عصفت بالبلاد خلال فترة حكمه منذ 29 سبتمبر 2020، رياح شديدة وأمطار غزيرة وأمواج سياسية عاتية عاصرها رحمه الله، تمكنت البلاد من تجاوزها بفضل من الله ثم حنكته وهدوئه في اتخاذ القرار.
ولعل آخر تلك الضغوط التي مورست على الكويت تحييد البلاد من الوقوف مع الحق الفلسطيني في وجه الاعتداءات الصهيونية الإجرامية المستمرة على قطاع غزة، ومواجهة ذلك من خلال التأكيد على حل الدولتين وعدم مهادنة العدو في جرائمه أو القبول بالمساومات أو التطبيع مع كيان غاصب.
على الطاير:
- رحم الله هذا (الإنسان) وأسكنه فسيح جناته، ونسأل الله العلي القدير أن يوفق أميرنا سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح لمتابعة المسير والنهوض بالبلد لما فيه خير العباد والبلاد.
email:bomubarak1963@gmail.com
twitter: bomubarak1963
