متذمّرون وغاضبون وباحوا بهمومهم لـ«الراي»
مطربو الكويت الشباب... مغيّبون عن المهرجانات الغنائية العامة رغم حضورهم
حمد المانع
فيصل الراشد
فواز المرزوق
مساعد البلوشي
فهد الحداد
|كتب علاء محمود|
بات من اللافت للنظر هو غياب اسماء المطربين الكويتيين الشباب، عن المشاركة في احياء المهرجانات الغنائية العامة في دول الكويت ودول الخليج، وهم الذين تنجح البوماتهم الغنائية ويجدون صدى جماهيريا كبيرا ويقيمون حفلات اعياد الميلاد والاعراس بالكويت والخليج.**
شباب الطرب الكويتي والخليجي يعانون من ازمة حقيقية في كل مهرجان غنائي تقيمه دول الخليج او الشركات الفنية... في قطر والامارات وسلطنة عمان والبحرين جميعهم لديهم الشكوى نفسها... لماذا تغيبنا ادارات المهرجانات ولا تدعونا للمشاركة في الحفلات الغنائية العامة فيما تستدعي اسماء مطربين عرباً تتكرر دعوتهم في كل عام حتى لمن لم يصدر البوما غنائيا جديدا له، ويحضرون لاحياء جميع حفلاتنا في الكويت والخليج العربي.
ما الدوافع والاسباب التي تمنع مشاركة المطربين الشباب الكويتيين في احتفالات بلادهم؟ هل الامر يعود لـ«مزاج» ادارات الحفلات فيبعدون الشباب الوطني ليعيشوا احباطا في كل عام... ام ان الاسباب تعود لعدم اصدارهم البومات غنائية تخولهم المشاركة، او غير ذلك من الامور؟
تساؤلات عديدة طرحتها «الراي» امام عدد من هؤلاء المطربين الشباب الذين يشعرون بالغبن والتجاهل، ولنقف عند اسبابها الحقيقية، لتسلط بذلك الضوء على قضية قد يراها البعض عادية، لكنها بخفاياها ومضمونها ذات ابعاد تهدد مستقبل هؤلاء الشباب الموهوب.
بهذا الصدد تحدث المطرب فيصل الراشد الذي له تسعة اعوام في مجال الغناء والتلحين الذي ميزه عن سواه فقدم نكهة مختلفة عن السائد في الخليج كما قدم عدة البومات ناجحة واصبحت اجندة حفلاته الخاصة بالسعودية وقطر والامارات والكويت مليئة بالمواعيد.
قدم الراشد الحانا لكبار المطربين في الخليج ومنهم راشد الماجد واحلام، سألناه عن سبب غيابه عن المشاركة في احياء مهرجانات محلية او خليجية فقال: استغرب استبعادي بشكل خاص، مع زملائي المطربين الكويتيين الشباب بشكل عام عن المهرجانات الغنائية المحلية التي تقام كل عام، فيما تتم دعوة مطربين عرب من دول عربية مختلفة في كل دورة. فما الاسباب التي تمنع القائمين والمسؤولين على دعوتنا للمشاركة لملاقاة جمهورنا.
ويضيف الراشد شارحاً تفسيره للامر فيقول: وضعت تساؤلات عديدة امامي لأستخلص منها بعض الاجوبة واول ما خطر على بالي من التساؤلات، هو ان القائمين على المهرجان يشترطون من المطرب الكويتي الشاب ان يكون لديه البوم جديد ليشارك معهم، لكني اطرح البوماً جديداً كل عام ومع ذلك لا يطلبونني. وكذلك وجدت بانهم يستدعون مطربين عرباً لا يملكون ألبومات جديدة، ومع هذا يعطونهم فرصة المشاركة والوقوف على خشبات مسارح الكويت في احتفالاتها. وعلى سبيل المثال نرى المطرب المصري محمد حماقي، الذي لم يصدر البوماً جديداً لهذا العام واكتفى باغنية «سنغل» فقط، ومع ذلك رأيناه على خشبة المسرح بالكويت عام 2010، وايضاً المطربة انغام التي لم تقدّم اي البوم خليجي جديد منذ فترة طويلة، وحتى ميريام فارس التي لم تعمل سوى اغنية «سنغل» خليجية، فأصبحت بذلك من كبار نجوم المهرجانات بنظر القائمين عليها.
ويستطرد الراشد: ومن هذا التساؤل توصلت لاجابة واحدة، ألا وهي ان مهرجاناتنا المحلية تعتمد في اختياراتها على النجوم البارزين في بلدانهم... وليس في دول الخليج، ويهملون مطربي بلدهم مع انه مهرجاننا ويمثل الكويت، ووجودنا وسط الجماهير امر يسعدنا ويسعد جمهورنا... لماذا نعاني من الاحباط و«تكسر المجاديف» في بلدنا.
ويستطرد الراشد: وعن نفسي... فأنا اتحدى اي احد يقول اني لم احقق الانتشار والنجاح كويتياً بشكل خاص وخليجياً وعربياً عموماً. او قد يدعي اني لا املك جديداً اشارك به. فمنذ تسع سنوات مضت وانا اقدم البوماً جديداً كل عام، لكنه لم تتم دعوتي للمشاركة في مهرجانات بلادي.
واضاف الراشد: للعلم فقط، اقسم بالله اني لم اكن اريد تقاضي اي اموال منهم، وقد صرحت في حينها بذلك عبر جريدة «الراي» الا ان امرهم غريب لا ادري ماذا يريدون وما الطريق الذي يأخذنا للمشاركة في احياء حفلات بلادنا.
وفي ختام حديثه قال: هناك ردع غير طبيعي للفن الكويتي، لقد سكتنا بما فيه الكفاية وجاء الوقت لنتكلم ونعبّر عن تجاهل مسؤولي المهرجان للمغنين الشباب.
وتذكر الراشد حادثة حصلت له مع احد المهرجانات التي كان محمد المسري وخالد البذال مسؤولين عنها اذ سمعتهم بأذني وهم يقولون عن مشاركة المطربين الشاب اتفقوا وقالوا... «فلنخصص لهم يوماً ميتاً... ليغنّوا به»، وفعلاً قمنا بالغناء وكان ذلك في يوم الجمعة الذي يليه يوم دوام رسمي فهل يعقل هذا الكلام الجارح والاختيار السيئ لظهورنا على خشبات مسارح الغناء في الكويت؟
المطرب حمد المانع قال: غيابي وزملائي الشباب عن مهرجانات البلاد سببه المنتجون القائمون عليه، اذ من المفترض ان يكون الدعم لهذا المهرجان من الدولة بالتنسيق مع المنتجين، والا تترك الامور لتتولاها شركات الانتاج فتتحكم به.
واضاف المانع: في الفترة الاخيرة أصبح من الملاحظ أن المنتج المنفذ والذي يمثل التلفزيونات الخاصة هو المسؤول عن تنظيم المهرجان بكل فعالياته، واتخاذ القرارات في عملية الاختيار والترشيح للمشاركين به. ولهذا السبب لم ولن نعد نحظى بفرصة المشاركة ابداً. على عكس ما كان يحصل في السابق عندما كان تلفزيون الكويت من يغطي تلك الفعاليات بأكملها، فكان يعطي الفرصة للشباب بالظهور وابراز طاقاتهم.
ويستطرد المانع بحديثه: اما بخصوص «شرط» صدور البوم غنائي كل عام للسماح لنا بالمشاركة فموضوع البوم كل سنة صعب على المطربين الشباب، فنحن بحاجة لدعم لكي ننتج البوماً غنائياً جديدا كل عام، لكن ما المانع من مشاركتنا بأغاني البوماتنا السابقة طالما لم نغن اغنياتها على اي مسرح؟، هذا بالتأكيد سيكون حافزاً لنا بالعطاء واصدار البومات جديدة كل عام.
ويكمل المانع: انا ارى ان قطر تدعم شبابها حتى لو كانوا للمرة الأولى يقفون على الخشبة ولا يملكون البوماً جديداً، ولكنهم مع ذلك يدعمونهم في تخصيص ليال شعبية او تحت اي مسمى ليظهروا للناس الطاقات التي يملكونها، وبهذا يكونون قد مدّوا يد العون لهم. اما نحن هنا في الكويت فكل مطرب جديد عليه ان يساعد نفسه بنفسه.
وعن الشروط التي سيضعها في حال طلب منه المشاركة في المهرجانات الغنائية المحلية...
اجاب المانع: في حال مشاركتي مستقبلا في المهرجانات الغنائية تتلخص في الا احيي الحفلة مع احد المطربين الكبار كوني مطربا شابا ولا اريد ان اكون مهمشاً، كذلك عدم وضع صورتي بالـ«بوستر» في الزاوية وبحجم صغير، لانه من حقي ان آخذ مساحتي حالي حال المطربين الكبار.
واضاف: حتى في الحفلة، سأضع شرطاً بان تكون الفرقة الموسيقية التي سترافقني حرفية الفرقة الموسيقية نفسها للمطربين الكبار، فمن حقنا ايضاً ان تبرز طاقاتنا الفنية.
اما المطرب فواز المرزوق فتحدث بدوره عن سبب غيابه عن المهرجانات الغنائية في الكويت فقد قال لـ«الراي»: غيابي عن المهرجانات يعود سببه للقائمين عليها، فهم الذين يختارون الاسماء التي ستشارك معهم، ولا اعرف اطلاقاً سبب تجاهلهم لنا.
واضاف المرزوق: عندما انظر الى الجوار سأذكر مهرجان «دبي» الغنائي الذي يدعم شبابه حتى لو لم يكن لديهم جديد ليقدمونه، وهذا الدعم نراه في الجلسات التي تقام ضمن فعاليات المهرجان.
ويستطرد بالقول: وانا مقاطع المهرجانات التجارية، لاني لا املك جديداً غنائياً اقدمه لجمهوري، وعن شروطه التي سيضعها للمشاركة مستقبلا قال: لا امتلك شروطاً، لانهم اصلا يحسسوننا «بالتفضّل علينا». واول تلك الشروط يطلبون منا ان نوقع على ورقة مفادها اني مشارك في المهرجان من دون اي اجر مادي، وهذا حصل معي منذ عامين عندما شاركت معهم، اذ جعلوني اوقع على ان مشاركتي معهم بالمجان.
فهل يعقل ان اشارك بالمجان، فقط لكوني مطربا شابا واحتاج للدعم، ومن يجلبونهم من الخارج يقبضون الاموال الطائلة!!!
وذكر المرزوق: ان اغلب المطربين الشباب الذين يشاركون في المهرجانات يغنون بالمجان باستثناء نجم ستار اكاديمي بشار الشطي، كونه ينتمي للجهة المنظمة.
بعد ذلك تبعه في الحديث المطرب فهد الحداد، الذي اعرب عن اسفه لما وصلت اليه حال المطرب الكويتي الشاب في مهرجانات بلده من تهميش علني فقال: اعتقد ان اي مهرجان في اعيادنا الوطنية هو بالآخر ذو طابع وطني اي حكومي، وبذلك تكون الأولوية للفنان الكويتي بالمشاركة في احيائه، مع احترامي لكل البلدان العربية وفنانيها. لكن ما يحصل هنا هو تجاهل تام من قبل المسؤولين والقائمين على المهرجان للمطربين الشباب.
ويضيف بالقول: فلننظر قليلاً الى المهرجانات في قطر، فهم لا يمتلكون هذا الكم من المطربين الشباب، لكنهم مع ذلك يعمدون الى ابرازهم بطريقة او باخرى، لانهم في النهاية يمثلون الدولة. وللاسف «ربعنا» هنا يريدون المطرب الذي سيشارك معهم ان يكون نجماً خالصاً كي يدرّ عليهم الاموال وتنفذ تذاكر حفلته. وبهذا يكونون قد حرموا المطرب الجديد من فرصة الانتشار، وظلموه على الرغم من انه يمتلك جمهوراً ومحبين لصوته.
ويكمل الحداد بالقول: عن نفسي من الممكن ان اشارك بأغنية او اثنتين في المهرجان وفيما لو شاركت في المستقبل، فمن شروطي ان يحاسبوني اسوة بباقي المطربين العرب، فانا ابن البلد ومن المفروض ان «يرزوني»، الاّ اذا كانت العادات والتقاليد التي تربينا عليها تغيرت وانا لا اعلم.
وعلى ذكر موضوع المال، وعدم تقدير الجهات المعنية للمطرب الكويتي الشاب قال الحداد: أخيراً انتهيت مع عدد من زملائي المطربين الشباب من تصوير برنامج لصالح تلفزيون الكويت بعنوان «ليلة فنان»، فصورت شخصياً لصالحهم خمس اغان، على اساس ان يتم اكرامنا كل الكرم، لكن للاسف كل هذا كان وعوداً بالهواء وكان معي فواز المرزوق وعبدالعزيز الضويحي ومساعد البلوشي وآخرون. لتأتي المفاجئة النهائية فكانت حقوقي المالية فقط 270 دينارا لا غير!!! اي بمعدل 60 دينارا عن الاغنية الواحدة!!!
فلا اخفي عليك - حديث الحداد - ان الامور المادية ضرورية لكل شخص، اضافة الى انها تعطي شعوراً رائعاً من التقدير من الطرف الآخر لك، لكن كما قلت مسبقاً ما نعانيه نحن المطربون الشباب من تجاهل شيء «يفشل».
ثم يختم الحداد حديثه الذي ملأه الاسى والحزن فقال: اتمنى من القائمين على المهرجانات ان يصحوا من غفوتهم التي طالت كي لا يخسروا فنانين كويتيين موهوبين يمتلكون طاقات وموهبة كبيرة.
اما المطرب مساعد البلوشي فقد اعتذر عن المشاركة في المهرجانات وقال: من واجبي ان اشكر اللجنة المنظمة والقائمة على مهرجانات بلدي لدعوتهم لي للمشاركة في فعاليات المهرجان الغنائية وعلى رأسهم الملحن عبدالله القعود، فهم لم ينسوا المطربين الشباب والدليل وجود المطرب عبدالرحمن الحريبي وبشار في هذا العام. لكن بالنسبة لي شخصياً فان الظروف قد حالت دون تواجدي معهم. ويضيف بالقول: وقد ارتبطت بعدة حفلات خاصة حالت دون مشاركتي في المهرجان الغنائي.
وفي سؤالنا له ان كان العرض الذي قدم له ان يغني بالمجان كما حصل مع زميله المطرب فواز المرزوق قال: للامانة لم نتطرق الى هذا الامر، لاني اعتذرت لهم بسبب ارتباطاتي المسبقة .
اما بسؤاله ان كان يملي شروطاً ليشارك في السنة المقبلة في المهرجانات الغنائية المحلية فقال: اتشرف بالغناء باحتفالات بلدي، لذلك لا املي اي شروط معينة افرضها على اللجنة المنظمة.
بات من اللافت للنظر هو غياب اسماء المطربين الكويتيين الشباب، عن المشاركة في احياء المهرجانات الغنائية العامة في دول الكويت ودول الخليج، وهم الذين تنجح البوماتهم الغنائية ويجدون صدى جماهيريا كبيرا ويقيمون حفلات اعياد الميلاد والاعراس بالكويت والخليج.**
شباب الطرب الكويتي والخليجي يعانون من ازمة حقيقية في كل مهرجان غنائي تقيمه دول الخليج او الشركات الفنية... في قطر والامارات وسلطنة عمان والبحرين جميعهم لديهم الشكوى نفسها... لماذا تغيبنا ادارات المهرجانات ولا تدعونا للمشاركة في الحفلات الغنائية العامة فيما تستدعي اسماء مطربين عرباً تتكرر دعوتهم في كل عام حتى لمن لم يصدر البوما غنائيا جديدا له، ويحضرون لاحياء جميع حفلاتنا في الكويت والخليج العربي.
ما الدوافع والاسباب التي تمنع مشاركة المطربين الشباب الكويتيين في احتفالات بلادهم؟ هل الامر يعود لـ«مزاج» ادارات الحفلات فيبعدون الشباب الوطني ليعيشوا احباطا في كل عام... ام ان الاسباب تعود لعدم اصدارهم البومات غنائية تخولهم المشاركة، او غير ذلك من الامور؟
تساؤلات عديدة طرحتها «الراي» امام عدد من هؤلاء المطربين الشباب الذين يشعرون بالغبن والتجاهل، ولنقف عند اسبابها الحقيقية، لتسلط بذلك الضوء على قضية قد يراها البعض عادية، لكنها بخفاياها ومضمونها ذات ابعاد تهدد مستقبل هؤلاء الشباب الموهوب.
بهذا الصدد تحدث المطرب فيصل الراشد الذي له تسعة اعوام في مجال الغناء والتلحين الذي ميزه عن سواه فقدم نكهة مختلفة عن السائد في الخليج كما قدم عدة البومات ناجحة واصبحت اجندة حفلاته الخاصة بالسعودية وقطر والامارات والكويت مليئة بالمواعيد.
قدم الراشد الحانا لكبار المطربين في الخليج ومنهم راشد الماجد واحلام، سألناه عن سبب غيابه عن المشاركة في احياء مهرجانات محلية او خليجية فقال: استغرب استبعادي بشكل خاص، مع زملائي المطربين الكويتيين الشباب بشكل عام عن المهرجانات الغنائية المحلية التي تقام كل عام، فيما تتم دعوة مطربين عرب من دول عربية مختلفة في كل دورة. فما الاسباب التي تمنع القائمين والمسؤولين على دعوتنا للمشاركة لملاقاة جمهورنا.
ويضيف الراشد شارحاً تفسيره للامر فيقول: وضعت تساؤلات عديدة امامي لأستخلص منها بعض الاجوبة واول ما خطر على بالي من التساؤلات، هو ان القائمين على المهرجان يشترطون من المطرب الكويتي الشاب ان يكون لديه البوم جديد ليشارك معهم، لكني اطرح البوماً جديداً كل عام ومع ذلك لا يطلبونني. وكذلك وجدت بانهم يستدعون مطربين عرباً لا يملكون ألبومات جديدة، ومع هذا يعطونهم فرصة المشاركة والوقوف على خشبات مسارح الكويت في احتفالاتها. وعلى سبيل المثال نرى المطرب المصري محمد حماقي، الذي لم يصدر البوماً جديداً لهذا العام واكتفى باغنية «سنغل» فقط، ومع ذلك رأيناه على خشبة المسرح بالكويت عام 2010، وايضاً المطربة انغام التي لم تقدّم اي البوم خليجي جديد منذ فترة طويلة، وحتى ميريام فارس التي لم تعمل سوى اغنية «سنغل» خليجية، فأصبحت بذلك من كبار نجوم المهرجانات بنظر القائمين عليها.
ويستطرد الراشد: ومن هذا التساؤل توصلت لاجابة واحدة، ألا وهي ان مهرجاناتنا المحلية تعتمد في اختياراتها على النجوم البارزين في بلدانهم... وليس في دول الخليج، ويهملون مطربي بلدهم مع انه مهرجاننا ويمثل الكويت، ووجودنا وسط الجماهير امر يسعدنا ويسعد جمهورنا... لماذا نعاني من الاحباط و«تكسر المجاديف» في بلدنا.
ويستطرد الراشد: وعن نفسي... فأنا اتحدى اي احد يقول اني لم احقق الانتشار والنجاح كويتياً بشكل خاص وخليجياً وعربياً عموماً. او قد يدعي اني لا املك جديداً اشارك به. فمنذ تسع سنوات مضت وانا اقدم البوماً جديداً كل عام، لكنه لم تتم دعوتي للمشاركة في مهرجانات بلادي.
واضاف الراشد: للعلم فقط، اقسم بالله اني لم اكن اريد تقاضي اي اموال منهم، وقد صرحت في حينها بذلك عبر جريدة «الراي» الا ان امرهم غريب لا ادري ماذا يريدون وما الطريق الذي يأخذنا للمشاركة في احياء حفلات بلادنا.
وفي ختام حديثه قال: هناك ردع غير طبيعي للفن الكويتي، لقد سكتنا بما فيه الكفاية وجاء الوقت لنتكلم ونعبّر عن تجاهل مسؤولي المهرجان للمغنين الشباب.
وتذكر الراشد حادثة حصلت له مع احد المهرجانات التي كان محمد المسري وخالد البذال مسؤولين عنها اذ سمعتهم بأذني وهم يقولون عن مشاركة المطربين الشاب اتفقوا وقالوا... «فلنخصص لهم يوماً ميتاً... ليغنّوا به»، وفعلاً قمنا بالغناء وكان ذلك في يوم الجمعة الذي يليه يوم دوام رسمي فهل يعقل هذا الكلام الجارح والاختيار السيئ لظهورنا على خشبات مسارح الغناء في الكويت؟
المطرب حمد المانع قال: غيابي وزملائي الشباب عن مهرجانات البلاد سببه المنتجون القائمون عليه، اذ من المفترض ان يكون الدعم لهذا المهرجان من الدولة بالتنسيق مع المنتجين، والا تترك الامور لتتولاها شركات الانتاج فتتحكم به.
واضاف المانع: في الفترة الاخيرة أصبح من الملاحظ أن المنتج المنفذ والذي يمثل التلفزيونات الخاصة هو المسؤول عن تنظيم المهرجان بكل فعالياته، واتخاذ القرارات في عملية الاختيار والترشيح للمشاركين به. ولهذا السبب لم ولن نعد نحظى بفرصة المشاركة ابداً. على عكس ما كان يحصل في السابق عندما كان تلفزيون الكويت من يغطي تلك الفعاليات بأكملها، فكان يعطي الفرصة للشباب بالظهور وابراز طاقاتهم.
ويستطرد المانع بحديثه: اما بخصوص «شرط» صدور البوم غنائي كل عام للسماح لنا بالمشاركة فموضوع البوم كل سنة صعب على المطربين الشباب، فنحن بحاجة لدعم لكي ننتج البوماً غنائياً جديدا كل عام، لكن ما المانع من مشاركتنا بأغاني البوماتنا السابقة طالما لم نغن اغنياتها على اي مسرح؟، هذا بالتأكيد سيكون حافزاً لنا بالعطاء واصدار البومات جديدة كل عام.
ويكمل المانع: انا ارى ان قطر تدعم شبابها حتى لو كانوا للمرة الأولى يقفون على الخشبة ولا يملكون البوماً جديداً، ولكنهم مع ذلك يدعمونهم في تخصيص ليال شعبية او تحت اي مسمى ليظهروا للناس الطاقات التي يملكونها، وبهذا يكونون قد مدّوا يد العون لهم. اما نحن هنا في الكويت فكل مطرب جديد عليه ان يساعد نفسه بنفسه.
وعن الشروط التي سيضعها في حال طلب منه المشاركة في المهرجانات الغنائية المحلية...
اجاب المانع: في حال مشاركتي مستقبلا في المهرجانات الغنائية تتلخص في الا احيي الحفلة مع احد المطربين الكبار كوني مطربا شابا ولا اريد ان اكون مهمشاً، كذلك عدم وضع صورتي بالـ«بوستر» في الزاوية وبحجم صغير، لانه من حقي ان آخذ مساحتي حالي حال المطربين الكبار.
واضاف: حتى في الحفلة، سأضع شرطاً بان تكون الفرقة الموسيقية التي سترافقني حرفية الفرقة الموسيقية نفسها للمطربين الكبار، فمن حقنا ايضاً ان تبرز طاقاتنا الفنية.
اما المطرب فواز المرزوق فتحدث بدوره عن سبب غيابه عن المهرجانات الغنائية في الكويت فقد قال لـ«الراي»: غيابي عن المهرجانات يعود سببه للقائمين عليها، فهم الذين يختارون الاسماء التي ستشارك معهم، ولا اعرف اطلاقاً سبب تجاهلهم لنا.
واضاف المرزوق: عندما انظر الى الجوار سأذكر مهرجان «دبي» الغنائي الذي يدعم شبابه حتى لو لم يكن لديهم جديد ليقدمونه، وهذا الدعم نراه في الجلسات التي تقام ضمن فعاليات المهرجان.
ويستطرد بالقول: وانا مقاطع المهرجانات التجارية، لاني لا املك جديداً غنائياً اقدمه لجمهوري، وعن شروطه التي سيضعها للمشاركة مستقبلا قال: لا امتلك شروطاً، لانهم اصلا يحسسوننا «بالتفضّل علينا». واول تلك الشروط يطلبون منا ان نوقع على ورقة مفادها اني مشارك في المهرجان من دون اي اجر مادي، وهذا حصل معي منذ عامين عندما شاركت معهم، اذ جعلوني اوقع على ان مشاركتي معهم بالمجان.
فهل يعقل ان اشارك بالمجان، فقط لكوني مطربا شابا واحتاج للدعم، ومن يجلبونهم من الخارج يقبضون الاموال الطائلة!!!
وذكر المرزوق: ان اغلب المطربين الشباب الذين يشاركون في المهرجانات يغنون بالمجان باستثناء نجم ستار اكاديمي بشار الشطي، كونه ينتمي للجهة المنظمة.
بعد ذلك تبعه في الحديث المطرب فهد الحداد، الذي اعرب عن اسفه لما وصلت اليه حال المطرب الكويتي الشاب في مهرجانات بلده من تهميش علني فقال: اعتقد ان اي مهرجان في اعيادنا الوطنية هو بالآخر ذو طابع وطني اي حكومي، وبذلك تكون الأولوية للفنان الكويتي بالمشاركة في احيائه، مع احترامي لكل البلدان العربية وفنانيها. لكن ما يحصل هنا هو تجاهل تام من قبل المسؤولين والقائمين على المهرجان للمطربين الشباب.
ويضيف بالقول: فلننظر قليلاً الى المهرجانات في قطر، فهم لا يمتلكون هذا الكم من المطربين الشباب، لكنهم مع ذلك يعمدون الى ابرازهم بطريقة او باخرى، لانهم في النهاية يمثلون الدولة. وللاسف «ربعنا» هنا يريدون المطرب الذي سيشارك معهم ان يكون نجماً خالصاً كي يدرّ عليهم الاموال وتنفذ تذاكر حفلته. وبهذا يكونون قد حرموا المطرب الجديد من فرصة الانتشار، وظلموه على الرغم من انه يمتلك جمهوراً ومحبين لصوته.
ويكمل الحداد بالقول: عن نفسي من الممكن ان اشارك بأغنية او اثنتين في المهرجان وفيما لو شاركت في المستقبل، فمن شروطي ان يحاسبوني اسوة بباقي المطربين العرب، فانا ابن البلد ومن المفروض ان «يرزوني»، الاّ اذا كانت العادات والتقاليد التي تربينا عليها تغيرت وانا لا اعلم.
وعلى ذكر موضوع المال، وعدم تقدير الجهات المعنية للمطرب الكويتي الشاب قال الحداد: أخيراً انتهيت مع عدد من زملائي المطربين الشباب من تصوير برنامج لصالح تلفزيون الكويت بعنوان «ليلة فنان»، فصورت شخصياً لصالحهم خمس اغان، على اساس ان يتم اكرامنا كل الكرم، لكن للاسف كل هذا كان وعوداً بالهواء وكان معي فواز المرزوق وعبدالعزيز الضويحي ومساعد البلوشي وآخرون. لتأتي المفاجئة النهائية فكانت حقوقي المالية فقط 270 دينارا لا غير!!! اي بمعدل 60 دينارا عن الاغنية الواحدة!!!
فلا اخفي عليك - حديث الحداد - ان الامور المادية ضرورية لكل شخص، اضافة الى انها تعطي شعوراً رائعاً من التقدير من الطرف الآخر لك، لكن كما قلت مسبقاً ما نعانيه نحن المطربون الشباب من تجاهل شيء «يفشل».
ثم يختم الحداد حديثه الذي ملأه الاسى والحزن فقال: اتمنى من القائمين على المهرجانات ان يصحوا من غفوتهم التي طالت كي لا يخسروا فنانين كويتيين موهوبين يمتلكون طاقات وموهبة كبيرة.
اما المطرب مساعد البلوشي فقد اعتذر عن المشاركة في المهرجانات وقال: من واجبي ان اشكر اللجنة المنظمة والقائمة على مهرجانات بلدي لدعوتهم لي للمشاركة في فعاليات المهرجان الغنائية وعلى رأسهم الملحن عبدالله القعود، فهم لم ينسوا المطربين الشباب والدليل وجود المطرب عبدالرحمن الحريبي وبشار في هذا العام. لكن بالنسبة لي شخصياً فان الظروف قد حالت دون تواجدي معهم. ويضيف بالقول: وقد ارتبطت بعدة حفلات خاصة حالت دون مشاركتي في المهرجان الغنائي.
وفي سؤالنا له ان كان العرض الذي قدم له ان يغني بالمجان كما حصل مع زميله المطرب فواز المرزوق قال: للامانة لم نتطرق الى هذا الامر، لاني اعتذرت لهم بسبب ارتباطاتي المسبقة .
اما بسؤاله ان كان يملي شروطاً ليشارك في السنة المقبلة في المهرجانات الغنائية المحلية فقال: اتشرف بالغناء باحتفالات بلدي، لذلك لا املي اي شروط معينة افرضها على اللجنة المنظمة.