فهيد الهيلم / حديث المدينة / الليبراليون وعار التاريخ

تصغير
تكبير
أعلم أن لكل بداية نهاية ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته لسنة المصطفى الحبيب فقد هدي واستعصم، ومن كانت فترته لهوى متبع أو شهوة مطاعة فقد خاب وخسر الدنيا والآخرة.

ولا شك أن التيار الليبرالي في الكويت كان له صوتٌ يسمع هديره من بعيد، ولكن سرعان ما خفت ذلك الصوت وكانت له أطروحات متعددة، سرعان ما اختزلت بأشخاص حامليها وخالفهم فيها رفقاء دربهم وتوزعت مصالح القوم فصاروا شذر مذر ومزقوا كل ممزق.

الليبرالية نبتت خبيثة في مجتمع كمجتمعنا، والليبراليون عشاق لعار التاريخ والواقع والمنطق، فهم لا يستشهدون لتعزيز منطقهم إلا بكل سقطة أو قول شاذ، علهم بذلك يجدون بغيتهم ويلجون من هذه الاستشهادات إلى الطعن في دين الإسلام والطعن في حملة الرسالة من الأنبياء وأتباع لوائهم وليست زندقة الشاتم للرسول (عليه الصلاة والسلام) منا ببعيد.

الليبرالية تعود اليوم من جديد بعد أفول نجمها وفشل أطروحاتها... تعود لتمارس الفشل ذاته وبعبثية أكثر من خلال الترويج لأطروحات نصر أبو زيد ومن هم على شاكلته من ليبراليي الكويت الذين أتحفونا بأبخس الأطروحات وأكثرها رداءة وتهتك، فماذا يعني أن يخرج علينا بعض الليبراليين والليبراليات ليروجوا لما يُسمى حقوق الشاذين والشاذات تحت ذريعة الحقوق الإنسانية والمدنية، بل وأي سخف هذا الذي تفوه به القوم بأنه لا مانع لديهم من تجسيد شخوص الأنبياء (عليهم السلام) بأفلام ومسرحيات تعرض لجماهير المشاهدين!

كنت بالأمس القريب أظن أن الليبراليين يجهلون بعض مسائل الإسلام وبت اليوم مقتنعاً أن الليبراليين يجهلون الإسلام عقيدة وشريعة، بل ويبتعدون عنه بعد المشرقين من خلال ما يروجون له من أفكار وأطروحات لا تناقض القضايا الاجتهادية، بل تعارض في حقيقتها النصوص القطعية المتواترة. وبدا لي أن جهل القوم جهل مركب، فهم جهال ولا يدركون أبداً بأنهم جهال، وهذه لعمري قاصمة الظهر لدى هؤلاء الخنفشاريين المتعالمين.

الليبراليون يحتاجون منا إلى مقالات عدة، وليس مقالاً واحداً عابراً، فلعلي أستميح القارئ الكريم بأنني سأخصص عدداً من المقالات المقبلة عن الليبرالية فكراً وسلوكاً وأطروحات، وسنبيّن كيف ابتعد القوم من حيث شعروا أم لم يشعروا عن الإسلام، وليس هذا والله جنوحاً للتكفير، بل توصيف لواقع عاشه بعض رموز هؤلاء القوم. ولنا في قابل الأيام وقفات حتى يستبين الأمر، فمن هذه اللحظة إلى تلك لكم مني كل حب وتقدير فانتظرونا.

أكاد أسخر منهم ثم يضحكوني

دعواهم أنهم أصحاب أفكار





فهيد الهيلم

كاتب كويتي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي