اقرأ مايلي...

المشهد

تصغير
تكبير

جملة أقرأها كثيراً في التواصل الاجتماعي في هذه الأيام المحزنة، تقول الجملة «كي لا نعتادَ المشهد»، والحق أننا فعلاً اعتدنا المشهد وأصبح روتيناً يومياً، ألوم نفسي كثيراً، هل قسا قلبي؟ ولم تعد الأرواح تهمني؟ هل استسلمت للنتيجة وجاورت الصمت؟

لماذا لا يُستجاب دعاء المسلمين اليوم؟ لم يكتفِ الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام بالدعاء وإنما بذل الأسباب، كيف كانت الحياة حينها عند الدعاء؟ وهل كانت النفوس صافية؟ هل كان الفساد ينخر في أرجاء الدولة الإسلامية؟ هل عملوا على إصلاح ما فسد؟

إن مشاهد الحرب الفظيعة التي اعتدنا عليها، تجعلني أفكر بمشاهد أخرى يومية، كمشهد الموظف الذي يبصم يومياً ويعود لبيته لينام، وأثناء التقييم السنوي للموظفين هو أول مدافع عن حقوقه ويأخذها كاملة، اعتدت مشهد المواطن الحزين الذي يقف على باب عضو برلماني يحلف له بعدم تعاون الحكومة معه ورفضها جميع معاملاته، في حين يلهو هذا العضو بالواسطة له ولأبنائه وأبناء أشقائه وشقيقاته. اعتدت مشهد لوم الوافدين كل يوم على كل كارثة تحدث. اعتدت مشاهدة كسر القوانين والغوص في أموال محرمة واستخدام الصلاحيات في قطع أرزاق الناس وتوفير الرفاهية لصاحب الشأن ومَن يركع له خضوعاً وطوعاً.

هنالك «مشاهد حرام» كثيرة اعتدتُ عليها كما فعلت أنت أيضاً عزيزي القارئ، تلك الصور التي نراها كل يوم من الجور والفساد وتهديد واضح لمن يحاول اصلاحها، بل يضحك كثيرون على وجود المصلح، ويعاني اللوم والاستهزاء الدائم حتى يعيش في صومعته الهادئة قبل الموت، وحده المصلح من يرى حجم الضباب الذي يغشي أعين الناس عن الحق واعتيادهم الفساد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي